انتقادات لخطط ترحيل بدو فلسطينيين

المستوطنات أكبر تهديد للبدو (مستوطنة كرمئيل جنوب الخليل تزحف نحو مساكن عائلات من عرب الهذالين)
undefined
تواجه الخطط الإسرائيلية لترحيل مجموعات من البدو الفلسطينيين نحو مناطق بعيدة عن موطنهم الأصلي رفضا من قبل السكان ومنظمات حقوقية ترى أن خطط التهجير تستهدف بناء مزيد من المستوطنات التي ستقوض فرص إقامة دولة فلسطينية مستقلة مستقبلا.

وتقول وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن ما يقرب من 17 ألف بدوي يعيشون في الضفة الغربية المحتلة، ويكافح معظمهم القيود الإسرائيلية المفروضة على حرية تنقلهم وحرية وصولهم إلى المراعي التي تقع فيما يعرف بالمنطقة "ج"، حيث تحتفظ إسرائيل بسلطة على التخطيط وتقسيم المناطق.

ويعيش عشرات الآلاف من البدو الآخرين في إسرائيل، ويشكون من التمييز ويقولون إن المسؤولين الإسرائيليين يريدون إخراجهم من أرضهم ويدفعونهم للعيش في مناطق حضرية تتعارض مع عاداتهم.

وتعمل إسرائيل على إزالة المخيمات لإفساح المجال لتوسيع المستوطنات اليهودية ذات الطابع الحضري، ويقول بدو فلسطينيون إنهم يجبرون على التخلي عن كثير من أساليب حياتهم التقليدية التي تعتمد على الأرض والماشية والخيام التي أصبحت جميعها أهدافا للقيود الإسرائيلية.

وتقول إسرائيل إن خيام البدو مقامة بشكل غير قانوني ولم تحصل على تصاريح وتكون أحيانا عقبة في سبيل التخطيط الحضري. وفي المناطق الأبعد في الضفة الغربية المحتلة يقول الجيش الإسرائيلي إن البدو يتجولون في مدى مناطق للتدريب بالذخيرة الحية، ويقول منتقدون إن هذه مجرد مبررات لسرقة الأرض.

إسرائيل وافقت في عام 2006 على خطة أخرى لإعادة توطين نحو عشرين تجمعا بدويا، من بينهم نحو 2400 من عشيرة الجهالين

تهجير قسري
ونقلت إسرائيل قسرا حوالي 1050 فلسطينيا من بدو الجهالين إلى منطقة تفوح برائحة القمامة في قرية الجبل على أطراف مستودع القمامة في أبو ديس في أواخر التسعينيات، بعد أن أخرجتهم من أرض ضمتها لمستوطنة معاليه أدوميم اليهودية.

وتم تعويض الرعاة ماليا عن نقلهم من الأرض بموجب أحكام قضائية وبتوصيل شبكات الكهرباء والمياه، لكن حياتهم كبدو انتهت وتعين عليهم بيع معظم ما لديهم من ماشية.

ووافقت إسرائيل في عام 2006 على خطة أخرى لإعادة توطين نحو عشرين تجمعا بدويا آخر من بينهم حوالي 2400 من عشيرة الجهالين من التلال الصخرية القريبة إلى موقع أقرب إلى مستودع القمامة.

ويقول محامون إن الخطة التي تأجلت طوال سنوات قد تنفذ في أي وقت، وأوضحوا أنه لم تجر استشارة السكان البدو ولم يعرض عليهم أي تعويض، وقال شلومو ليكر وهو محام إسرائيلي يمثل البدو "إنها خطة جرى التصديق عليها بالفعل ونخشى من أنها قد تنفذ إذا لاحت فرصة سياسية".

وفيما قدم البدو التماسا لوقف الخطة ودفعوا بأن الموقع المقترح لنقلهم لا يصلح لسكنى البشر، اعتبر المتحدث باسم الإدارة المدنية الإسرائيلية جاي أنبار أن البدو "يعيشون في المنطقة بطريقة غير مشروعة ودون خطة للبناء"، وقال إن "نقلهم إلى منطقة مستودع القمامة أحد الخيارات.. الفكرة هنا هي نقلهم إلى مكان يقيمون فيه بصورة قانونية".

وتقول وزارة البيئة الإسرائيلية إنه من المقرر إغلاق المستودع الذي يستقبل يوميا ما يزيد على ألف طن من القمامة العام القادم، في إطار خطة عامة على مستوى البلاد لإغلاق مستودعات القمامة لأغراض بيئية.

خطة سياسية
وتؤكد جماعات حقوقية أن تهجير البدو جزء من خطة سياسية أكبر تستهدف بناء 3900 وحدة سكنية للإسرائيليين على مساحة من الأرض يطلق عليها اسم "شرق 1" شمال شرقي القدس وإلى الغرب من مستوطنة معاليه أدوميم.

وتقول جمعية عير عميم الإسرائيلية الحقوقية إن نقل البدو مجرد مرحلة من مراحل خطة ستدمر أي إمكانية في المستقبل لإقامة دولة فلسطينية تتمتع بتواصل جغرافي، عن طريق عزل القدس الشرقية عن بقية الضفة الغربية. وقال أحد أعضاء جمعية عير عميم إن خطة "شرق 1" ستحول الأرض الفلسطينية إلى جزر منعزلة.

المصدر : رويترز