اتهام مليشيا ليبية بتعذيب دبلوماسي حتى الموت

3- سجن سري في بنغازي تم اكتشافه في بنغازي في بداية الثورة ،والتعليق كالتالي: سجون أشبه بسجون القذافي تعود إلى ليبيا بعد الثورة ( الجزيرة نت- أرشيف).

 سجن سري تم اكتشافه في بنغازي بداية الثورة (الجزيرة نت-أرشيف)

اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش مليشيات ليبية بمقتل السفير السابق في فرنسا عمر بريبش تحت التعذيب بعد 24 ساعة من اعتقاله، في ظل تزايد الانتقادات عن وقوع انتهاكات لحقوق الإنسان في ليبيا على يد مليشيات الثوار.

وأصدرت المنظمة بيانا قالت فيه إن مليشيا من مدينة الزنتان -مقرها طرابلس- اعتقلت بريبش (62 سنة) في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي حيث توفي بعد 24 ساعة من اعتقاله، مشيرة إلى أن نتائج التشريح الأولية تفيد بإصابته "بجروح مختلفة في الجسم وكسور في ضلوعه" مما ساهم في وفاته.

وأكدت المنظمة أن "صورا لجسده شاهدتها هيومن رايتس ووتش تظهر رضوضا وجروحا وأظفار رجليه مقلوعة مما يدل على أنه تعرض للتعذيب قبل موته".

أسرة الدبلوماسي


وكان أبناء الدبلوماسي الليبي قد أكدوا أن والدهم تقدم طوعا لتحقيق المليشيا في طرابلس، وفي اليوم التالي تبلغت العائلة بأن جثته في مستشفى الزنتان على بعد مائة كلم جنوب غرب العاصمة.

وأفادت هيومن رايتس ووتش أن تقريرا من الشرطة القضائية في طرابلس خلص الى أن بريبش توفي تحت التعذيب، وأن مشتبها فيه لم تحدد هويته أقر بأنه قتله وأنه تم فتح تحقيق قضائي في الزنتان.

وزير العدل الليبي يتحدث للصحفيين (الفرنسية)
وزير العدل الليبي يتحدث للصحفيين (الفرنسية)

ووفقا لبيان المنظمة، لا تزال عمليات قتل وتعذيب المعتقلين مستمرة من قبل المليشيات الليبية وأن "دولة القانون ومعاقبة الجرائم تنطبق على كافة الليبيين بمن فيهم الذين حاربوا معمر القذافي".

وقد عمل بريبش في سفارة ليبيا بباريس بين 2004 و2008 كملحق ثقافي ثم سفير بالوكالة لعدة أشهر، وفي 2011 واصل العمل مع وزارة خارجية نظام معمر القذافي خلال الثورة ثم كمحام بالوزارة في عهد الحكومة الانتقالية بعد سقوط النظام.

انتقادات
وتزداد انتقادات منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان لمليشيات الثوار الذين قاتلوا نظام القذافي وتتهمها بتعذيب الأسرى ومعظمهم من أنصار النظام السابق.
وفي هذا السياق، تحدثت منظمة العفو الدولية وأطباء بلا حدود الأسبوع الماضي عن ممارسة التعذيب "بشكل معمم" وأحيانا حتى الموت بحق أشخاص يشتبه بأنهم أنصار للنظام السابق.

كذلك وجهت الأمم المتحدة أصابع الاتهام لـ"كتائب الثوار" المتهمة باحتجاز آلاف الاشخاص في سجون سرية، وأفادت منظمات غير حكومية أن نحو 8500 معتقل موجودون في ستين سجنا تدير معظمها المليشيات.

وزير العدل
من جهته، وعد وزير العدل الليبي علي حميدة عاشور الخميس بأن تحقق وزارته في حالات تعذيب في السجون الليبية.

وصرح عاشور للصحفيين أن "وزارة العدل ستحقق في اتهامات المنظمات الدولية غير الحكومية بشأن تعذيب معتقلين، وكل من تورط في ذلك سيحال إلى القضاء".

وأضاف على هامش احتفال في سجن عين زارة بضاحية طرابلس حيث سلم فوج من الثوار السابقين السجن لوزارة العدل أن "تلك الاتهامات تخص السجون الخارجة عن نطاقنا".

وكان سجن زارة في عهد القذافي مخصصا للمعتقلين السياسيين، ويقبع فيه اليوم نحو 1500 ممن يشتبه في أنهم أنصار القذافي من ليبيين وأفارقة بانتظار محاكمتهم وفق مديره محمد النعامي.

المصدر : وكالات