نشطاء يتظاهرون ضد التعذيب بموريتانيا

من الوقفة الاحتجاجية اليوم للنشطاء الحقوقيين أمام وزارة العدل الموريتانية
undefined

أمين محمد-نواكشوط

تظاهر أمس الخميس بالعاصمة الموريتانية نواكشوط نشطاء حقوقيون أمام وزارة العدل الموريتانية للتنديد بما سموه تصاعدا كبيرا في وتيرة التعذيب بموريتانيا، وذلك بالتزامن مع قرار الحكومة بالمصادقة على اتفاقيتين دوليتين تهدفان لحماية الإنسان من التعذيب وغيره من أشكال المعاملات المنافية لحقوق الإنسان.

وتظاهر النشطاء بدعوة من المرصد الموريتاني لحقوق الإنسان، وشارك في المظاهرة العشرات من الطلاب والطالبات الذين يقول بعضهم إنهم تعرضوا خلال الأيام الماضية للتعذيب على أيدي قوات الأمن والشرطة الموريتانية، خلال مظاهرات مطالبة بإعادة فتح باب التسجيل في المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية.

وقال النائب المعارض عبد الرحمن ولد ميني للجزيرة نت إن الوقفة التظاهرية جاءت احتجاجا على ممارسات التعذيب التي طالت عددا من طلاب وطالبات المعهد العالي خلال الأسابيع والأيام الماضية.

ويخوض الاتحاد الوطني لطلبة موريتانيا منذ أكثر من شهرين صراعا ساخنا مع قوات الشرطة، في ظل اشتباكات شبه يومية مع الشرطة والأمن لرفض ما يقول الاتحاد إنها محاولات رسمية لإغلاق المعهد.

وقال رئيس المرصد الموريتاني لحقوق الإنسان إن عددا من الطالبات المشاركات في الاحتجاج تعرضن للضرب وللتهديد بالاغتصاب ولسوء المعاملة من قوات الشرطة.

وأضاف -في تصريح للجزيرة نت- إن التعذيب واحتقار المعتقلين وامتهان كرامتهم بات جزءا أساسيا في مشهد التعامل مع المعتقلين داخل مخافر الشرطة الموريتانية، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي تجري فيه الوقفة الاحتجاجية يمارس التعذيب على عدد من طلاب المعهد في عدد من مخافر الشرطة.

جانب من الوقفة الاحتجاجية أمام وزارة العدل الموريتانية (الجزيرة)
جانب من الوقفة الاحتجاجية أمام وزارة العدل الموريتانية (الجزيرة)

مصادقة ونفي
بدورها قالت الحكومة الموريتانية في بيان لها إنها صادقت على البروتوكول الاختياري المتعلق باتفاقية مناهضة التعذيب و"غيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة"، والتي سبق أن وقعتها موريتانيا في نيويورك نهاية سبتمبر/أيلول الماضي.

وتحرم الاتفاقية ممارسة التعذيب وغيره من أشكال المعاملة أو العقوبة القاسية غير الإنسانية أو المهينة، سواء كانت جسدية أو معنوية.

وقد نفت إدارة الأمن الموريتانية في وقت سابق حصول أي ممارسات تعذيب للطلاب والطالبات الرافضين للمشاركة في امتحانات المعهد، وألقت باللائمة على بعض وسائل الإعلام والحقوقيين في ترويج أنباء وصفتها بالكاذبة والمجافية للواقع.

واشتد السجال في الفترة الأخيرة بشأن ما تقول المعارضة إنه تصاعد في وتيرة العنف ضد المعارضين، ونظم قبل يومين عدد من برلمانيي المعارضة وقفة احتجاجية أمام مبنى إدارة أمن نواكشوط.

ولا تعترف السلطات الموريتانية مطلقا بحصول ممارسات تعذيب، وقالت إدارة الأمن الموريتانية إنها "رغم كل ما قيل وأشيع" لم تتلق حتى اليوم أي بلاغ أو شكوى من أي مواطن -طالبا أو غير طالب- بشأن تعرضه للتعذيب أو التعنيف.

المصدر : الجزيرة