زيادة ملحوظة في اعتقال الأطفال الفلسطينيين

عوض الرجوب-الخليل
 
أسوة بعشرات آخرين، وجد الطفل محيي حريبات وشقيقه محمد نفسيهما قبل أسابيع هدفا للاعتقال من قبل مجموعة من جنود الاحتلال التي نقلتهما تحت تهديد السلاح والكلاب إلى نقطة عسكرية لا تبعد كثيرا عن منزلهما الواقع في قرية الطبقة إلى الجنوب من مدينة الخليل بالضفة الغربية.

ومحيي ومحمد اثنان من بين 740 طفلا فلسطينيا اعتقلتهم إسرائيل خلال الشهرين الأولين من هذا العام (يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط الماضيين)، في ارتفاع بنحو 80% خلال الشهرين السابقين عن معدل الاعتقالات الشهري للعامين الماضين، وفق تقرير حديث أصدره المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ومقره جنيف.

‪‬ الطفل محيي حريبات (11 عاما) اعتقل تحت تهديد السلاح والكلاب(الجزيرة)
‪‬ الطفل محيي حريبات (11 عاما) اعتقل تحت تهديد السلاح والكلاب(الجزيرة)
تهديد وكلاب
ويقول الطفل محيي (11 عاما) إن جنودا اقتادوه إلى ساحة مدرسة قريبة تحت تهديد السلاح والكلاب، وهناك ضربه أحدهم بالسلاح، مشيرا إلى احتجازه ساعات عدة داخل نقطة عسكرية في ظل برد شديد ودون وسائل تدفئة مما ولد لديه كثيرا من القلق والخوف.

أما شقيقه محمد الذي يكبره بعام فقد تم توقيفه لتسعة أيام. ويقول إنه تعرض خلالها للضرب والتحقيق الشديدين، وعرض على المحكمة العسكرية غرب رام الله مرات عدة، قبل أن يتم الإفراج عنه، مشيرا إلى حرمانه من الطعام الكافي والشراب النقي طوال فترة احتجازه.

من جهته يروي شقيقهما معاذ (18 عاما) -الذي أمضى عشرة شهور في قسم الأشبال بمعتقل عوفر وأفرج عنه أمس الأول- مشاهداته عن الأطفال هناك، مؤكدا وجود أطفال دون سن البلوغ، يتم تقييد أيديهم وأقدامهم وتعصيب أعينهم ونقلهم إلى المحاكم في أجواء من الخوف.

ويضيف أنه شاهد فتى لا يتجاوز من العمر 14 عاما يشكو من ورم في إحدى عينه وألم في إحدى يديه بعد اعتداء الجنود عليه خلال اعتقاله، موضحا أنه يعامل في السجن معاملة الكبار دون مراعاة لسنه.

ووفق تقرير المرصد الأورمتوسطي، فإن 465 طفلاً هذا العام بقوا قيد الاعتقال لمدة أسبوع واحد على الأقل، في "تصاعد خطير وملحوظ في قيام قوات الجيش الإسرائيلي باعتقال الأطفال الفلسطينيين".

وأضاف المرصد أن معدل اعتقال الأطفال الفلسطينيين خلال العام 2013 بلغ في المتوسط نحو 200 حالة اعتقال شهرياً، وفي العام 2012 بلغ نحو 197 حالة اعتقال شهرياً، في حين سجّل شهر يناير/كانون الثاني الماضي احتجاز 350 طفلاً، و390 حالة احتجاز لأطفال في فبراير/شباط من هذا العام.

ونقل المركز عن عدد من الأطفال أنهم تعرضوا أثناء التحقيق معهم للضغط النفسي والتوبيخ والحرمان من النوم والذهاب إلى الحمام والضرب.

‪‬ الشرباتي: الاحتلال يعتقل الأطفال دون سن السادسة بما يخالف قانونه(الجزيرة)
‪‬ الشرباتي: الاحتلال يعتقل الأطفال دون سن السادسة بما يخالف قانونه(الجزيرة)

محاكم عسكرية
من جهته يوضح الباحث الميداني بمؤسسة الحق الفلسطينية هشام الشرباتي أن قوانين الاحتلال تتيح للمحاكم العسكرية إصدار الأحكام على الأطفال بالسجن الفعلي طالما بلغوا 12 عاما، لكن في الواقع على الأرض يتم اعتقال أطفال دون سن السادسة.

وأضاف أن الأطفال يحتجزون لفترات تتراوح بين ساعات وأعوام طويلة، وأحيانا يتم تقييد أيديهم واحتجاز والديهم والاحتفاظ بهم لساعات في مراكز الاعتقال والتوقيف الإسرائيلية في ظروف مرعبة ومخيفة للأطفال، أو إجبار عائلتهم على دفع الغرامات والكفالات المادية مقابل الإفراج عنهم.

أما وزير شؤون الأسرى والمحررين بالسلطة الفلسطينية عيسى قراقع فقال إن وزارته رصدت تزايد وتيرة اعتقال الأطفال دون سن 18 عاما، موضحا أن عام 2013 شهد نحو ألف حالة اعتقال للأطفال مقابل نحو 600 في العام الذي سبقه.

وقال إن أكثر من 90% من الأطفال المعتقلين تعرضوا للضرب والتنكيل والتهديد والابتزاز لانتزاع الاعترافات منهم، فضلا عن تصرفات لا أخلاقية من قبل المحققين والجنود تستمر منذ لحظة الاعتقال وحتى الاستجواب والتحقيق.

وأشار قراقع إلى أنه من المتوقع وصول لجنة تقصي الحقائق الأوروبية غدا إلى الأراضي الفلسطينية، وأن معاناة الأطفال من جدول الأعمال الذي سيتم طرحه.

المصدر : الجزيرة