فلسطيني يفوز بجائزة الشهيد الجابر

المصور الفائز تسلم شيكا بقائمة الجائزة (الجزيرة نت)
undefined
سيد أحمد الخضر-الدوحة
فاز المصور الفلسطيني محمد عثمان بجائزة الشهيد علي حسن الجابر العالمية التي تمنحها اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر، لأبرز الأعمال المساهمة في كشف الانتهاكات بحق الشعوب.

وكان عثمان -الذي تقدم للجائزة ضمن أربعين حقوقيا وصحفيا- أصيب بطلق ناري من قبل جندي إسرائيلي أدى إلى إصابته بالشلل أثناء توثيقه اعتداءات جيش الاحتلال على مظاهرات في ذكرى النكبة بشمال قطاع غزة.

وتعد الجائزة تقديراً لرسالة الإعلام في الانحياز لتطلعات الشعوب، وتخليدا لذكرى مصور الجزيرة الشهيد علي حسن الجابر، الذي كان أول صحفي تغتاله كتائب القذافي بعد اندلاع ثورة السابع عشر من فبراير/ شباط.

وقال رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان الدكتور علي بن صميخ المري إن وسائل الإعلام تلعب دورا بارزا في تعزيز وحماية حقوق الإنسان، وكشف الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها الأنظمة المستبدة بحق الشعوب.

وذكّر المري -في كلمة افتتح بها فعاليات حفل الجائزة- بأن الشهيد الجابر فقد حياته من أجل كشف الانتهاكات التي يتعرض لها الليبيون على يد نظام القذافي، قائلا إن الأسباب الحقيقية وراء استهداف الصحفيين تتلخص في رغبة الأنظمة في اغتيال الحقيقة.

واعتبر أن الاعتداء على الصحفيين جريمة بحق الشعوب التي من حقها معرفة الحقيقة، مما يعني ضرورة تكريس جهود الحكومات والمنظمات الإقليمية والدولية لتطوير الآليات التشريعية المعنية بحماية الإعلاميين.

وشدد على أن الجهود المبذولة في الوطن العربي لتعزيز حقوق الإنسان غير كافية، كونها مرتبطة بعوامل معينة "وستظل محدودة النتائج ما لم تستند إلى إرادة سياسية تنطق من حقيقة أن الحرية مدخل للتنمية والتقدم".

‪الحضور تابعوا فيلما يوثق ظروف استشهاد الجابر‬  (الجزيرة نت)
‪الحضور تابعوا فيلما يوثق ظروف استشهاد الجابر‬ (الجزيرة نت)

القصاص
أما مدير عام شبكة الجزيرة الشيخ أحمد بن جاسم آل ثاني فحيّا الشهيد الجابر "الذي خبر جنون الحرب، وخبرته السنون بحكمتها، حتى أصبحا جسدا واحدا".

وشدد على أن الجزيرة لن تدخر جهدا في القصاص من قتلة الجابر، قائلا إنه لن يكون ضمن غالبية الصحفيين الذين تذهب دمائهم هدرا.

وأضاف -في كلمة ألقاها نيابة عنه المدير التنفيذي للموارد البشرية بالجزيرة خالد جوهر- أن الذين راهنوا على اغتيال الجابر في كبح تغطيات الجزيرة للربيع العربي لم يكسبوا سوى نقمة شعوبهم التي كسبت الجزيرة رضاها.

ووفق المحامي حواس الشمري، فإن تصنيف الاعتداء على الصحفيين -وخصوصا الذي يغطون الاضطرابات والحروب- ضمن جرائم الحرب هو الضمانة الوحيدة لعدم إفلات المجرمين من العقاب.

وتابع حضور الحفل فيلما أعدته الجزيرة يوثق لاستشهاد الجابر، ويتناول شهادات حول سيرته الشخصية ومسيرته المهنية التي استمرت لأكثر من ثلاثة عقود غطى خلالها العديد من مناطق الخطر.

وتحدث الصحفي بشبكة الجزيرة بيبة ولد امهادي عن تفاصيل اغتيال كتائب القذافي للجابر، قائلا إنه استشهد في سبيل نقل الحقيقة ليلحق بزملائه طارق أيوب ورشيد والي وأطوار بهجت.

أما رئيس البعثة الليبية في قطر عبد المنصف البوري، فثمن تضحيات الشهيد الجابر الذي "قدم حياته في سبيل كشف ما يتعرض له الليبيون من ظلم على يد الطاغية وأزلامه"

واعتبر البوري أن حفل التكريم يعكس أن الجابر وإن اغتالته أيدي الظلمة، بقي حيا ورمزا للعطاء وأداء الواجب ونصرة المطالبين بالكرامة والتحرر.

من جهته، قال الفائز بالجائزة للجزيرة نت إنه تقبل إصابته بالشلل لأن "هذه ضريبة العمل الصحفي في أماكن الخطر" لكنها لن تثنيه عن العودة للمهنة وتصوير الحياة المحاصرة في غزة. 

وطالب عثمان -الذي ما زال يتابع علاجه في إسطنبول على نفقة مركز الدوحة لحرية الإعلام- بدعم المصورين الفلسطينيين، لأنهم يعملون في ظروف بالغة الصعوبة ويواجهون عدوا يصمم على كسر إرادة الصحفيين.

المصدر : الجزيرة