سجن طلاب بمصر والسيسي يحذر من استغلال الجامعات
قضت محكمة جنح في مصر بالسجن أربع سنوات على 12 من طلاب وطالبات جامعة عين شمس، فيما حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي طلاب الجامعات من "الأفكار الهدامة" واستغلال ما سماها "جماعات غير وطنية" لهم.
وقررت المحكمة المصرية أيضا إيقاع غرامة بمقدار مائة ألف جنيه لكل طالب بعد إدانتهم بتهم التظاهر بدون ترخيص وإثارة الشغب والتجمهر.
وكان المحكوم عليهم -ومن بينهم طالبتان- قد اعتقلوا في مارس/آذار الماضي خلال مظاهرات شارك فيها آلاف من طلاب جامعة عين شمس في القاهرة، رفضا للانقلاب العسكري واحتجاجا على القتل والتنكيل الذي يتعرض له زملاؤهم في جامعات القاهرة والأزهر وجامعات الأقاليم.
وفي إطار مواز حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي طلاب الجامعات المصرية من "الانخراط في أي أنشطة سلبية أو الانجراف وراء أفكار هدامة".
وفي خطاب ألقاه في جامعة القاهرة مساء أمس الأحد -خلال حفل تكريم أوائل الجامعات- دعا السيسي الطلاب للالتفات إلى تحصيل العلم في العام الدراسي الجديد الذي يبدأ في 11 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
واتهم ما سماها "جماعات غير وطنية" بأنها "تستغل الطلاب في تحقيق مآربها وأغراضها".
وطالب السيسي بـ"ضرورة تضافر جهود كافة مؤسسات المجتمع في تأهيل وإعداد الشباب، وألا تقتصر تلك المسؤولية على الجامعات فحسب".
ترتيب أمني
وانتقدت حركة "طلاب ضد الانقلاب" المعارضة الاحتفال، ووصفته بأنه جاء بترتيب أمني.
وأوضحت الحركة في بيان لها تزامنا مع خطاب السيسي أن "الاحتفال لم يوجه الدعوات لاتحاد الطلاب، ولا لرموز الحركات الطلابية، ولم يحضر من الطلاب هذا اللقاء سوى من رضيت الجهات الأمنية عنهم ورشحتهم".
كما انتقدت الحركة الإجراءات الأمنية التي صاحبت اللقاء، مشيرة إلى أنها ستواصل مظاهراتها داخل الجامعات.
وسبقت مراسم الاحتفال مظاهرة نظمتها الحركة في قلب ميدان التحرير، رفضا لزيارة السيسي جامعة القاهرة.
وبحسب شهود عيان، فقد نظم العشرات من حركة "طلاب ضد الانقلاب" مظاهرة "محدودة" في ميدان التحرير استمرت حوالي عشر دقائق أشعلوا فيها ألعابا نارية ورددوا هتافات مناهضة للسيسي والحكومة.
كما قالت الصفحة الرسمية لحركة "طلاب ضد الانقلاب" إن هذه هي أولى فعالياتهم اليوم رفضا لزيارة السيسي جامعة القاهرة.
ودعت الحركة إلى تفعيل هاشتاغ "إرهابي تحت القبة" على مواقع التواصل الاجتماعي، منددة باستمرار القبض على عدد من الطلاب والحكم على بعضهم في اتهامات مختلفة، أبرزها "العنف والتحريض على العنف".
وشهدت أغلب الجامعات المصرية في العام الدراسي الماضي مظاهرات واحتجاجات طلابية شبه يومية، أغلبها مؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسي، وتخللتها أعمال عنف واشتباكات مع قوات الشرطة داخل وخارج الحرم الجامعي في العديد من الجامعات المصرية.
وأدت هذه المظاهرات لسقوط قتلى وجرحى في صفوف الطلاب، إضافة إلى القبض على عشرات منهم، وهو ما أدى إلى تصاعد الموجات الاحتجاجية الطلابية التي تعتبرها السلطات المصرية "مظاهرات تخريبية"، كما تعرض بعض الطلاب للفصل من جامعاتهم نتيجة مشاركتهم بتلك المظاهرات.