مرض فيروسي يجتاح ولاية شرقي السودان ويصيب الآلاف

فايروس غامض يتسبب بوفاة العشرات شرق السودان
عدد المصابين بالمرض تجاوز 11 ألفا وفق تقديرات حكومية (مواقع التواصل)

عماد عبد الهادي-الخرطوم

امتلأت مستشفيات ولاية كسلا (شرقي السودان) بالمئات ممن أصيبوا بحمى "الشيكونغونيا" أو ما يطلق عليها شعبيا (حمى الكنكشة)، وضاقت عن استيعاب الأعداد المتزايدة من المرضى الذين لم يجدوا دواء أو وقاية تبعدهم عن الإصابة.
ولم تسلم من المرض الذي اجتاح الولاية منذ بداية أغسطس/آب الماضي جميع الفئات العمرية، حيث أصيب به الصغار والكبار.

وقالت لجنة الصحة في البرلمان السوداني إنه لا يوجد ما يستدعي إعلان حالة الوباء "لأن الأمر لم يتجاوز التقديرات المعروفة لمنظمة الصحة العالمية"، ووفق رئيسة اللجنة امتثال الريح، وحالات الوفيات جراء المرض متدنية.

وتجاوز عدد المصابين بالمرض 11 ألفا وفق تقديرات حكومية، بينما تقول كوادر صحية بالولاية إن أكثر من سبعين ألفا أصيبوا بالمرض حتى الآن.

ولم يتجاوز العدد الرسمي للوفيات سبعة أشخاص حسب إعلان الحكومة، في حين يعلن ناشطون في المجال الصحي أن أكثر من ثمانين شخصا توفوا حتى الآن.

وأبدى ذوو بعض المصابين انزعاجهم من إشارة المسؤولين إلى أن عدد المصابين يتناقص بدليل قلة المرضى المسجلين بالمستشفيات، ورد الأهلي بقولهم إن التناقص ناجم عن قلة كميات الدواء المتوفرة بالمستشفيات والمراكز الصحية، بجانب نقص الكادر الصحي.

إجراءات وقائية
ويتساءل مواطنون عن عدم استخدام طائرات لرش المبيدات الحشرية "ما دام الجميع يعرفون أن البعوض هو الناقل الرئيسي له".

ويقول سيف الدين هارون -وهو والد طفلين مصابين- إن كسلا أصبحت عبارة عن مسطحات مائية "تستوجب تحركا رسميا سريعا لمعالجة الوضع قبل تحوله إلى كارثة بعد رفض الحكومة اعتبار الأمر وباءً".

وتكشف إحصائيات غير رسمية عن تفشي المرض بالولاية بصورة غير مألوفة، وتداول ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي عبر وسم #كسلا_تحتضر صورا تكشف اكتظاظ المصابين بالحمى في مستشفيات ومراكز المدينة.

وأعلن البرلمان السوداني الأحد أنه بصدد استدعاء وزير الصحة السوداني لسؤاله حول المرض، بينما دعا طلاب في جامعة كسلا إلى تعليق الدراسة نظرا لتردي الأحوال الصحية بالولاية وإصابة عدد من الطلاب بالمرض.

وتسبب المرض خلال الأسبوع الماضي في وفاة خمسة أشخاص، بينهم اثنتان من العاملات في المجال الصحي ورعاية المرضى.

والشيكونغونيا مرض فيروسي ينتقل إلى البشر عن طريق حشرات البعوض الحاملة للعدوى، ويسبب حمى وآلاما مبرحة في المفاصل، ووصف للمرة الأولى أثناء فاشية اندلعت جنوب تنزانيا عام 1952، وذلك وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

المصدر : الجزيرة