الجوع والموت يلاحقان اليمنيين

الكارثة.. آخر وصف للأوضاع الإنسانية في اليمن
مسؤولون دوليون ويمنيون وصفوا الوضع في اليمن بأنه كارثة إنسانية (الجزيرة)

مستشفيات محرومة من الكهرباء، ومنازل دمرتها القذائف التي تطلقها جماعة الحوثي والموالون للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح على المدنيين، وآلاف الأشخاص يتنقلون بحثا عن المياه والمأوى والغذاء.. صور تعكس المحنة الإنسانية في اليمن بعد أشهر من سيطرة الحوثيين عليه، وردّ من تحالف عربي عبر غارات جوية وحصار بحري.

فهذه مستشفيات صنعاء التي تعاني من نقص شديد في البنزين لتسيير سيارات الإسعاف، تطلق نداءات إلى سائقي سيارات خاصة لنقل القتلى والجرحى الذين يرقدون في الشوارع.

وتفتقر بعض المستشفيات المزدحمة بالجرحى إلى الكهرباء أو وقود المولدات لإجراء جراحة. ويقول مسؤولون طبيون إن بعض الجثث تخزن الآن في ثلاجات تجارية، أو تدفن بسرعة عندما لا يتأتى ذلك.

مائة عام للوراء
وقالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر ماري كلير فيجالي إن "سيارات الإسعاف لا يمكنها السير، ولا يوجد قدر يذكر من الكهرباء، ولا يوجد وقود يكفي لتشغيل المولدات، في بلد يعاني من ندرة المياه مثل اليمن، فإن هذا يعني أنه لا يمكن حتى استخدام مضخات للحصول على مياه".

وأضافت "إنها كارثة.. كارثة إنسانية.. كان الأمر صعبا بما يكفي من قبل، لكن الآن لا توجد كلمات تعبر عن الحالة السيئة التي وصلت إليها الأمور".

وأيدها في ذلك وزير حقوق الإنسان في اليمن عز الدين الأصبحي الذي قال في مؤتمر صحفي بالعاصمة السعودية الرياض، إن "الصورة باختصار تعيد اليمن السعيد إلى أكثر من مائة عام إلى الوراء بشكل مأساوي وحزين لم ير له التاريخ مثيلا" بسبب دمار البنية التحتية، خصوصا في محافظات عدن والضالع وتعز.

وتنقل وكالة الأناضول عن شهود عيان أن عددا من أحياء مدينة تعز شهدت أمس الاثنين عملية نزوح جماعي للسكان هربا من قصف مدفعي للحوثيين طال مساكنهم لليوم الثاني على التوالي.

ويقول الشهود إن سكان أحياء حوض الأشراف والمسبح والتحرير الأسفل والثورة أخلوا منازلهم بشكل كامل واتجهوا الى الأرياف، بعد ليلة عصيبة قضوها تحت رحمة قذائف الحوثيين.

وذكرت مصادر طبية أن القصف المدفعي الذي طال أحياء سكنية بشكل غير مسبوق في مدينة تعز، أسفر عن مقتل 15 مدنيا وإصابة أكثر من 70 آخرين.

وفي تغيير لمسار الأحداث، لجأ بعض اليمنيين إلى الفرار باتجاه مناطق أقل استقرارا في القرن الأفريقي (الصومال، جيبوتي) كان مواطنوها يفرون أصلا إلى اليمن.

وتقول الأمم المتحدة إن 12 مليون شخص يفتقرون إلى "الأمن الغذائي" في اليمن أو سيعانون من الجوع، بزيادة نسبتها 13% منذ بدء الصراع.

وأدى الحصار إلى خنق واردات الأغذية والأدوية، بينما عرقل القتال إمدادات الوقود لسكان اليمن البالغ عددهم 25 مليون نسمة.

يذكر أن السعودية تعهدت بتقديم 274 مليون دولار لتغطية نداء المساعدات للأمم المتحدة بالكامل لليمن هذا الشهر، وسمحت لوكالات الإغاثة بشحن مئات الأطنان من الأدوية.

المصدر : وكالات