عائلات أسرى ومحررون يحتجون على قطع مخصصاتهم

فلسطين رام الله 18 حزيران 2017 محررون في صفقة شاليط جمدت السلطة رواتبهم ويطالبون بصرفها قبل عيد الفطر
محررون في صفقة شاليط جمدت السلطة رواتبهم (الجزيرة)

ميرفت صادق-رام الله

مع طفليها عمرو وكرام جاءت زوجة الأسير نايف رضوان للاعتصام أمام هيئة شؤون الأسرى في رام الله بالضفة الغربية، ضد تجميد السلطة الفلسطينية مخصصاته منذ بداية يونيو/حزيران الجاري. وحمل أطفالها لافتة كتب عليها "من لأطفال الأسرى بعد آبائهم؟".
 
وأعاد الاحتلال رضوان لحكم المؤبد مرتين بعد استئناف اعتقاله نهاية العام الماضي، وكان قد أفرج عنه في صفقة تبادل الأسرى المعروفة بـ "صفقة شاليط" التي أبرمتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مع إسرائيل نهاية عام 2011 وأفرج بموجبها عن ألف أسير فلسطيني بينهم مئات المحكومين بالمؤبد.
 
وأوضحت زوجته عقيلة رضوان ـ وهي حامل في شهرها الثامن ـ إن مخصصات زوجها الشهرية التي تصرفها السلطة الفلسطينية جمدت بعد تحويلها متأخرة مطلع الشهر الجاري. وانقطع بذلك مصدر دخل أسرتها الوحيد.
 
وحسب تقديرات هيئة شؤون الأسرى فإن 277 أسيرا ومحررا ممن شملتهم صفقة تبادل الأسرى عام 2011 وينتمون إلى حركة حماس جمدت رواتبهم مطلع الشهر الجاري من دون توضيح رسمي لسبب ذلك أو مدته. ومن بين هؤلاء نحو خمسين أسيرا تصادف أمس الأحد ذكرى إعادة اعتقالهم من الاحتلال الإسرائيلي بعد تحررهم.

وشارك عدد من أهالي الأسرى والمحررين أمس في الاعتصام للمطالبة بإعادة صرف رواتبهم وإنصاف فئة "قضى بعضها نحو ثلاثة عقود في سجون الاحتلال".

‪الطفل عمرو رضوان يحتج على تجميد راتب والده الأسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي‬ الطفل عمرو رضوان يحتج على تجميد راتب والده الأسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي (الجزيرة)
‪الطفل عمرو رضوان يحتج على تجميد راتب والده الأسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي‬ الطفل عمرو رضوان يحتج على تجميد راتب والده الأسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي (الجزيرة)

معاناة
وقال الأسير المحرر زكريا الجسراوي (43 عاما) من بلدة السموع في الخليل جنوب الضفة الغربية إن تجميد صرف الرواتب يلقي بظلال صعبة على الأسرى والمحررين وعائلاتهم كونه مصدر دخلهم الوحيد.
 
وذكر الجسراوي للجزيرة نت إن راتبه جرى تجميده بعد تحويله إلى حسابه دون تفسير، ولدى مراجعة الجهات ذات الشأن في البنك وفي السلطة الفلسطينية تلقى ردا بأن الإجراء كان بإيعاز من "جهات عليا".
 
وقال الجسراوي "عندما أفرج عني بدأت حياتي من الصفر بمساعدة مخصصات الأسرى والمحررين، بنيت بيتا وتزوجت وأنجبت ثلاثة أطفال ولا مصدر دخل لي سوى هذا المخصص".

ونبه إلى أن معظم الأسرى والمحررين "ارتبطوا بعد الإفراج عنهم بشيكات وقروض لبناء بيوت وتأسيس عائلات، والآن يواجهون مصيرا مبهما فهل سنلاحق الآن ونسجن بسبب الديون في سجون مدنية بعد قضاء أكثر من عشرين عاما في سجون الاحتلال؟".
 

‪زوجات أسرى من حماس يعتصمن ضد تجميد مخصصاتهم‬ الجزيرة)
‪زوجات أسرى من حماس يعتصمن ضد تجميد مخصصاتهم‬ الجزيرة)

اعتصام
وانتقل عدد من المحررين الموقوفة رواتبهم للاعتصام مع زوجات وعائلات أسرى وأطفالهم أمام مقر الحكومة في رام الله، مطالبين بإعادة رواتبهم قبل حلول عيد الفطر.
 
من جهته، قال الناطق باسم هيئة شؤون الأسرى حسن عبد ربه "إن الهيئة لا علم لها بقرار تجميد رواتب الأسرى والمحررين وإنها ليست طرفا به، في حين لم تدل الحكومة أو وزارة المالية بأي تصريح يبرر هذا الإجراء".
 
واعتبر الناطق باسم الأسرى من محرري صفقة شاليط عبد الرحمن شديد قد وصف وقف الرواتب بأنه "قرار تعسفي جائر جاء استجابة لضغوط إسرائيلية وأميركية".

المصدر : الجزيرة