تقرير: استهداف ممنهج للكوادر الطبية والدفاع المدني بسوريا

رغم القصف الذي طاله لمرتين وأدى إلى تهدم مبانيه، لم يتوقف مستشفى "اليماضية" عن تقديم خدماته الطبية للمصابين والمرضى القادمين من ريفي اللاذقية وإدلب، شمالي سوريا، لكنه اضطر إلى النزوح لأكثر من مرة مثله مثل ملايين البشر الذي نزحوا إلى داخل سوريا وخارجها على وقع الحرب الدموية المستمرة في بلدهم منذ أكثر من خمسة أعوام. واستقر المستشفى أخيرا في أعماق الأرض في منطقة "باير بوجاق" (جبل التركمان) بالريف الشمالي لمحافظة اللاذقية، كمكان حصين يحميه من غارات المقاتلات التابعة لنظام "بشار الأسد" وروسيا، والتي لا تفرق بين منشأة عسكرية وأخرى مدنية، حسب القائمين على المستشفى.
أحد مستشفيات ريف اللاذقية يتحصن تحت الأرض لحمايته من القصف الروسي (الأناضول)

أعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 167 شخصا من الكوادر الطبية وكوادر الدفاع المدني خلال 2016، وقالت إن قوات النظام السوري وروسيا تمارسان القتل المنهجي لهذه الكوادر بهدف تهجير المدنيين.

وقالت الشبكة في تقرير إن عدد قتلى الكوادر الطبية وكوادر الدفاع المدني يتوزعون إلى 77 قتيلا على يد قوات النظام، و55 على يد القوات الروسية، و18 على يد تنظيم الدولة الإسلامية، وتسعة على يد فصائل المعارضة المسلحة، وشخص واحد على يد قوات الإدارة الذاتية الكردية، وسبعة آخرين قتلوا من قبل جهات أخرى.

كما وثق تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان 448 اعتداء على مراكز حيوية طبية ومراكز دفاع مدني عام 2016، كانت 257 منها على يد قوات النظام، و174 حادثة أخرى من قبل القوات الروسية، مقابل أربعة حوادث اعتداء من قبل تنظيم الدولة، وثمانية أخرى ارتكبتها فصائل المعارضة، بينما سجل التقرير خمسة حوادث اعتداء على يد جهات أخرى.

واعتمد على الروايات المباشرة لناجين أو لأهالي الضحايا، وعمليات تدقيق وتحليل الصور والفيديوهات وبعض التسجيلات الطبية، وأوضحت الشبكة أن هناك حالات أخرى لا يمكن توثيقها.

وقال مدير الشبكة فضل عبد الغني إن هجمات القوات الروسية على المراكز الطبية ومراكز الدفاع المدني وكوادرها تعتبر انتهاكا صارخا لـ القانون الدولي الإنساني، وترقى إلى جريمة حرب لأنها نجمت عن هجوم فوضوي وفي كثير من الأحيان متعمد على الأعيان المشمولة بالحماية، وفق تعبيره.

وأضاف مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان: الهجمات هي أحد الأسباب الرئيسة لتهجير الشعب السوري، معتبرا أنها تمثل رسالة واضحة مفادها عدم وجود منطقة آمنة أو خط أحمر، وأن على المدنيين أن يهاجروا جميعا أو يُقتلوا.

المصدر : الجزيرة