القضاء ينصف أشهر "متطرف" بريطاني

الناشط السياسي جون كات يرتدي قميص ضد بريطانيا وامريكيا ويحمل لعلم الفلسطيني وتظهر لوحات خلفه رسمها عن غونتاناموا وفلسطين
undefined
شكل حكم قضائي بريطاني ببطلان مراقبة الشرطة للناشط السياسي جون كات صدمة في أوساط الشرطة وأجهزة الاستخبارات البريطانية، في حين أهدى المتضامن البريطاني هذا النصر "للمقاومة العراقية والفلسطينية والأفغانية وللعالم".

وانتقدت المحكمة بشدة الشرطة لزرعها عملاء سريين في أوساط الجماعات السياسية وتنشيط مراقبتهم، في الوقت الذي اعتبر القرار نصرا كبيرا وتاريخيا للنشطاء ونكسة كبيرة للشرطة، التي لا يُعرف إذا كانت ستستأنف القرار.

وقال خبراء للجزيرة نت إن فشل الشرطة في استئناف القرار سيعني التخلص من المعلومات التي جمعتها عن مئات وربما آلاف الناشطين الآخرين.

ويصر العجوز البريطاني (88 عاما) على ارتداء قمصان خط عليها شعارات عن العراق وفلسطين وأفغانستان وعن حالة حقوق الإنسان في بريطانيا ورسم عليها رسوما كاريكاتيرية وُصفت بأنها مناهضة للسامية، بينما اعتبرته الشرطة متطرفا محليا.

وظل كات يتجول في الأسواق العامة ويسافر عبر وسائل النقل وهو يرتدي قميصا كتب عليه من الأمام "بريطانيا وأميركا دول تعذيب.. ودول نازية"، ورسم عليه من الخلف الصليب المعكوف وشعارات وصفت بريطانيا وأميركا بدول نازية.

الشرطة االبريطانية عبرت عن صدمتها من رفع الرقابة عن كات (الأوروبية)
الشرطة االبريطانية عبرت عن صدمتها من رفع الرقابة عن كات (الأوروبية)

عجوز مشاغب
وتسببت قمصان العجوز ونشاطاته -وهو رسام متقاعد- في اعتقاله مرتين وتم توقيفه عدة مرات وخضع للمراقبة والملاحقة.

وكانت المحكمة قد استمعت لفريق الدفاع عن كات بسبب تعبيره عن آرائه السياسية من خلال الاحتجاج والعمل الفني، حيث كانت نشاطاته السياسية ومظهره وملابسه تراقب وتسجل بشكل منهجي وبصورة روتينية، وتخزن في قاعدة بيانات الاستخبارات.

وقرر القضاة أن الشرطة تصرفت بطريقة غير مشروعة عن طريق الاحتفاظ سرا، بشكل مفصل، لحضور كات في أكثر من 55 احتجاجا على مدى أربع سنوات.

وكان محامو الشرطة قد قالوا إن كات المناهض للحرب حضر بانتظام المظاهرات ضد مصنع إيدو للسلاح الذي يتهمه النشطاء بتزويد الطائرات الإسرائيلية بقنابل ذكية، حيث كان يتعمد إحداث الفوضى.

وأحدث القرار هزة في جهاز الشرطة، الذي قال مصدر فيه إنه أصيب بخيبة أمل مع الحكم وهناك نية في النظر فيه بعناية قبل التوصل إلى قرار بشأن ما إذا كان سيتم استئنافه.

وقال كات الذي استضاف الجزيرة نت في منزله بجنوبي بريطانيا، إنه يحتج على سياسة بلده منذ فترة طويلة، حيث انضم مع الشباب في مقاومتهم لصناعة السلاح، والاحتجاج على غزو الغرب للعراق وأفغانستان.

جون كات: أخجل من كوني من الغرب، بسبب العلاقة بين مصانع الأسلحة التي تقتل الأبرياء وحكومات هذه الدول

"

إرهاب الغرب
وأوضح كات أنه يفكر في الشعب الفلسطيني وفي الأسلحة المصنعة من قبل شركة إيدو والناس الذين يموتون من النساء والأطفال "وأنا أخجل من كوني من الغرب، بسبب العلاقة بين مصانع الأسلحة التي تقتل الأبرياء وحكومات هذه الدول".

وأضاف كات أن "الذبح" الذي ارتكبه الرئيس الأميركي السابق جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير بسبب كذبة أسلحة الدمار الشامل، مثل كذبة نفي اشتراك بريطانيا بتعذيب المسلمين المقيمين فيها إلى جانب تدخلها في الشرق الأوسط.

واعتبر كات أن حركة طالبان تقاتل القوات البريطانية والأميركية "الغازية" وهي القوة الرئيسة التي تقف في وجه هذه الدول، الذي وصفها بالإرهابية وبسبب ذلك يتمتعون بتأييد كبير في أفغانستان.

وأكد كات أن الاحتلال الأميركي والبريطاني لأفغانستان هو الإرهاب، وأن النضال الذي تخوضه طالبان "غير متكافئ، لعدم امتلاكهم الأسلحة نفسها التي تملكها القوات الغازية لكن لديهم شجاعة كبيرة في مواجهة أسلحة الغرب".

المصدر : الجزيرة