إسرائيل تفرج عن أسير أضرب عن الطعام لشهرين
ميرفت صادق-رام الله
ونقل القاضي في سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني من مستشفى ويلفسون الإسرائيلي إلى المستشفى الاستشاري في رام الله، وقال الطاقم الطبي إن حالته مستقرة لكنه ما زال يعاني ضعفا في عضلة القلب.
وبينما كانت تحمل باقة من الزهور وقد تزينت لاستقباله، قالت والدته يسرى القاضي إن ابنها انتصر على إرادة الموت التي حاول الاحتلال فرضها عليه.
لكنها ذكرت أن حالته الصحية تتحسن ولكن ببطء بسبب ضعف عضلة القلب، كما أنه ما زال يعاني التهابا رئويا حادا بسبب إصابته ببكتيريا لدى إدخاله قسم العناية المكثفة بالمستشفى الإسرائيلي.
ووجه الأسير المحرر (20 عاما) -وهو من مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية– تحية إلى أمهات الأسرى والمتضامنين معهم طيلة إضرابه الذي استمر سبعين يوما منذ منتصف يوليو/تموز الماضي وحتى التوصل إلى اتفاق بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي يقضي بوقف القاضي والأسيرين محمد ومحمود البلبول إضرابهم مقابل إنهاء اعتقالهم الإداري.
وقال القاضي من غرفة العناية المكثفة إنه خاض معركة الإضراب بجسد نحيل، ورغم المصاعب التي تعرض لها إلا أنه كان مؤمنا بحتمية انتصاره وبعدالة مطالبه بالحرية ووقف اعتقاله الإداري.
من جانبها، أكدت والدته تعرضه للضرب خلال إضرابه بعد ساعات من خضوعه لعملية جراحية في مستشفى ويلفسون الإسرائيلي، حيث حشر في حمام المستشفى وضرب من قبل السجانين رغم خطورة وضعه الصحي.
ووصفت حالة القاضي بعد دخوله في غيبوبة لأيام بأنها الأخطر من بين عشرات الأسرى الفلسطينيين الذين انخرطوا في موجة الإضرابات المفتوحة عن الطعام منذ عام 2011.
وكان القاضي قد صمم على مواصلة إضرابه عن الطعام رغم دخوله في غيبوبة استمرت لتسعة أيام على إثر تدهور وضعه الصحي وبعد أن قررت المحكمة الإسرائيلية العليا تجميد اعتقاله الإداري ولكن دون الإفراج عنه.
يشار إلى أن القاضي اعتقل مرتين في العام الماضي، الأولى في 7 ديسيمبر/كانون الأول 2015 وحتى مطلع أبريل/نيسان، ثم أعاد الاحتلال اعتقاله بعد أربعين يوما من الإفراج عنه وحوله للاعتقال الإداري مباشرة.
وقالت والدته إنه تعرض في المرتين للتهديد بحرمانه من إكمال تعليمه الجامعي بكلية الإعلام في جامعة القدس.
جهود سياسية
وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى في السلطة الفلسطينية عيسى قراقع إن الإفراج عن القاضي كان نتيجة جهود سياسية كبيرة من السلطة الفلسطينية جاءت بعد أن شارف القاضي والشقيقان البلبول على الموت فعلا.
وينص الاتفاق على عدم تجديد اعتقالهم الإداري والاكتفاء بالمدة التي يقضيها ثلاثتهم حاليا، حيث انتهى اعتقال القاضي الخميس بينما سيفرج عن الشقيقين البلبول في 8 ديسيمبر/كانون الأول المقبل.
وقال قراقع إن الشقيقين البلبول -أحدهما محمد الذي فقد بصره خلال إضراب استمر نحو ثمانين يوما- يحتاجون إلى فترة علاج طويلة.