سي.آي.أي صورت معتقلين عراة قبل إرسالهم للتعذيب
كشفت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية عن أن الاستخبارات المركزية الأميركية (سي.آي.أي) احتفظت بصور لمعتقلين وهم عراة قبل إرسالهم إلى التعذيب في بلدان أخرى، وهو ما وصفه حقوقيون بأنه قد يرتقي لجريمة حرب.
ووفق الصحيفة فإن الصور تظهر معتقلين وعليهم آثار رضوض وبعضهم معصوب العينين ومقيد، ووصف مسؤول أميركي سابق اطلع على بعض الصور بأنها "بشعة جدا".
وذكرت "ذي غارديان" أن تلك الصور تثير تساؤلات جديدة حول قيام الولايات المتحدة باستخدام "الإذلال الجنسي" بحق المشتبه بهم، في إطار حملتها ضد من تسميهم "الإرهابيين" بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
واعتبر بعض النشطاء الحقوقيين أن تصوير السجناء وهم عراة يمثل "معاملة قاسية ولا إنسانية ومهينة" وقد يرتقي لمستوى جريمة حرب.
وأكد مسؤولون أن "سي.آي.أي" ما زالت تحتفظ بالصور، رغم تدمير أشرطة فيديو كانت تثبت عمليات التعذيب في السجون السرية للوكالة.
وطبقا لمعلومات الصحيفة، يظهر السجناء في بعض الصور معصوبي العينين ومكتوفي اليدين وعلى جثثهم كدمات واضحة. وفي صور معينة يظهر أشخاص يعتقد أنهم موظفون من "سي.آي.أي" وهم بجانب السجناء.
وتمكنت منظمات حقوقية خلال السنوات الماضية من تحديد هوية خمسين شخصا على الأقل رحلتهم "سي.آي.أي" للخارج في إطار ما يسمى "التسليم الاستثنائي" والترحيل خارج نطاق القضاء إلى دول أجنبية. وقد مورست عليهم أساليب تعذيب أكثر وحشية بالمقارنة مع ما مارسته "سي.آي.أي" داخل الأراضي الأميركية.
وتقول مصادر مطلعة إن السبب وراء التقاط صور السجناء بتلك الوضعية ربما كان بهدف توثيق حالتهم الصحية قبل ترحيلهم، و"غسل اليدين" من أي ضرر قد يلحق بهم جراء التعذيب على أيدي "الشركاء الأجانب".
يُذكر أن القانون الإنساني الدولي يحظر تصوير السجناء باستثناء حالات محددة منصوص عليها تتعلق بنظام اعتقالهم، وذلك من أجل حماية كرامتهم.