غزة تستقبل صاحب أطول إضراب عن الطعام
ضياء الكحلوت-غزة
الخشية كانت لدى الأهالي المحتشدين على بوابة معبر بيت حانون شمال القطاع من أن ينقض الاحتلال الإسرائيلي تعهده المبرم سابقاً مع المحرر السرسك، أو أن يطيل إجراءات وصوله إلى الجانب الفلسطيني وهو ما يسبب التوتر لعائلته ومستقبليه.
وظل أقارب محمود وأصدقاؤه وعائلته يسألون كل من يعود من الجانب الإسرائيلي إلى الجانب الفلسطيني هل رأيت الأسير محمود؟ مما يعكس لهفة جامحة من مستقبلي الأسير الذين احتشدوا بالمئات أمام المعبر.
فرحة وإرباك
وما إن أُبلغ الارتباط الفلسطيني في معبر بيت حانون بخروج السرسك من البوابة الإسرائيلية وقرب وصوله إلى بوابة المعبر الفلسطينية حتى علت الزغاريد والتكبير، وانقلب التجهم إلى فرحة غامرة بانتظار رؤية محمود الذي خاض أطول إضراب في تاريخ الحركة الأسيرة.
وعند وصوله إلى الجانب الفلسطيني من المعبر أُحيط السرسك بعشرات من مستقبليه وعائلته ومسؤولين فلسطينيين، ونقل على الفور إلى مجمع الشفاء الطبي الأكبر في غزة لإجراء فحوص طبية للاطمئنان على صحته.
وكان السرسك قبل اعتقاله قد حصل على موافقة إسرائيلية (تصريح سفر) تسمح له بالمرور من معبر بيت حانون إلى الضفة الغربية للانضمام لنادٍ رياضي، إذ إنه من اللاعبين الشباب المحترفين لكرة القدم.
من ناحيته قال السرسك للصحفيين فور الإفراج عنه إنه سعيد بالخروج من زنازين الاحتلال القاسية، وإنه يأمل أن تبيض السجون جميعاً من الأسرى، وأكد أن الإفراج انتصار لكل الأسرى الذين ينتزعون حقوقهم.
دعوة للتضامن
وشكر السرسك -الذي زار أيضاً خيمة التضامن مع الأسير المضرب أكرم الرخاوي- كل من تضامن معه ومع الأسرى في إضرابهم عن الطعام، مؤكداً أن الأسرى بحاجة إلى تضامن قوي ودعم مستمر للحصول على حقوقهم وقهر سجانيهم.
ووصف السرسك أوضاع الأسرى في السجون الإسرائيلية بـ"الصعبة"، داعياً إلى استمرار وتكثيف التضامن مع المعتقلين وإلى استغلال الحراك العربي من أجل إطلاق سراح الأسرى وإنهاء معاناتهم.
من جهته قال قيادي في حركة الجهاد الإسلامي -التي ينتمي إليها السرسك- إن الإفراج عنه رسالة دعم إلى الأسرى المتمسكين بحقوقهم في السجون الإسرائيلية.
وأوضح خضر حبيب للجزيرة نت أن السرسك قهر السجان الإسرائيلي بإصراره على الإضراب عن الطعام رفضاً لاعتقاله تعسفياً، مؤكداً أن التضامن مع الأسرى سيستمر وسيتصاعد ولن ينتهي إلا بالإفراج عن كل الأسرى.
واجبات تجاه الأسرى
ودعا حبيب الدول العربية إلى القيام بواجباتها تجاه قضية الأسرى القابعين في السجون الإسرائيلية، مؤكداً أن الأسرى بحاجة إلى كل فعل مساند لهم، وأنهم في أمس الحاجة إلى دعم دولي وعربي وحقوقي.
بدوره أكد الأسير المحرر مجدي حماد نائب رئيس جمعية واعد للأسرى والمحررين للجزيرة نت أن استمرار دعم الأسرى ومساندتهم هو أولوية قصوى في ظل تصاعد وتنكر الاحتلال لحقوقهم ومطالبهم.
وشدد حماد على أن من حق الأسرى الفلسطينيين الحصول على حقوقهم وأن لا تهان كرامتهم، مؤكداً أن إسرائيل تطاولت على الأسرى لأنها لم تجد من يردعها في أوقات سابقة، مطالباً بتضامن واسع مع كل الأسرى فلسطينياً وعربياً ودولياً.