معتقلون سياسيون بمصر يشكون التنكيل بهم

قوات الأمن أثناء اعتقال بعض المطلوبين في كرداسة
undefined

 

عبد الرحمن أبو الغيط-القاهرة

يشكو المعتقلون السياسيون في مصر معاناتهم داخل السجون، وقالت مجموعة منهم إنهم "يموتون موتاً بطيئاً لا يتخيله أحد" وإنهم محتجزون من ثلاثة أشهر داخل زنزانة مساحتها  أربعة في ستة أمتار وبها نحو ستين سجينا نصفهم من الجنائيين، ولا يستطيعون النوم إلا بالتناوب لضيق المكان.

ومصدر الشكوى رسالة استغاثة للمعتقلين السياسيين بقسم شرطة حلوان جنوب القاهرة، الذين أكدوا أنه لا يصرف لهم ماء أو طعام أو دواء، كما أنهم محرومون من رؤية الشمس إلا حين العرض على النيابة، كما أن قسم الشرطة به مرحاض واحد مخصص للسجناء والدخول إليه بالطابور، مؤكدين أن الزيارات محدودة جدا ولا تتجاوز الخمس دقائق.

ما يجري مع المعتقلين بقسم شرطة حلوان، وهو غير مخصص للاعتقال طبقا القانون، ليس استثناءً فجميع المعتقلين الرافضين للانقلاب العسكري، والبالغ عددهم أكثر من تسعة آلاف وفق اللجنة القانونية للتحالف الوطني لدعم الشرعية، يعانون من التضييق وسوء المعاملة والتعذيب في أحيان كثيرة، كما أنهم يعيشون أوضاعا معيشية صعبة للغاية نتيجة تكدس الزنازين بالمعتقلين وعدم وجود رعاية طبية أو تغذية.

أكدت منظمة العفو الدولية بعدة بيانات أن المعتقلين المؤيدين للرئيس المعزول حرموا من حقوقهم القانونية الأساسية، ومن أبرزها الاتصال بالمحامين والأقارب، وفرصة الطعن بقانونية اعتقالهم عقب القبض عليهم

انتهاكات
وأكدت منظمة العفو الدولية، في عدة بيانات لها، أن المعتقلين المؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي حرموا من حقوقهم القانونية الأساسية، ومن أبرزها الاتصال على وجه السرعة بالمحامين والأقارب، أو من فرصة الطعن في قانونية اعتقالهم عقب القبض عليهم.

وأضافت المنظمة أن عدم احترام السلطات للإجراءات القانونية في تعاملها مع الأشخاص الذين قبضت عليهم مؤشر يبعث على القلق، مشددة على أنه من غير المقبول أن يُخص مؤيدو مرسي أو جماعة الإخوان المسلمين بالمعاملة الجائرة على أساس انتمائهم السياسي.

واعتراضا على ما أسموه تعنت النيابة العامة معهم بالمخالفة للقانون، قرر معتقلو "فض اعتصام ميدان النهضة" الامتناع عن العرض على النيابة للمرة الثانية على التوالي "خاصة أن النتيجة معروفة مسبقا وهي التجديد 45 يوما لجميع المعتقلين دون تحقيق".

وأكدت سمية الشواف، نجلة د. عبد الرحمن الشواف الطبيب الميداني المعتقل بميدان النهضة، أن المعتقلين تعرضوا لعدة تضييقات بسبب امتناعهم عن العرض على النيابة، تمثلت في حرمانهم من الفسحة اليومية أو اقتصارها على خمس دقائق في بعض الأيام، بالإضافة لإلغاء بعض الزيارات.

وأضافت، للجزيرة نت، أن والدها أكد لها آخر مرة التقت به أن أوضاع المعتقلين بسجن وادى النطرون متدهورة جدا، حيث قامت إدارة السجن بقطع المياه عنهم منذ ستة أيام، كما أن الجلوس داخل الزنزانة أصبح مستحيلا بسبب ارتفاع أعداد المعتقلين.

وقالت أيضا "هناك أمراض عديدة بدأت تنتشر بين المعتقلين، وذلك بسبب سوء التغذية والتكدس الشديد وقلة التهوية وعدم تعرض المعتقلين للشمس لفترات طويلة" مشددة على أن إدارة السجن لم تقدم الرعاية والعلاج المناسب لتلك الأمراض حتى الآن.

‪علي الدين: التحالف كلف فريقا قانونيا دوليا لمقاضاة قادة الانقلاب دوليا‬ (الجزيرة)
‪علي الدين: التحالف كلف فريقا قانونيا دوليا لمقاضاة قادة الانقلاب دوليا‬ (الجزيرة)

تدويل
من جانبه أكد عضو اللجنة القانونية للتحالف الوطني لدعم الشرعية، عمرو علي الدين، أن التحالف بدأ بالفعل التحرك دوليا، تجاه قضايا المعتقلين "والشهداء" والمصابين، لذلك كلف فريقا قانونيا دوليا لرفع عدة قضايا ضد قادة الانقلاب بالمحاكم الدولية.

وأضاف للجزيرة نت أن المنظمات الحقوقية العاملة بمصر عاجزة عن التفاعل مع قضية التنكيل بالمعتقل، بسبب مطاردة العاملين بأي مؤسسة حقوقية تعارض الانقلاب، حيث تم اعتقال مدير مؤسسة سواسية لحقوق الإنسان والشهاب لحقوق الإنسان.

وتابع "لم يعد أمام المعتقلين في كثير من السجون سوى مقاطعة النيابة العامة، كونها غير مختصة في كثير من القضايا، وعلى رأسها محاكمة الرئيس محمد مرسي" مشددا على أن هناك "خصومة شخصية بين بعض المعتقلين والمحققين معهم مثل د. محمد البلتاجي، وصفوت حجازي، وعصام سلطان القياديين في تحالف دعم الشرعية".

وأشار علي الدين إلى أن سجون طنطا العمومي، ووادي النطرون، واستئناف القاهرة، وبرج العرب الذي يحتجز به الرئيس مرسي، شهدت عدة حالات للإضراب الجماعي عن الطعام بسبب سوء المعاملة والتنكيل الممنهج ضد المعتقلين والذي يصل في كثير من الأحيان للتعذيب والسجن الانفرادي.

المصدر : الجزيرة