اتهام الصين بملاحقة الإيغور بالجوار

المنظمات الحقوقية تتهم الصين بملاحقة الإيغور في دول لجوئهم
المنظمة الحقوقية قالت إن 18 لاجئا إيغوريا تم اعتقالهم وتسليمهم للصين (الجزيرة نت)
خالد شمت-برلين
 
اتهمت منظمة حقوقية ألمانية عددا من الدول الآسيوية بتعمد عدم توفير أي نوع من الحماية  للإيغوريين المسلمين اللاجئين إليها فرارا من ملاحقة السلطات الصينية، والرضوخ لطلبات بكين باعتقال هؤلاء اللاجئين وتسليمهم لها.
 
وقالت المنظمة الألمانية للدفاع عن الشعوب المهددة إن 18 لاجئا إيغوريا على الأقل اعتقلوا منذ نهاية مايو/ أيار الماضي في باكستان وماليزيا وكزاخستان وتايلند، وتم ترحيلهم بعد ذلك إلى الصين حيث تحدق بهم أخطار تهدد حياتهم.
 
وأضافت المنظمة -في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه- إن ماليزيا كانت آخر دولة  تمارس هذه السياسة الممنهجة مع الإيغوريين حيث اعتقلت في الثامن عشر من أغسطس/ آب الجاري 11 لاجئا إيغوريا بمدينتي كوالالمبور وجوهر بارو، ورحلتهم بعد سجنهم بضعة أيام إلى العاصمة الصينية بكين التي اتهمتهم بالإرهاب ومساعدة آخرين من أبناء قوميتهم المسلمة على الهرب".
 
مصير مجهول
وقال البيان "الإيغور القاطنون شمال غربي الصين بمنطقة عرفت باسم تركستان الشرقية، التي تطلق عليها السلطات إقليم شنغيانغ يتعرضون خلال الفترة الأخيرة لملاحقات متزايدة، مما دفع بأعداد متزايدة منهم للفرار إلى الخارج رغم تشديد بكين للإجراءات الأمنية في المناطق الحدودية مع دول الجوار".
 
وأوضح مسؤول قسم آسيا وأفريقيا بالمنظمة الألمانية للدفاع عن الشعوب المهددة أن الإرهاب أصبح تهمة اعتادت السلطات الصينية توجيهها لكل اللاجئين الإيغوريين في آسيا للضغط بذلك على الدول التي يقيمون فيها لتسارع باعتقالهم وترحيلهم.
 

"
المنظمة الحقوقية اتهمت جوار الصين بخرق مبادئ اتفاقية جنيف للاجئين من خلال عدم توفير حماية للاجئين الإيغوريين، والرضوخ بشكل غير مسؤول لرغبات السلطات الصينية بتسليم هؤلاء اللاجئين
"

وقال أولريش ديليوس للجزيرة نت إن بكين تتهم أيضا لاجئ الإيغور في الدول الآسيوية  الجارة بلا استثناء بالمشاركة في جريمة الاتجار بالبشر، لمجرد مساعدة بعض هؤلاء اللاجئين لعدد من مواطنيهم على الهرب من الصين إلى الخارج.

 
ودعت المنظمة الألمانية للدفاع عن الشعوب المهددة -في بيانها- الحكومة الصينية للكشف عن أوضاع الإيغوريين الذين تسلمتهم مؤخرا من الدول الآسيوية المجاورة، وقالت إنها تشعر بالقلق على مصير هؤلاء اللاجئين.
 
وذكر ديليوس أن الإيغوريين المرحلين تنتظرهم في الصين عقوبات تشمل السجن سنوات طويلة والتعذيب والحكم بالإعدام.
 
وأشارت المنظمة الحقوقية إلى شكوى المفوضية العليا للاجئين الأممية من فرض السلطات الصينية ستارا من التعتيم على أوضاع الإيغوريين المعتقلين لديها، وعدم سماحها للمنظمات الحقوقية بالتعرف على أوضاعهم.
 
كما اتهمت الدول الجارة للصين "بخرق مبادئ اتفاقية جنيف للاجئين من خلال عدم توفيرها حماية للاجئين الإيغوريين، ورضوخها بشكل غير مسؤول لرغبات السلطات الصينية بتسليم هؤلاء اللاجئين إليها".
 
وقالت أيضا إن التصرفات غير المسؤولة لهذه الدول بدت واضحة بتسليم السلطات الكمبودية في ديسمبر/ كانون أول الماضي عشرين لاجئا إيغوريا لبكين بالرغم من حصول هؤلاء الأشخاص على اعتراف بهم كلاجئين من قبل المفوضية العليا للاجئين.

أعداد متزايدة
وقالت المنظمة الألمانية "تهمة دعم الإرهاب مثلت التهمة التي تم بموجبها في الخامس من الشهر الجاري ترحيل خمسة إيغوريين -من بينهم طفلان وسيدة- من باكستان إلى الصين، وقيام تايلند بترحيل الإيغوري نور محمد إلى الصين في السادس من الشهر الجاري، وتسليم  كزاخستان في نهاية نفس الشهر معلما إيغوريا يدعي نور محمد إلى جارتها الآسيوية".

 
وخلصت إلى أن الفترة منذ عام 2009 حتي الآن شهدت اعتقال أعداد كبيرة من اللاجئين الإيغور في بورما ولاوس وفيتنام وقرغيزيا وأوزبكستان التي سلمتهم سلطاتها لاحقا لنظيرتها الصينية.
المصدر : الجزيرة