بن بريك يشكو ظروف سجنه
28/4/2010
خميس بن بريك-تونس
انتقد الصحفي التونسي توفيق بن بريك المعروف بانتقاداته اللاذعة لحكومة بلاده والذي أنهى الثلاثاء حكما بالسجن لمدّة ستة أشهر، ظروف سجنه، بينما نفت الحكومة افتعال محاكمته.
واعتقل بن بريك يوم 29 أكتوبر/ تشرين الأول 2009، بتهمة الاعتداء على امرأة في الشارع. وفي 26 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي أودع سجن سليانة (130 كلم شمال غرب تونس) بعدما رفضت المحكمة مطالب الدفاع لتبرئته.
ورغم مخاوف زوجته عزّة زراد، التي عبّرت سابقا عن قلقها للجزيرة نت من تمديد سجن زوجها، فإن بن بريك أخلي سبيله، صباح أمس الثلاثاء، بعد أن أنهى عقوبة السجن نافذة دون زيادة أم نقصان.
واشتكى بن بريك عند خروجه من السجن من محاصرته من قبل العشرات ممن وصفهم بالبوليس السياسي الذين راقبوه طيلة طريق عودته إلى أهله، ورابضوا بسياراتهم أمام منزله، على حدّ قوله.
مضايقات في السجن
وعن المضايقات التي تعرّض لها خلال مدّة سجنه، أكد بن بريك أنّ إدارة السجن منعته من الكتابة، قائلا "حتى علب السجائر كانوا ينزعون ما بداخلها من أوراق خوفا من أن أكتب عليها".
وعن المضايقات التي تعرّض لها خلال مدّة سجنه، أكد بن بريك أنّ إدارة السجن منعته من الكتابة، قائلا "حتى علب السجائر كانوا ينزعون ما بداخلها من أوراق خوفا من أن أكتب عليها".
ويضيف بحديثه للجزيرة نت "لقد منعوا عني زيارة المحامين والأقارب وأبعدوني من سجن المرناقية إلى سجن سليانة الذي يقودون إليه في العادة المساجين المعاقبين وحتى السجانين المخالفين".
ويتابع "لقد كنت في زنزانة مساحتها قرابة 60 مترا مربعا مع عشرين سجينا جاهلا، لقد تعمّدت إدارة السجن وضعهم معي كي تحرمني من التحدّث والتواصل مع أشخاص لديهم حدّ أدنى من الوعي".
ويمضي قائلا "في الحقيقة لم أكن في سجن وإنما كنت في معتقل داخل زنزانة أشبه بمركز للشرطة، لقد كان كل المساجين من حولي وشاة ينقلون الأخبار عني إلى إدارة السجن".
واحتجاجا على ظروف اعتقاله، دخل بن بريك في إضراب عن الطعام لمدّة 11 يوما رغم تدهور صحته بسبب إصابته بمرض السكري ومرض نادر يتمثل في اضطراب بالهرمونات يجعل جسمه عديم المناعة.
وفي هذا السياق، اشتكى من سوء معاملته من قبل السجانين لإرغامه على الأكل، قائلا "لقد ألقاني ثمانية أعوان من الشرطة على الأرض بالقوّة وأجبروني على شرب الحليب بحضور طبيب".
إصرار على الكتابة
من جهة أخرى، أكد بن بريك إصراره على مواصلة نشاطه الصحفي وكتاباته النقدية، قائلا "لقد كانت الحكومة تهددني بزجي في السجن والآن وبعد أن فعلت ذلك لم يعد ما يخوفني من سجونها".
من جهة أخرى، أكد بن بريك إصراره على مواصلة نشاطه الصحفي وكتاباته النقدية، قائلا "لقد كانت الحكومة تهددني بزجي في السجن والآن وبعد أن فعلت ذلك لم يعد ما يخوفني من سجونها".
" بن بريك: لقد سجنت بسبب مكيدة سياسية من صنع الحكومة التي حاولت الانتقام مني ردّا على كتاباتي الساخرة والنقدية من رموز الحزب الحاكم " |
لكنه توقع أن يتعرض مرّة أخرى إلى ما وصفها بالملاحقات الأمنية، قائلا "لقد سجنت بسبب مكيدة سياسية من صنع الحكومة التي حاولت الانتقام مني ردّا على كتاباتي الساخرة والنقدية من رموز الحزب الحاكم".
واعتقل بن بريك في هذه القضية بعدما رفعت عليه امرأة تدعى ريم النصراوي دعوى قضائية اتهمته فيها بـ"الاعتداء عليها بالعنف في الطريق العام" و"التهجم عليها بعبارات فيها مساس بالأخلاق الحميدة" و"الإضرار بسيارتها".
وقال بن بريك أمام المحكمة إنه "ضحية محاكمة سياسية" وإن القضية التي تمّ تتبعه فيها "لفقتها له أجهزة الأمن التونسية لمعاقبته على كتاباته شديدة الانتقاد في الصحافة الفرنسية للرئيس التونسي زين العابدين بن علي".
وقد تسبّب حبسه في توتر دبلوماسي بين تونس وفرنسا التي طالب وزير خارجيتها برنار كوشنر بالإفراج عن الصحفي المعارض، بينما أعلنت تونس رفضها "التدخل في شؤونها الداخلية".
المصدر : الجزيرة