أطباء بلا حدود تمنح حياة جديدة لجرحى الحرب

جرحى الحرب العراقيين في عمان
المنظمة تقول إنها عالجت منذ افتتاح المستشفى أربعة آلاف وخمسمئة مريض وأجرت نحو عشرة آلاف عملية جراحية (الجزيرة)

ينشط مستشفى متخصص تديره منظمة أطباء بلا حدود في العاصمة الأردنية عمان في مجال الجراحات التقويمية والعلاج الطبيعي والنفسي لصالح جرحى الحرب في المنطقة، خاصة العراقيين.

ويعالج مستشفى المواساة المصابين خلال عمليات القصف أو التفجيرات، ممن تعرّضت عظامهم ليس للكسر فقط بل للتهشم الكامل، وغيرهم ممن يعانون من إصابات وحروق خطيرة تغطي جزءا كبيرا من أجسادهم.

كما يعالج المشفى مَن يعانون من إصابات في الوجه تتضمن ضررا شديدا في الأجزاء السفلية والعلوية للفك يجعل من الصعب عليهم التنفس أو الأكل، وبعضهم تعرضت أعضاؤهم للبتر.

وتقول المنظمة إن معظم مرضى المستشفى يحتاجون إلى جراحة تقويمية متقدمة، تستمر غالبا عدة أشهر وأحيانا سنوات.

وأسست منظمة أطباء بلا حدود هذا المشروع عام 2006 "حين بدا واضحا عدم توفر رعاية مماثلة لضحايا الحرب في العراق، ومن حينها لم يزل المستشفى يتوسع ليستقبل مرضى من غزة واليمن وسوريا".

وتقول المنظمة إنها عالجت منذ افتتاح المستشفى أربعة آلاف وخمسمئة مريض تقريبا، وأجرت نحو عشرة آلاف عملية جراحية، وتشير إلى أن العراقيين هم أكبر مجموعة من المرضى (2442 مريضا).

وتضرب المنظمة لتلك الحالات بمظفر عبد الوحيد خليفة (43 عاماً)، الذي أصيب حين اقتحم رجال مسلحون المبنى الذي يعمل فيه، وخلال هذا الهجوم سقط من الطابق الثالث، وعانى من عدة كسور في ساقه ووركه، إضافة إلى إصابة في عموده الفقري. وخلال السنة التالية، خضع لسبع جولات من العمليات الجراحية لكن كسور العظام لم تشف.

ويقول مظفر "في النهاية، نصحني الأطباء بإجراء بتر من أعلى الركبة؛ فالعظمة في ساقي كانت ملتهبة ولن تشفى".

ويضيف "بدأت أشعر بالاستياء الشديد على الصعيد النفسي، ثم تواصلت مع منظمة أطباء بلا حدود، وبعد إجراء تقييم طبي، قبلني المستشفى في عمّان، وخلال أربعة أشهر قاموا بعمليات جراحية لساقي عدة مرات، أولا لعلاج الالتهاب، ثم إعادة وظيفة الساق تدريجياً، الآن لم أعد أحتاج إلى الكرسي المتحرك إذ يمكنني المشي بالعكازات".

المصدر : الجزيرة