تضامن بالضفة مع أسرى مضربين عن الطعام

متضامنون مع الأسرى المضربين خلال اعتصام نظم اليوم بمدينة الخليل

 

undefined

عوض الرجوب-الخليل

نظم العشرات من الفلسطينيين اليوم الاثنين في مدينة الخليل بالضفة الغربية اعتصاما تضامنيا مع الأسرى المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية، مطالبين بوقف سياسة إعادة اعتقال من أفرج عنهم في صفقة جلعاد شاليط.

ورفع المشاركون في الاعتصام الذي دعا إليه نادي الأسير الفلسطيني وشارك فيه مسؤولون وأعضاء في المجلس التشريعي صور الأسرى المضربين، وشعارات تطالب بالإفراج عنهم وتندد بسياسة اعتقال المحررين.

وقال مدير نادي الأسير في منطقة الخليل أمجد النجار إن ذوي الأسرى يستصرخون العالم لإنقاذ أبنائهم، مشيرا إلى استمرار أربعة أسرى فلسطينيين، وخمسة أسرى أردنيين في إضرابهم عن الطعام، لفترات متفاوتة تجاوز بعضها الشهر.

وأشار النجار في حديث للجزيرة نت، إلى أن الأسير أيمن أبو داود من المحررين في صفقة تبادل الأسرى، التي تمت أواخر 2011 وأفرج بموجبها عن أكثر من ألف فلسطيني مقابل الجندي الإسرائيلي شاليط.

وأعيد اعتقاله وتم تهديده بسجنه 26 عاما، وهي المدة المتبقية له من محكوميته السابقة، وأضاف أن الأسير أبو داود، وهو من مدينة الخليل، جنوب الضفة الغريبة، أعلن إضرابه عن الطعام منذ 14 أبريل/نيسان الماضي.

إصرار
ويصر داود على مواصلة إضرابه حتى الإفراج عنه، مؤكدا أنه لن يقبل بأي حال أن يشكل سابقة لإعادة الأسرى المحررين لإكمال أحكامهم السابقة.

وأوضح مدير النادي أن الأسير المضرب لا يتناول حاليا سوى الماء والملح، مشيرا إلى عروض إسرائيلية لم يكشف عن تفاصيلها بشأن الأسير أبو داود.

undefined

في السياق أفاد النجار بأن الأسير عماد عبد العزيز البطران يواصل هو الآخر إضرابه عن الطعام للأسبوع الثالث على التوالي رفضا لسياسة الاعتقال الإداري حيث جدّد اعتقاله إداريا للمرة الرابعة.

وفي مدينة نابلس، أفاد فرع نادي الأسير هناك، بأن الأسير قاسم معروف مسلم المعتقل منذ 13 عاما، والمحكوم بثلاثين عاما يعاني من وضع صحي صعب، حيث فقدَ أكثر من 20 كيلوغراما من وزنه، دون أن تجري له إدارة السجون الإسرائيلية أي فحوص أو علاج.

وبدوره أوضح مدير وزارة الأسرى في منطقة بيت لحم والباحث في قضايا الأسرى منقذ أبو عطوان، أن إسرائيل وضعت من طرف واحد شروطا مجحفة بحق محرري صفقة شاليط مثل الإقامة الجبرية للأسير في مكان إقامته، واعتقل بالفعل من خالف هذه الشروط.

وقال أبو عطوان للجزيرة نت إن الأسير أبو داود أعيد اعتقاله بعد أقل من عام على الإفراج عنه، وصدر بحقه أمر اعتقال إداري، لكنه أعيد إلى المحكمة العسكرية بهدف إرجاع ما تبقى له من حكمه السابق وهو 16 عاما من أصل 29 عاما.

سلاح الإضراب
وأشار الباحث الفلسطيني إلى أن الإضراب عن الطعام يعد السلاح الوحيد لمواجهة الاحتلال وسجانيه ورفض إجراءاته، "ومن هنا جاء قرار الأسير أبو داود بخوض معركة الأمعاء الخاوية".

وشدد على أن خيارات الأسير بعد خوضه الإضراب تكون ضيّقة جدا، وأي تراجع عن خطوته التصعيدية يشكل انتكاسة له بإعادته إلى السجن، ولغيره من الأسرى باعتبار ما يقبل به سابقة قد تنطبق على أمثاله، وعليه توقع أبو عطوان مضي الأسير في الإضراب حتى تحقيق مطلبه بالإفراج عنه.

أما عن تعامل الاحتلال معه في هذه المرحلة، فقال إن الاحتلال يناور في البداية بالترغيب والترهيب لثنيه عن خطوته، لكن في النهاية سيرضخ وربما يعرض الإبعاد إلى قطاع غزة.

وشدد أبو عطوان على أن الأمر في النهاية مرهون بصبر وصمود الأسير أبو داود، وقدرته على المضي في خطوته "وكلما انقطع عن الطعام والشراب كان أقرب إلى تحقيق مطالبه".

المصدر : الجزيرة