عائلة أسير فلسطيني تلتئم بعد عشرين عاما بتركيا

عائلة أسير فلسطيني يلتم شملها في تركيا
زكريا وآلاء وختام ينتظرون وصول باقي العائلة من القدس (الجزيرة)

سمية إرتكين-إسطنبول

بين القدس وغزة وإسطنبول التركية تفرقت عائلة الأسير الفلسطيني زكريا لطفي نجيب بفعل الاحتلال الإسرائيلي قبل أن تجتمع بتركيا لأول مرة بعد نحو عشرين عاما.

فالأم والأب المبعد لغزة بعيدان عن أبنائهم الخمسة في القدس وابنتهم المقيمة في إسطنبول.

وزكريا نجيب (58 عاما) أسير محرر فلسطيني دخل السجون الإسرائيلية ثلاث مرات وأمضى 22 عاما من حياته فيها، آخرها كان عام 1994 في قضية خطف الجندي الإسرائيلي نخشون فاكسمان التي حكم عليه على إثرها لمدة 25 عاما قضى منها 17 عاما بالأسر قبل أن يحرر في صفقة الأسير جلعاد شاليط 2011.

لم تلتق الزوجة ختام زوجها بعد تحريره وإبعاده لغزة إلا بعد شهر، وعن طريق بوابة رفح المصرية في رحلة شاقة استمرت لأيام بعد رفض إسرائيل السماح لها بالعبور عن طريق معبر إيريز.

أما بالنسبة لباقي أفراد العائلة فلم يلقوه إلا بعد عام ونصف العام حين حضروا لشرم الشيخ المصرية في حفل قران ابنته الوسطى آلاء، لأن الأب ممنوع من دخول القدس والأبناء ممنوعون من دخول غزة.

زكريا لطفي نجيب يشرح للزميلة سمية معاناته في الأسر وبعده (الجزيرة)
زكريا لطفي نجيب يشرح للزميلة سمية معاناته في الأسر وبعده (الجزيرة)

تشتت جديد
وبعد ذلك الاجتماع العابر تفرقت الأسرة من جديد، حيث اضطرت ختام للابتعاد عن أبنائها الستة بالقدس، الذين أشرفت عليهم حتى التخرج من الجامعة، لتكون بجانب زوجها المبعد لغزة.

وبألم تشرح ختام صعوبة انفصالها عن القدس وعن أبنائها لتكون مع زوجها الذي مكث بالأسر 17 عاما، وتقول "الألم الذي سببه الفراق لا يوصف, لقد كان صعبا لدرجة أنني أثناء وداعي لأبنائي وأحفادي أغمي علي".

وحصل تشتت جديد للعائلة بعد أن انتقلت ابنتها آلاء للعيش بجانب زوجها المقيم في إسطنبول.
ويصف زكريا نجيب شعوره عند تلقي خبر إطلاق سراحه بالحزن والسعادة في آن واحد. ويقول إن إبعاده لغزة كان استمرارا للعقاب الإسرائيلي.

ويضيف "كان شعوري مزدوجا، خليطا من الحزن والفرح، فرحا لأني سأخرج من قبور السجون وحزينا على أخوتي الذين سأتركهم خلفي. تألمت كثيرا لافتراقي عن رفاقي الأسرى وتألمت أيضا في البداية لأني سأبعد لغزة لأني سأكون بعيدا عن أبنائي وبيتي وعائلتي وزوجتي وعن القدس".
وفي سبيل رؤية أبنائها وأحفادها تتحمل ختام الرحلة المضنية عبر رفح بين الحين والآخر. وعند بداية العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة كانت في زيارة للقدس.

وتصف آلاء قلق العائلة على والدها أثناء العدوان وتقول إن لحظات صعبة مرت عليها لا يمكن نسيانها أبدا منها عندما شاهدت على التلفزيون قذيفة قصفت البيت المجاور لبيت والدها. وتضيف "كنت أتصل بشكل دائم بوالدي أحيانا يجيب وأحيانا لا يجيب وكنت أقلق. لأيام لم أستطع النوم أو تناول الطعام".

وبعد اتفاق وقف إطلاق النار المؤقت بغزة بين فصائل المقاومة والاحتلال الإسرائيلي. وفي اليوم الـ39 للعدوان خرج زكريا نجيب من بوابة رفح المصرية نحو القاهرة ومن هناك لتركيا لزيارة عائلته.

كما وصلت زوجته من القدس وهم ينتظرون مجيء باقي أفراد الأسرة جميعا في عيد الأضحى المقبل، لتجتمع العائلة التي كان آخر اجتماع لها في شرم الشيخ قبل عشرين عاما، لكن العائلة تصر على أن اللقاء لا يحلو إلا في فلسطين.

 

المصدر : الجزيرة