تويتر المتنفس الأول للرأي العام بالخليج

2489 - Riyadh, -, SAUDI ARABIA : A Saudi man browses through twitter on his desktop in Riyadh, on January 30, 2013. Twitter's unmatched platform for public opinion is emboldening Gulf Arabs to exchange views on delicate issues in the deeply conservative region, despite strict censorship that controls old media. AFP PHOTO/FAYEZ NURELDINE
undefined
لم يعد بإمكان السلطات بعد اليوم أن تحتكر الفضاء الإعلامي بعد أن سيطر الإعلام الاجتماعي على قلوب وأفئدة الملايين في دول الخليج، وبرز تويتر كواحد من أهم مشكلي الرأي العام في دوله خصوصا في السعودية.

وفي الرياض التي باتت عاشر مدينة مغردة بالعالم يستخدم موقع تويتر الجميع، من سلفيين يوصفون بـ"التشدد" إلى الليبراليين، ومن أمراء ووزراء إلى أشخاص مجهولين أصبحوا نجوما.

وفتح الموقع بشعبيته المتزايدة الباب على مصراعيه لأصوات معارضة للأنظمة السياسية والاجتماعية، مما يتسبب بصداع للسلطات التي تحكم السيطرة على الإعلام التقليدي، والتي بدأت هي نفسها تستخدم هذا المنبر.

فبينما ينشر المغرد المجهول "مجتهد" معلومات مثيرة خاطئة أو كاذبة عن أسرار الأسرة الحاكمة بالسعودية لمتابعيه التسعمائة ألف، يشن قائد شرطة دبي الشهير ضاحي خلفان حربا دون هوادة على الإخوان المسلمين الذين قال إن نظامهم "قتل في ثلاثة شهور ما يزيد على نظام مبارك في ثلاثين سنة".

وفي الكويت، حرك حساب واحد على تويتر عنوانه "كرامة وطن" ويديره شباب معارضون عشرات الآلاف للتظاهر ضد الحكومة وللمطالبة بإصلاحات سياسية جذرية.

وفي الخليج عموما، يستخدم المغردون تويتر للنقاش في أي موضوع سخيف أو مهم عبر أوسام (هاشتاغات) تنتشر كالنار في الهشيم، وتتناول مواضيع تتراوح بين الاجتماعي والسياسي والاقتصادي.

ويقول المحلل السياسي الإماراتي عبد الخالق عبد الله إن "تويتر يستخدم من قبل الحكومات والنخب بقدر ما يستخدم من الجمهور، وهو مفيد للحكومات بقدر ما هو مفيد للآخرين".

ويرى عبد الله -وهو عينه مغرد مشهور- أن موقع التدوين الاجتماعي "يوفر مساحة حرية واسعة من دون ضوابط" و"هذا يمكن أن يكون مصدر إزعاج".

وتتحكم الجهات الرسمية أو شبه الرسمية بالغالبية العظمى من وسائل الإعلام التقليدية، خصوصا قنوات التلفزة، مما ساهم في شعبية التغريد الذي يبدو من دون قيود.

فقد كشف مغردون النقاب عن حالات تزويج فتيات بكبار في السن، وعن حالات فساد كثيرة، وهم يسمون -دون تردد- النافذين الضالعين، لكن مصداقيتهم ليست في أحسن الأحوال دائما.

ووفق عبد الله، فإن الجانب الآخر لفورة التواصل بالخليج هو "الكم الهائل من التغريدات المسيئة والخارجة عن الحشمة" التي "لا يقتصر إزعاجها على الحكومات".

بخمسين مليون تغريدة شهريا مصدرها السعودية، باتت العربية تسجل أكبر نمو بين اللغات عبر تويتر، وتساهم المملكة بـ30%

شائعات وإساءات
وطالب الأكاديمي الإماراتي بسن قوانين ضابطة لأن "هناك الكثير من الإساءات" عبر نشر الشائعات والمعلومات الكاذبة، لكنه شدد على أن تلك القوانين "يجب ألا تكون متسرعة ومتشددة وأن تمر عبر المجالس التشريعية"، التي هي في غالبها بالخليج معينة كليا أو جزئيا.

ويلاحق القضاء الكويتي عشرات المغردين بتهمة إهانة أمير البلاد، وقد حكم على اثنين منهما بالسجن سنتين، أما الشاب السعودي حمزة كشغري فيواجه إمكانية الحكم عليه بالإعدام بتهمة الردة في تغريداته.

وتتصدر السعودية عالم تويتر بالخليج، تليها الكويت. ووفق تقرير "حال الإعلام الاجتماعي في السعودية 2012" يوجد في المملكة ما يزيد على ثلاثة ملايين مشترك في تويتر يمثلون 12% من السكان بينهم 45% من النساء.

وبخمسين مليون تغريدة شهريا مصدرها السعودية، باتت العربية تسجل أكبر نمو بين اللغات عبر تويتر، وتساهم المملكة بـ30% من هذا النمو.

وبات عدد المتابعين على تويتر من الدلالات على أهمية الشخص ومكانته، بينما تقدم بعض الشركات خدمة خاصة "ارفع عدد متابعيك على تويتر".

علماء الدين
وشأنهم شأن المعارضين والليبراليين، ينشط علماء الدين بقوة على تويتر، وما زالوا يستقطبون العدد الأكبر من المتابعين. ويحتل المرتبة الأولى بالخليج الشيخ محمد العريفي الذي يتابع حسابه على تويتر 3.8 ملايبن شخص، في حين يحظى الداعية سلمان العودة بـ2.2 مليون متابع.

وبدورها وجدت المرأة منبرا في تويتر للمطالبة بحقوقها، فالناشطة منال الشريف وأخريات ينشطن من أجل منحهن حق قيادة السيارات في السعودية.

وتشارك المغردات بكثافة في حملة "أنا سعودية ومن حقي رخصة سعودية" على تويتر، وتنشر بعضهن صورا لرخص حصلن عليها من مناطق أخرى لاسيما من دبي في الإمارات.

وتعكس فورة الإعلام الاجتماعي بالخليج في كل الأحوال القدرة المنتشرة بالمنطقة الغنية على الوصول للتقنيات الحديثة وفهمها والتعامل معها وفق وزير الاعلام الكويتي السابق سعد بن طفلة العجمي الذي اعتبر أنه "لا يمكن أن تغلق هذه النوافذ التي فتحتها وسائل التعبير الحديثة".

المصدر : الفرنسية