مسرح فرنسي يطرد منقبة خليجية

إدارة أوبرا الباستيل بررت قرارها بارتداء السائحة الخليجية للنقاب
إدارة أوبرا الباستيل بررت قرارها بارتداء السائحة الخليجية النقاب (الجزيرة نت)

الجزيرة نت-باريس

دافعت دار عرض فرنسية عن قرارها طرد سائحة خليجية منقبة كانت تشاهد عملا أوبراليا كلاسيكيا في إحدى قاعاتها، منوهة إلى أن السيدة المعنية لم تحترم القانون الفرنسي الذي يحظر منذ 2010 ارتداء أي لباس يخفي الوجه في الأماكن العامة.

إلا أن جمعية حقوقية محلية شجبت الحادثة، معتبرة أن إدارة المسرح تصرفت على نحو مخالف للقانون، كما أشارت تلك الجمعية إلى أن ملابسات الواقعة تشير إلى ما أسمتها "كراهية حقيقية للمسلمين" في فرنسا.

وكانت صحيفة "مترونيوز" المحلية كشفت الأحد الماضي أن سائحة ثرية من الخليج العربي طردت من دار أوبرا الباستيل الواقعة في قلب باريس. وفي مقابلة لاحقة مع وكالة الصحافة الفرنسية، أكد المدير المساعد لمؤسسة "أوبرا باريس" جان فيليب تيلاي وقوع الحادثة في الثالث من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وأوضح أنه أُبلغ -أثناء عرض أوبرا "لا ترافياتا" التي ألفها الموسيقار الإيطالي جوزيبي فيردي عام 1853- بوجود سيدة منقبة مع مرافق لها في الصف الأول من الحضور، مشيرا إلى أن أعضاء من الفرقة التي كانت تؤدي الغناء الأوبرالي رفضوا مواصلة الغناء ما لم تكشف السائحة النقاب عن وجهها أو تخرج من القاعة.

وأضاف تيلاي أن أحد الحراس انتهز فاصلا بين مقطعين من العرض وتوجه لمرافق السيدة الخليجية مخبرا إياه أن القانون الفرنسي يمنع ارتداء النقاب في الأماكن العامة، في إشارة إلى تشريع أقر في أكتوبر/تشرين الأول 2010 يحظر بشكل بات "ارتداء أي لباس يهدف إلى إخفاء الوجه" ويعاقب كل مخالفة له بغرامة حدها الأقصى 150 يوروا أو بتدريب على المواطنة.

‪ألزا راي: طرد المنقبة عمل جائر ومعاد للإسلام‬ (الجزيرة)
‪ألزا راي: طرد المنقبة عمل جائر ومعاد للإسلام‬ (الجزيرة)

خروج بهدوء
وأكد المسؤول في دار العرض أن الرجل الخليجي أومأ إلى المرأة بالوقوف وأنهما خرجا بهدوء من القاعة دون إحداث ضجة، ولم يطالبا بالتعويض عن ثمن تذكرتيهما (462 يوروا)، ونوه نائب مدير الأوبرا إلى أن السائحين الخليجيين كانا يجهلان القانون الفرنسي ويرغبان في الاستمتاع برائعة فيردي الرومانسية، مشيرا إلى أن ما حدث كان "صعبا" على مؤسسة ثقافية تقوم على الانفتاح وتسعى إلى نشر التفاهم بين البشر.

ولتفادي الوقوع في حرج مماثل، أعلن مسؤولون في وزارة الثقافة الفرنسية أنهم يعكفون على إعداد مذكرة توضح للعاملين في المسارح ودور العرض والمتاحف التابعة للدولة طرق ووسائل درء حوادث مشابهة.

وفي تصريح للجزيرة نت، أوضح مسؤول كبير في الوزارة -طلب عدم الكشف عن هويته- أن الهدف من المذكرة هو "إعلام رواد تلك المؤسسات الثقافية بمضامين القانون الفرنسي ذات الصلة باللباس حتى لا يتكرر ما حصل في أوبرا الباستيل".

من جانبها، نددت الناطقة الرسمية باسم الائتلاف الفرنسي من أجل محاربة كراهية الاسلام ألزا راي بطرد السائحة الخليجية، وقالت إن إدارة الأوبرا لم تكن مخولة قانونيا بإجبار السيدة المنقبة على خلع النقاب أو مغادرة القاعة.

وأوضحت الناشطة الحقوقية في تصريح للجزيرة نت أن فرض احترام القانون من اختصاص الشرطة، مشددة على أنه "كان على القائمين على دار العرض أن يطلبوا حضور رجال الأمن لمعاينة المخالفة ومساءلة السيدة المعنية".

واعتبرت راي أن إقدام مغنية من الكورال على إخبار نائب مدير الأوبرا بوجود السائحة المنقبة داخل القاعة يؤكد وجود "كراهية حقيقية للمسلمين" لدى قطاع من الفرنسيين، معربة عن أسفها لـ"هيمنة تأويل متزمت وإقصائي للعلمانية" في بلادها.

المصدر : الجزيرة