المغرب : لا للإفلات من العقاب

-


طالبت منظمات حقوقية مغربية بضرورة وضع حد لما سمته الإفلات من العقاب ودعت إلى محاكمة كل متورط في انتهاكات حقوق الإنسان بالمغرب.

وجاءت هذه الدعوة خلال مؤتمر تعقده جمعية منتدى الحقيقة والعدالة (مستقلة) في مدينة مراكش بجنوب البلاد منذ مساء الجمعة ويختتم اليوم.

وقال رئيس الجمعية المنتهية ولايته محمد صبار لوكالة الأنباء الفرنسية إن "التوقف عن سياسة اللاعقاب ضرورة لتجنب تكرار القمع الذي عرفه المغرب خلال ما يعرف بسنوات الرصاص".

ويشارك في المؤتمر العديد من المهتمين بقضايا حقوق الإنسان في المغرب، بالإضافة إلى ضحايا الانتهاكات التي عرفها هذا البلد خلال السنوات الماضية.

ويحمل المؤتمر شعار "لن نتنازل"، ومعناه -حسب الجمعية- أن نشطاء حقوق الإنسان لن يستسلموا ما لم تتم تسوية ملفات حقوق الإنسان بشكل نهائي.

وأوضح محمد صبار أن نشطاء المعارضة اليسارية تعرضوا إلى حملة قمعية مكثفة خلال سنوات الرصاص التي حدثت في عهد الملك الراحل الحسن الثاني بين 1960 و1999.

وكانت رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان خديجة رياضي قد دعت خلال افتتاح المؤتمر إلى ضرورة إرساء دولة القانون في المغرب، مؤكدة أن ملفات ما سمته الانتهاكات الخطيرة لا تزال مفتوحة. وقالت إن هذه "الصفحة لم تطو بعد".

وبدوره أعرب منسق الجمعيات الحقوقية المغربية عبد الحميد أمين عن أمله في أن يخرج المؤتمر بقرارات تدعو إلى تعزيز التعاون في مجال حقوق الإنسان. 

وخلال المؤتمر الثالث لجمعية منتدى الحقيقة والعدالة رفعت لافتات تطالب بمعاقبة المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان في المغرب وبتعويض الضحايا، ودعت بعض اللافتات إلى ضرورة اعتذار السلطات عن تلك الانتهاكات.

كما طالب الحقوقيون المشاركون من خلال اللافتات والشعارات التي زينت قاعة المؤتمر بأن تخضع الأجهزة الأمنية لسيطرة الحكومة والبرلمان وأن تطبق الدولة جميع قرارات هيئة الإنصاف والمصالحة.

ويذكر أن هيئة الإنصاف والمصالحة أنشأها الملك الحالي محمد السادس على مستوى المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان عام 2003، وفي عام 2005 أصدرت سلسلة من القرارات بهدف تجنب تجاوزات جديدة.

وقامت السلطات المغربية بتعويض حوالي 12 ألفا من ضحايا القمع، ولكن البعض يشكك في ذلك ويطالب بمقاضاة المسؤولين عن انتهاكات سنوات الرصاص.

ومن المقرر أن ينتخب المؤتمر رئيسا جديدا لجمعية منتدى الحقيقة والعدالة خلفا لمحمد صبار الذي أمضى ولايتين في هذا المنصب، وهناك ثلاثة مرشحين لخلافته هم صديق لحرش ويوسفي عبد الحق ومصطفى منوزي.

المصدر : الفرنسية