أي مصير ينتظر معتقلي نينوى لدى أربيل؟
محمد غلام-أربيل
وقد قبض عليهم في أغسطس/آب 2014، أي قبل سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على هذه القرية، وبعد سيطرته على مدينة الموصل بنحو شهرين.
لا يجد غانم محمد عبد أي وسيلة للتواصل مع قحطان والد أحفاده الأربعة أو زيارته، حيث يقبع في قضاء شقلاوة بمحافظة أربيل "كما عرفنا مؤخرا بالصدفة"، وذلك لأنه هو نفسه شبه محتجز بمخيم الخازر، ولا يسمح له بالخروج كما هي الحال بالنسبة لجميع مقيميه.
غير بعيد من خيمته، زرنا خيمة العجوز فتحية سلطان عذاب، التي حدثتنا عن اعتقال حفيديها وضاح (18 عاما) وصلاح الدين (16 عاما) ابني نجلها فيصل في الظروف نفسها، وهي تؤكد أن حفيديها بريئان، بينما دعا غانم محمد عبد إلى محاكمة المعتقلين وإطلاق سراحهم إن ثبتت براءتهم.
ويقول بعض سكان المخيم ممن تحدثت إليهم الجزيرة نت إن من بين المعتقلين أطفالا وشيوخا طاعنين في السن، ومن بينهم ستيني يدعى حسن حمو جمعة، وثمانيني يسمى علي خلف كحيلة.
وطالبوا بوقف حملة الاعتقالات في صفوف النازحين، موضحين أن أغلبهم فتية جندهم تنظيم الدولة رغما عنهم، أو اضطروا لذلك بداعي الجوع.
تقارير حقوقية
وتأتي هذه الاتهامات وسط تقارير حقوقية عديدة تحدثت عن انتهاكات متزايدة لحقوق الإنسان في إقليم كردستان العراق والتضييق على وسائل الإعلام فيه، وهي تقارير تفندها سلطات الإقليم بشدة.
ونفى المتحدث باسم الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في الإقليم محمد كومشيني علمه بأي من تلك الاعتقالات الخارجة عن القانون، ويقول "لم يشتك لنا أحد".
وفي جواب عن أن أغلب من يفترض فيهم تقديم الشكوى نازحون يقيمون بمخيمات لا يمكنهم الخروج منها وقد احتجزوا قبل ذلك سنتين تحت حكم تنظيم الدولة، جدد التأكيد على أنه لا علم له بشيء وأنه سيتواصل مع ممثل الهيئة المختص بأوضاع النازحين.
وأكد أن التشديد في تقييد حرية النازحين يعود لدواع قانونية وأمنية متعلقة بموضوع الهجرة والمهجرين وسيتمكنون من العيش كباقي السكان بعد التحقق الأمني.
تنظيم الدولة
وأقرّ المسؤول الكردي بوجود معلومات عن معتقلين من تنظيم الدولة يتزايد عددهم يوميا، نافيا تقارير غير رسمية تفيد بتعرضهم للتعذيب، وقال إن الصليب الأحمر الدولي يراقب أوضاع السجون بالإقليم.
لكن رئيس اللجنة العليا للتقييم والرد على التقارير الدولية بحكومة الإقليم ديندار زيباري كشف عن وجود تسعة آلاف شخص خضعوا للتحقيق خلال السنتين الماضيتين، وتم إطلاق سراح أغلبهم.
وأضاف أن السلطات الأمنية في الإقليم لا تزال تعتقل 450 شخصا تقرر إطلاق سراح 200 منهم، و100 صدرت بحقهم أحكام بممارسة الإرهاب، و150 في طور إجراءات التقاضي.
وقال إنه يستحيل أن يقبض على أي شخص في الإقليم إلا إذا وجهت له تهمة خلال 24 ساعة وأعلم به الصليب الأحمر الدولي، وفي العموم أكد المسؤول الكردي أنه "لا يوجد أي مختف قسريا بالإقليم ولا توجد سجون سرية".