هل تعرف شيئا عن الغرق الجاف والغرق الثانوي؟

دعت مؤسسة حمد الطبية في قطر أولياء الأمور إلى ضرورة اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة لضمان سلامة الأطفال عند استخدامهم لحمامات وأماكن السباحة أو اللعب قرب الشواطئ والمصادر والتجمّعات المائية، وذلك بعد تسجيل 15 حادثة غرق وحالتي وفاة نتجتا عن حوادث غرق استقبلتها مراكز طوارئ الأطفال التابعة للمؤسسة منذ بداية العام الجاري.

وتعتبر حوادث الغرق -وفقا لبيانات مبادرة "كلنا" التي يشرف عليها مركز حمد الدولي للتدريب- أحد أهم مسببات الإعاقة الدائمة والوفاة الناتجة عن الحوادث بين الأطفال في قطر، حيث إن 90% من حوادث الغرق تشمل أطفالا تحت سن العاشرة، 70% منهم تحت سن الرابعة. 

وأكد الدكتور خالد الأنصاري المدير الطبي لخدمات طوارئ الأطفال في مؤسسة حمد الطبية، أنه رغم المفاهيم السائدة مجتمعيا التي تربط حوادث الغرق أو المشارفة على الغرق بالمياه العميقة مثل البحار أو حتى حمامات السباحة، فإن إحصائيات عالمية تشير إلى أن الأطفال قد يتعرّضون للغرق في أحواض الاستحمام بالمنازل بل وأحواض أسماك الزينة وخزّانات المياه في مواقع الأعمال الإنشائية.

وأضاف الأنصاري أنه يمكن لطفل أن يغرق خلال أقل من دقيقتين، كما يمكن أن يغرق الطفل في تجمّع مائي لا يتجاوز عمقه خمسة سنتيمترات، لذا فإنه من الضروري مراقبة الأطفال بصورة لصيقة عند لهوهم في المصادر المائية أو بالقرب منها.

التدخل السريع
ونوّه الدكتور الأنصاري إلى أن التدخل السريع للكوادر الطبية يمكن أن ينقذ حياة الأفراد الذين يتعرضون لحوادث الغرق بحيث يتم تعافيهم تماماً من الآثار المترتبة على ذلك، مشيرا إلى ضرورة إلمام أولياء الأمور بأعراض ما يسمى بالغرق خارج المياه "الغرق الجاف" والغرق الثانوي.

فالغرق الجاف هو حالة نادرة وخطيرة تحدث لدى الأطفال تتمثل في دخول الماء إلى الأنف والفم في حوادث المشارفة على الغرق مما يؤدي إلى انقباض في عضلات الجهاز التنفسي، وقد ينجم عنها أعراض مشابهة لأعراض الاختناق.

أما الغرق الثانوي فيتمثل في دخول الماء عبر الأنف والفم ووصوله إلى الرئتين في حوادث المشارفة على الغرق مما يؤدي إلى حدوث التهابات وتورّم فيها. وقد تظهر هذه الأعراض خلال فترة 24 ساعة من وقوع الحادث، لذا يتعيّن على أولياء الأمور الانتباه للأعراض المصاحبة لهذه الحالات لخطورتها على الأطفال والمبادرة إلى طلب العناية الطبية اللازمة.
        
وأوضح الأنصاري أن أعراض الغرق الثانوي تشمل الضيق في التنفس والسعال والشعور بالنعاس وانخفاض ملحوظ في مستوى الطاقة الجسدية، والتهيّج وألم في الصدر إضافة إلى التقيؤ.

ورغم أن الغرق الثانوي نادر الحدوث فإنه يمكن أن يشكل خطرا على الحياة، حيث يقول الأنصاري "ينبغي على أولياء الأمور معرفة أعراض الغرق خارج المياه. الغرق الجاف والغرق الثانوي لتجنّب الخلط بين هذه الأعراض وأعراض الإجهاد الناجم على النشاط البدني الذي يمارسه الطفل أثناء السباحة واللهو في الماء أو عن استنزاف طاقته الجسدية نتيجة تعرّضه لحادث المشارفة على الغرق، ورغم ندرة هذه الحالات فإن من الضروري إجراء الفحوصات الطبية للأطفال الذين يتعرّضون لمثل هذه الحالات.

وينبه الأنصاري إلى ضرورة أن تبقى الأولوية لدى الأهل هي العمل على حماية الأطفال من مخاطر الغرق في المقام الأول وذلك من خلال مراقبة الأطفال عن كثب أثناء السباحة واللهو في الماء وعدم السماح لهم بالسباحة إلا في المناطق التي يوجد فيها منقذون متخصصون، وعدم ترك الأطفال الصغار بمفردهم قرب المصادر المائية خارج المنازل وداخلها.

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي