الصحافة بفلسطين تقتل

الصحفيون الفلسطينيون يتعرضون باستمرار لاعتداءات جنود الاحتلال عليهم- جنود حاجز حواره جنوب نابلس يمنعون الصحفيين من الدخول-

الصحفيون الفلسطينيون يتعرضون باستمرار لاعتداءات جنود الاحتلال (الجزيرة)
 

عاطف دغلس-نابلس
أينما وجد الصحفي الفلسطيني فالاحتلال الإسرائيلي له بالمرصاد لتقويض عمله ومنعه من نقل الحقيقة بالصورة كانت أم بالصوت، بل يتعدى ذلك إلى الاعتداء عليهم بشكل مباشر بالضرب أحيانا وبإطلاق النار لإصابتهم أو حتى قتلهم أحيانا أخرى كثيرة.
 
وروى صحفيون فلسطينيون للجزيرة نت اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي عليهم، وأكدوا أن تلك الاعتداءات كانت تشكل عائقا أمام تحركاتهم وأمام عملهم الصحفي الذي يحتاج إلى أن تتوفر له الحريات الكاملة.
 
وقال مصور وكالة رويترز عبد الرحيم القوصيني إنه تعرض للقمع مرات كثيرة من قبل جنود الاحتلال، كان آخرها الشهر الماضي حيث تعرض لاعتداءين، أحدهما بإطلاق قنابل الغاز عليه أُثناء تغطيته لاقتحام إسرائيلي لقرية عراق بورين جنوب غرب نابلس.
 
وأضاف أنه أُغمي عليه أكثر من ساعة ونصف "دون مبالاة من الجنود بالأمر".
 
وأشار إلى أن الاعتداء الآخر الذي وقع عليه كان بضربه مباشرة ومحاولة جنود الاحتلال مصادرة كاميرته، عند ما كان في مهمة لتغطية اعتداءات المستوطنين على قرى شرق نابلس، إضافة لإطلاق قنابل الغاز على سيارة العمل الخاصة بالوكالة بشكل متعمد، بحسب تعبيره.
 

الصحفي عبد الرحيم القوصيني سقط أرضا بعد أن أصيب جراء المواجهات مع الاحتلال (الجزيرة)
الصحفي عبد الرحيم القوصيني سقط أرضا بعد أن أصيب جراء المواجهات مع الاحتلال (الجزيرة)

مناطق مغلقة


وأكد القوصيني أن الأهم من المنع من التصوير والاعتداء المباشر على الصحفيين ومضايقتهم وسحب كاميراتهم واعتقال بعضهم، هو إعلان مناطق الأحداث مناطق عسكرية مغلقة، وأنه لا يسمح للصحفيين تحديدا بالوصول إليها.
 
وشدد على أن هدف ذلك "تسهيل المصادرة أو الهدم أو اعتداء المستوطنين أو مهمة يقومون بها"، مؤكدا أن من يتخذ قرار المنع من الوصول لتلك المنطقة هم الجنود وذلك حسب مزاجهم ورغباتهم.
 
والمأساة ذاتها واجهتها الصحفية الفلسطينية ديالا جويحان مراسلة وكالة قدس نت، أثناء تغطيتها لأحداث المسجد الأقصى الشهر المنصرم، حيث طاردها رجال الشرطة داخل ساحات المسجد، وحاولوا مصادرة كاميراتها.
 
وقالت ديالا "لما لم يفلحوا اعتدوا عليّ وجرّوني على الأرض ومزقوا قميصي ودهسوا بأرجلهم قدمي". وأضافت "أُصبت بحالة إغماء، ورضوض بالرقبة وتمزّق عضلي بقدمي".
 
وأكدت جويحان أنها هي وغيرها من الصحفيين المقدسيين تعرضوا مرات عدة لقمع القوات الإسرائيلية، وأنها "مُنعت من دخول المسجد الأقصى خمسة عشر يوما"، واعتُقلت وحُقّق معها ثماني ساعات متواصلة.
 
ونوّهت إلى أن المنع والاعتداء تشتد وطأته عند قيام قوات الاحتلال بهدم منازل فلسطينيين أو بأحداث تدور حول المسجد الأقصى.
 

إسعاف الصحفية ديالا جويحان بعد قمعها أثناء تغطيتها أحداث المسجد الأقصى (الجزيرة)
إسعاف الصحفية ديالا جويحان بعد قمعها أثناء تغطيتها أحداث المسجد الأقصى (الجزيرة)

خطورة الأمر

من جانبه أكد مدير المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) موسى الريماوي أن اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على الصحفيين الفلسطينيين تصاعدت في الآونة الأخيرة، وأن ذلك ينذر بخطورة استهداف الصحفيين، ويعد انتهاكا صارخا لحقوقهم.
 
وقال موسى للجزيرة نت إنهم "رصدوا العام الماضي 147 اعتداء إسرائيليا على الصحفيين الفلسطينيين"، وتوقع أن تزيد الاعتداءات هذا العام، وخاصة في الأماكن الأكثر سخونة كالقدس والمناطق القريبة من المستوطنات بالضفة الغربية.
 
وأشار إلى أن استهداف الصحفيين تعدى الاعتقال والضرب والجرح والمصادرة إلى القتل مباشرة، وقال "لقد قُتل أربعة صحفيين منذ بداية العام خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة".
 
ولفت إلى أن الاعتداءات على الصحفيين تتمثل بالقتل والضرب وتفجير المقرات الإعلامية والاعتقال والمنع من السفر ومن تغطية الأحداث، ودعا إلى رصد تلك الاعتداءات وتوثيقها.
 
وقال إن "هدف الاعتداءات على الصحفيين هو حجب معاناة الشعب الفلسطيني وما يتسببه الاحتلال الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين"، مؤكدا أن هذه سياسة قديمة جديدة وتتكرر بشكل خاص تجاه الأحداث المهمة التي ترى إسرائيل ضرورة حجبها عن المجتمع الدولي.
 
وأوضح الريماوي أن عنصرية الاحتلال الإسرائيلي تظهر في قصده ملاحقة الصحفيين الفلسطينيين دون الأجانب.
المصدر : الجزيرة