إعلام ليبيا: لن نعود لسجن الصمت

صراع طويل بين الصحفيين والمليشيات المسلحة ( الجزيرة نت).
undefined

خالد المهير- طرابلس

احتجبت صحف ليبية عن الصدور صباح اليوم، وقررت إذاعات محلية مسموعة ومرئية وقف بثها عند الساعة 12 بالتوقيت المحلي لثلاث دقائق، وإطلاق شعار الاحتجاج "لن نعود إلى سجن الصمت". جاء ذلك ليبعث برسالة احتجاج تؤكد رفض محاولات إسكات الصحفيين, على خلفية اعتداءات متكررة على المؤسسات الإعلامية.

وقال رؤساء تحرير صحف يومية في بيان رسمي -حصلت الجزيرة نت على نسخة منه- إنهم تابعوا بقلق الاعتداءات المتكررة واستخدام العنف والإرهاب ضد الصحفيين "في محاولات مفضوحة لإسكات الكلمة الحرة والنيل من حرية الرأي والتعبير التي منحتها ثورة السابع عشر من فبراير التي ثار فيها الشعب ضد الظلم والقهر وانتهاك حقوق الإنسان".

ودعا البيان كافة المنظمات المعنية بالدفاع عن الصحفيين وحقوق الإنسان للتضامن والضغط على المجموعات والتشكيلات المسلحة غير الخاضعة لسلطة الدولة للكف عن هذه الممارسات والانصياع الفوري لنداءات المجتمع المدني بإخلاء مقارها والعودة للشرعية.

مؤشر خطير
وقد جاء الاحتجاج بعد أيام قليلة على اقتحام قناة "العاصمة" بمدينة طرابلس، وخطف رئيس مجلس إدارتها جمعة الأسطى الذي قال للجزيرة نت إن التوقف عن البث "رسالة صريحة إلى الطرف الآخر" مؤكدا أن أمامهم صراعا طويلا في الدفاع عن حرية الرأي، وقبول الرأي الآخر.

‪مجموعة من الصحفيين اعتصموا  بطرابلس أمس‬ مجموعة من الصحفيين اعتصموا  بطرابلس أمس ( الجزيرة نت)
‪مجموعة من الصحفيين اعتصموا  بطرابلس أمس‬ مجموعة من الصحفيين اعتصموا  بطرابلس أمس ( الجزيرة نت)

واعتبر الأسطى أن الجهة التي خطفته نهاية الأسبوع واقتحمت القناة "مكشوفة" قائلا إنها "مليشيا منظمة" متهما "خيمة العزل السياسي- اعتصام العزل" في طرابلس بالوقوف وراء العملية. وقال إن من نفذوا مخطط إسكاتهم "شباب يعتقدون أنهم بهذا العمل يقومون بعمل وطني، وأنه يجب إسكات أي رأي ضد العزل السياسي" معتبرا أن الوصول إلى درجة التخطيط والتنفيذ لقمع الأصوات "مؤشر خطير".

وذكر أن من شاركوا بالاقتحام كانوا على شاشتهم قبل الاقتحام بليلة، مشيرا إلى أنهم اتهموا القناة بعدم الوقوف معهم لتمرير أجندتهم وإقناع الجمهور بها، "وبالتالي قرروا إسكاتها". وشدد على أن تهديدهم "لن يقف حائلا في سبيل نقل الحقيقة".

بدون صحافة
أما رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة "ليبيا الجديدة " فيصل الهمالي فقال إن بقاء "ليبيا ليوم بدون صحافة وإعلام" يؤشر على خطورة الواقع الصحفي والإعلامي، وكان آخرها الأحداث المؤسفة نهاية الأسبوع بقناة "العاصمة" ومحاولة اغتيال الإذاعي بقناة "ليبيا أولا" حميد الصافي.

كما اتهم الهمالي أكثر من طرف -رفض تعريفه- بمحاولة إجهاض ولادة إعلام ليبي حر ومستقل، لكنه قال للجزيرة نت إن رسالتهم اليوم للشارع الليبي معرفة ما يتعرض له الإعلام من محاولات لتطويعه، مؤكدا أن قرارهم "محاولة لتحريك ركود مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية التي تنعم في سباتها ولا تكترث للأحداث الكبيرة".

وبينما رفض مدير تحرير صحيفة "المختار" عوض الشاعري تكميم أفواه الصحفيين بعد الثورة، قال رئيس تحرير صحيفة "ليبيا" عماد العلام للجزيرة نت إن التوقف عن الصدور جاء للفت انتباه الرأي العام لحجم خطورة المجموعات المسلحة غير الشرعية على العمل الإعلامي.

أما سامي الشريف من راديو الجوهرة، فقد قال للجزيرة نت إن تركيزهم على هموم الشارع والأحداث المتسارعة آخرها تسمم المئات جراء الخمور "المغشوشة" أمس بمدينة طرابلس، تؤكد أنهم يعملون من أجل نقل واقعهم وواقع الليبيين عبر وسائل الإعلام إلى الرأي العام، مؤكدا أنه "من حق أي طرف متضرر اللجوء إلى القضاء".

المصدر : الجزيرة