مطالبة بالتحقيق بشأن التعذيب بموريتانيا

من الوقفة الاحتجاجية اليوم للنشطاء الحقوقيين أمام وزارة العدل الموريتانية
undefined

أمين محمد-نواكشوط

طالبت اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، والهيئة الأفريقية للحماية من التعذيب السلطات الموريتانية بفتح تحقيق معمق بشأن التقارير الكثيرة عن وجود ممارسات للتعذيب في المعتقلات الموريتانية.

وقالت رئيسة البعثة المشتركة بين اللجنتين التي تزور موريتانيا حاليا كاترين دوبي آتوكي إن البعثة قلقة بسبب غياب التشريعات الخاصة التي تجرم التعذيب، وغياب المرافقة القانونية للمعتقلين حيث يمنع المحامون في أحيان كثيرة من اللقاء مع موكليهم.

وطلبت آتوكي خلال مؤتمر صحفي لها بنواكشوط مساء السبت من الحكومة الموريتانية الإسراع اتخاذ إجراءات عاجلة تحمي من التعذيب وتجرم ممارسته، وتسريع إجراءات التوقيع على اتفاقية الحد منه، مشيرة إلى أن موريتانيا لم توقع حتى الآن على الاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب.

قلق
وأكدت أن بعثتها قلقلة بسبب تعدد التقارير التي تكشف عن حالات تعذيب ومعاملات غير لائقة وخصوصا في مفوضيات الشرطة، مشيرة إلى أن طلابا شاركوا في مظاهرات عامة تم طردهم من الجامعة وتعرضوا للتهديد والمضايقة ثم اتهموا لاحقا بالخيانة العظمى وهي تهمة يعاقب المدانون بها بالإعدام.

وقالت آتوكي للجزيرة نت إنها تلقت شكاوى من جهات مختلفة بشأن استمرار التعذيب في موريتانيا، وإن بعثتها ستعد تقريرا مفصلا خلال الأيام الماضية لتقدمه إلى الحكومة الموريتانية لدفعها نحو اتخاذ خطوات عاجلة ومهمة في هذا السياق، ومن أهم هذه الخطوات حسب رأيها تفعيل القوانين المجرمة للتعذيب، وتوقيع الاتفاقيات الدولية الخاصة بهذا الموضوع.

في المقابل سجلت البعثة بارتياح ما تقول إنه إرادة سياسية معلنة من طرف الحكومة الموريتانية لحماية حقوق الإنسان بشكل عام ومحاربة التعذيب والعبودية وتحسين وضعية الاعتقال.

واكتفى حمود ولد اطفيل وهو المدير المسؤول وكالة عن حقوق الإنسان في المفوضية الموريتانية لحقوق الإنسان لدى سؤاله من طرف الجزيرة نت عن تعليقه على حديث البعثة الأفريقية عن وجود ممارسات تعذيب بالقول إن الملاحظات والتوصيات التي سجلتها البعثة تم تقديمها رسميا لمفوض حقوق الإنسان وسيتم الرد عليها بشكل تفصيلي.

تصاعد القمع
وكان المرصد الموريتاني لحقوق الإنسان قد نظم وقفة احتجاجية قبل نحو أسبوع أمام وزارة العدل الموريتانية تنديدا بما يقول إنه استمرار للتعذيب في السجون والمعتقلات الموريتانية وتصاعد في عمليات القمع ضد الطلاب والنشطاء السياسيين.

ويقول طلاب وطالبات في المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية إنهم تعرضوا خلال الأسابيع الماضية لقمع وتعذيب شديد من قبل الشرطة الموريتانية خلال الاشتباكات التي دارت في داخل ومحيط المعهد إثر محاولة الطلاب المنضوين تحت لواء الاتحاد الوطني المقرب من الإسلاميين منع تنظيم الامتحانات الفصلية احتجاجا على ما يقولون إنه مساع من السلطات لإغلاق المعهد بعد تأسيس جامعة إسلامية في داخل البلاد.

ولكن الشرطة الموريتانية نفت أكثر من مرة قيامها بتعذيب الطلاب وإساءة معاملتهم واعتبرت أن الأمر مجرد فبركات وأكاذيب لتشويه سمعة السلطة والتأثير على عملها، وشددت على أنها لم تتلق أي شكوى من قبل طالب أو طالبة تفيد بتعرضه أو تعرضها للتعذيب أو لسوء المعاملة من قبل الشرطة متهمة بعض وسائل الإعلام بالمبالغة وتضخيم القضية.

المصدر : الجزيرة