وقفة مع مراسلي الجزيرة بندوة عن الإعلام الجديد

جانب من الجلسة التضامنية مع صحافي الجزيرة اليوم بالدوحة
الوقفة التضامنية مع مراسلي الجزيرة أقيمت تحت شعار "لا اعتقال للصحفيين ولا إفلات من العقاب" (الجزيرة نت)

محمد أفزاز-الدوحة

شهدت العاصمة القطرية الدوحة اليوم تنفيذ وقفة تضامنية تحت شعار "لا اعتقال للصحفيين ولا إفلات من العقاب" أقيمت ضمن فعاليات ملتقى الإعلام الجديد الذي نظمه مركز الدوحة لحرية الإعلام، وذلك بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة.

ودعا مشاركون في أعمال الملتقى إلى ضرورة الإسراع بالإفراج عن كافة الصحافيين المعتقلين، وفي مقدمتهم صحافيو شبكة الجزيرة المحتجزون من قبل السلطات المصرية، مؤكدين أن "الإعلام الجديد" استطاع أن ينقل رسائل التضامن إلى أوسع نطاق متحديا كل القيود التي تفرضها الجهات المتسلطة.

وفي هذا الصدد، دعا المدير العام بالإنابة لشبكة الجزيرة الإعلامية خالد جوهر السلطات المصرية إلى إطلاق سراح صحفيي الشبكة المعتقلين في القاهرة "فورا ودون قيد أو شرط لأنهم ظلوا يقومون بعملهم الصحفي بصورة قانونية".

وناشد جوهر الأمم المتحدة وهيئاتها العمل على إلزام الدول الأطراف بالتحقيق الجدي والمسؤول في الجرائم التي ترتكب في حق الصحفيين والعمل على تقديم الجناة للعدالة.

وعبر عن مساندته للعاملين في الإعلام الجديد بالنظر إلى دورهم في فتح مسارات جديدة للكشف عن الحقيقة حال وقوعها.

من جهته، أكد رئيس اللجنة التنفيذية لمركز الدوحة لحرية الإعلام عبد الجليل العلمي أن الإعلام بات في الوقت الحالي يعيش انتكاسة، مشددا على ضرورة العمل من أجل ردع كل من يتجاوز احترام الحريات.

وعبر في كلمة افتتاحية للملتقى عن قناعته بأن كل من يعادي الإعلام إنما يعادي أهداف الألفية للتنمية لما بعد 2015.

‪جانب من الجلسة الأولى‬ (الجزيرة)
‪جانب من الجلسة الأولى‬ (الجزيرة)

الحكم الرشيد
وفي السياق، أكدت مديرة مكتب اليونسكو بالدوحة أنا بوليني أن تحقيق أهداف الألفية للتنمية لما بعد 2015 يستلزم تمتع الناس بحرية التعبير.

وقالت في كلمة لها إن ذلك شيء مهم للتطور والتنمية، مشيرة إلى دور الصحافة في تحسين مستوى الحكم الرشيد عبر العالم.

بدوره، أكد مدير مركز الجزيرة للدراسات صلاح الدين الزين أن من ميزات الإعلام الجديد تمكينه المواطن العادي، وتعزيزه لدور هذا المواطن في التأثير على الحياة العامة والسياسية ككل.

وقال للجزيرة نت إنه "حتى لو أفلحت النظم التسلطية في قمع مؤسسات الصحافة والإعلام بالمفهوم التقليدي فلن تستطيع أن تضيق على كل المواطنين"، مضيفا أن الإعلام الجديد يفتح نافذة تجعل من القيود التي تفرضها هذه الجهات التسلطية غير ذات معنى.

تفاعل إيجابي
ولفت الزين إلى أنه بات من الأفضل للسلطات الحاكمة أن تجد طريقة للتفاعل الإيجابي مع هذا النوع  من الإعلام الذي وضع ضغوطا إضافية على صانع القرار، وحتم عليه أن يكون جاهزا للتعاطي مع الأمور التي تبرز للرأي العام.

وأشار إلى أن الوقفة التضامنية -التي نفذت اليوم- تمثل أقل واجب اتجاه كل من ضحى من أجل أن تصل المعلومة، معبرا عن اعتقاده بأن الإعلام الجديد سيمكن من نقل عبارات التضامن وأشكال التنديد بقمع الحريات من بين الجدران والغرف إلى الفضاء الواسع، وهو ما يشكل -برأيه- قيمة كبيرة جدا.

‪عدد كبير من الإعلاميين والمهتمين‬  (الجزيرة)
‪عدد كبير من الإعلاميين والمهتمين‬  (الجزيرة)

مرحلة صعبة
 من جهته، عبر محمد أوجار رئيس مركز الشروق للديمقراطية والإعلام ووزير حقوق الإنسان المغربي السابق عن اعتقاده بأن الإعلام بالمنطقة العربية يمر بمرحلة صعبة وبأوضاع دقيقة لدرجة يمكن الحديث فيها عن انتكاسة للحريات في المنطقة.

 وأضاف أنه "في الوقت الذي كان أملنا جميعا أن يفرز الربيع العربي مرحلة سياسية جديدة، من علاماتها الكبرى اتساع الحريات والإعلام وإطلاق الممارسة السياسية، لكن مع كل أشكال الاضطهاد والتضييق على الحريات أصبنا للأسف بإحباط شديد".

شمعة بظلام
وأشار أوجار إلى أنه في ظل هذا الوضع الصعب شكّل الإعلام الجديد شمعة في هذا الظلام العربي بقدرته على اختراق القيود وعلى توسيع هوامش الحرية.

 ونبه إلى أن الدول العربية لم تتمكن بعد من إنتاج قوانين قادرة على مرافقة هذا التحول الإعلامي الجديد، مبررا ذلك بكون المشرع اهتم بجوانب الزجر والتقييد والسيطرة عوض الارتقاء بهذه الممارسة الإعلامية الجديدة إلى ما تتطلبه التطورات التكنولوجية.

وعالج الملتقى مفهوم الإعلام الجديد ودوره في تعزيز حقوق الإنسان والتحديات التي تواجهه. وقد أقيم الملتقى بالشراكة مع إدارة الحريات العامة وحقوق الإنسان بشبكة الجزيرة ومركز الأمم المتحدة للتدريب والتوثيق في مجال حقوق الإنسان ومنظمة اليونسكو.

المصدر : الجزيرة