معرض بنابلس عن الأسرى

صورة فنية من ضمن زوايا المعرض تشير الى السجن السري الاسرائيلي الذي يحمل الرقم 1391 او كما يعرفه الفلسطينيون غوانتناموا الإسرائيلي
صورة فنية بالمعرض تمثل سجنا سريا إسرائيليا يحمل رقم1391 (الجزيرة نت)

عاطف دغلس-نابلس
 
يجسد معرض "شموع الحرية" الدولي الذي ينظم حاليا بمدينة نابلس بالضفة الغربية معاناة الأسرى الفلسطينيين.
 
ويبرز المعرض الوضع الحقيقي لمأساة قرابة 11 ألف أسير فلسطيني مغيبين وراء قضبان سجون الاحتلال التي يتجاوز عددها 25 سجنا.
 
ويرى القائمون على المعرض الذي افتتح أمس ويستمر عدة أيام، أن زوايا المعرض المختلفة وأشكاله تعكس رؤية حقيقية لواقع الأسرى وتطرح قضيتهم.
 
ويقول فهد أبو الحاج مدير مركز أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة إن المعرض هو الثالث من نوعه الذي يقام بالمدن الفلسطينية، مشيرا إلى أنه سينتقل إلى بقية المدن الفلسطينية، ووجود مساع لنقله إلى دول عربية ودولية "لفضح جرائم الاحتلال بتعذيب ومعاناة الأسرى الفلسطينيين".
 
واعتبر أبو الحاج للجزيرة نت أن المعرض يعكس معاناة الأسرى الفلسطينيين، وآخرها فرض الزي البرتقالي عليهم وإلصاق تهمة الإرهاب بهم.
 
زوايا وحكايا
ويحتوي المعرض على أكثر من 700 قطعة تتناول 12 زاوية تهم السجون المنتشرة في فلسطين والسجون السرية، وعمليات الاعتقال وأساليب التعذيب وتصل إلى 76 أسلوبا، وكذا عمليات التحقيق التي تقوم بها المخابرات الإسرائيلية مع الأسرى.
 
أبو الحاج انتقد التعامل الرسمي الفلسطيني مع قضية الأسرى (الجزيرة نت)
أبو الحاج انتقد التعامل الرسمي الفلسطيني مع قضية الأسرى (الجزيرة نت)
وذكر أبوالحاج أن من بين الزوايا ما يتعلق بشهداء الحركة الأسيرة داخل السجون سواء بسبب الإهمال الطبي والإضراب عن الطعام أو التصفية الجسدية أو الاستشهاد أثناء التحقيق.
 
وأضاف أن هناك زاوية عمداء الأسرى الفلسطينيين والعرب، وزاوية الأسيرات والأطفال، "بالإضافة إلى زوايا الإعدام للمعتقلين منذ الانتداب البريطاني إلى عهد الاحتلال الإسرائيلي".
 
وأشار إلى أن زوايا المعرض تناولت تفصيل حياة المعتقل بكل ما فيها من معاناة وفكر وأدب إضافة إلى زاوية المشغولات والمصنوعات اليدوية للأسرى، ومقتنيات الأسرى الشخصية.
 
وأكد أبو الحاج أن رسالة المعرض هي دعوة للشعب الفلسطيني لإعلان التضامن والمسيرات مع الأسرى داخل السجون الإسرائيلية وخلق تفاعل شعبي معهم.
 
ولاحظ في هذا الإطار قلة الاهتمام الرسمي الفلسطيني بحركة الأسرى، وأكد أن ذلك خلق حالة من الإحباط لديهم (الأسرى) وتراجعا في كثير من مواقف الحركة السياسة والثقافية.
 
تقصير وخلل
وقال إن المفاوض الفلسطيني لم يعط أولوية لملف الأسرى بأهمية وفعالية، وأوضح أن القيادة السياسية تبنت الموضوع وحاولت وضعه على مائدة المفاوضات أكثر من مرة، لكن الإسرائيليين تعاملوا معه ملفا إنسانيا. وطالب بعدم عقد أي اتفاق مع الاحتلال إلا بتحرير جميع الأسرى.
 

صورة تظهر اقتياد أسير فلسطيني للإعدام (الجزيرة نت)
صورة تظهر اقتياد أسير فلسطيني للإعدام (الجزيرة نت)

وأشار إلى أن تحويله لملف إنساني هو أمر تبتغيه إسرائيل، "لكن هذا الملف ساخن ويمس كل بيت فلسطيني، وأنه لا يجب تحت أي ظرف من الظروف تركه لحسن النوايا الإسرائيلية".
 
من جهته رأى علاء أبو أحمد -وهو أحد زوار المعرض الذين قدروا بالآلاف حسب المنظمين- أن قضية الأسرى أصبحت تختزل بإقامة المعارض والفعاليات التضامنية معهم، وأن معاناتهم الحقيقية لا يهتم بها ودعا السياسيين والمسؤولين الفلسطينيين لرد اعتبارهم.
 
لكن رنا محمود من مدينة نابلس قالت إن الأسرى الفلسطينيين غيبوا إلى حد بعيد عن ملفات السياسيين، وإن مجرد المطالبة بإطلاقهم أصبحت تحتاج لجولات وجولات من المفاوضات، "بل إني أخشى مثل كثير من الفلسطينيين أن ترتهن قضية الأسرى بتنازلات عما تبقى من الوطن".
 
ودعت القيادة الفلسطينية للنظر إلى المفارقة الكبيرة بين مطالبة الإسرائيليين "بشاليط واحد أفزعت العالم به، وبين 11 ألف شاليط فلسطيني يقبعون في غياهب السجون الإسرائيلية".
المصدر : الجزيرة