نقابيو ألمانيا يدافعون عن العمال الأجانب

اتحاد النقابات الألماني يدافع عن حقوق العمال الأجانب
undefined

يعاني العديد من العمال المهاجرين من أوروبا الشرقية إلى ألمانيا من حالات استغلال وخداع ويعيشون أحياناً في ظل ظروف صعبة، وهم غالباً لا يعرفون حقوقهم. لكن اتحاد النقابات الألماني بدأ مؤخرا الدفاع عنهم ضد الشركات المستغلة.

حلم الحصول على مستوى حياة أفضل بألمانيا يجذب العمال المهاجرين من رومانيا وبلغاريا وبولندا وليتوانيا، لكنهم كثيراً ما يصدمون بواقع مختلف، ليجدوا أنفسهم غارقين في ظروف صعبة، يعانون من الاستغلال والأجور السيئة، بل وأحياناً لا يحصلون على أي أجور. 

وعادة ما ينتهي المطاف بهؤلاء المهاجرين بالعمل بقطاعات البناء والنقل أو الفندقة أو كعمال نظافة، وفق ما وضح دومينيك جون رئيس مشروع "Fair Mobility" الذي يديره اتحادات النقابات الألماني ويهدف لتقديم المساعدة للعمال المهاجرين من أوروبا الشرقية. وهناك مكاتب بعدد من المدن الألمانية الكبرى لمساعدة المهاجرين القادمين من شرق أوروبا. 

ورغم أن هناك دراسة أجريت مؤخراً تكشف عن وجود الكثير من العمال المهاجرين الذين يعيشون في ظروف عمل مشابهة للعمال الألمان، فإن جون يعتقد أن "بعض الشركات تستغل العمال الأجانب بشكل منظم وتشغلهم لتعمل على تخفيض الأجور ووضع ظروف أسوأ للعمل".

ويضيف جون "يورو واحد للساعة الواحدة.. ويظهر هذا واضحاً في قصة 13 عاملاً رومانياً، عملوا في موقع بناء بمدينة فرانكفورت.  فقد قامت إحدى الشركات بعرض وظيفة آمنة براتب أساسي يبلغ  1200 يورو (1500 دولار)".

وعندما وصلوا للموقع قام أحد الموظفين بالاحتفاظ بجوازات سفرهم يومين وفق شهادة جون دومينيك الذي يضيف "وحينها فقد أُجبروا على توقيع بعض الأوراق، والتي كانت تشير إلى أنهم يعملون في وظيفة حرة، وهذا يعني أنهم في حال تعرضوا لإصابات عمل أو مرض فإن التأمين لا يعترف بهم ولا الشركة مسؤولة عنهم". 

إضافة إلى ذلك، لم يدفع لهم مديرهم سوى بعض اليوروهات نقدا لكل عامل، فقط ما يكفيهم للعودة باليوم التالي. 

ووفق جون، فإن مجموع ما قد حصلوا عليه من أجر كان يعادل حوالي يورو واحد فقط مقابل ساعة عمل، إلا أن اتحاد النقابات العمالية الألماني يقوم حالياً بالضغط على صاحب الشركة لدفع الأجور المتفق عليها كاملة للعمال.

مساعدة
ورغم أن العمال القادمين من أوروبا الشرقية ليسوا أعضاء مسجلين بالنقابة ولا يدفعون رسوم الاشتراك، فإن النقابة تقوم بمساعدتهم "لأن المبدأ هو التضامن مع هؤلاء الذين تعرضوا لحالات الاستغلال والغش" وفق ما يوضح عضو اتحاد النقابات الألمانية هورست كوسترز الذي يقول إن "العدالة والتضامن هي المبادئ التي قامت عليها النقابات العمالية". 

ولفترة طويلة كان يُنظر إلى العمال الأجانب كمهاجرين غير شرعيين ينافسون في سوق العمل المحلي. لكن هذه الصورة تغيرت الآن، وفق ما يؤكد مدير معهد هامبورغ للدراسات المجتمعية نوربرت سيروس. 

وأوضح سيروس أن المصطلح المستخدم الآن لوصف هؤلاء العمال أصبح "الزملاء" بدلاً من المنافسين.

ويحيي سيروس هذا التغير، لكنه يضيف أنه يجب العمل على تطوير آليات دعم ضحايا الاستغلال، وأنه يجب توسيع نطاق العمل بشكل تشاركي مع المؤسسات الخيرية الخاصة بالمهاجرين، مشيرا إلى أن الهدف الرئيسي هو دعم حقوق العمال المجتمعية وتطوير مستويات حياتهم المعيشية.

المصدر : دويتشه فيله