لمواجهة فرط الحركة للأطفال.. العقاقير بدل العلاج السلوكي

العقاقير... العلاج الوحيد لفرط الحركة عند الأطفال؟
لم يتم ثبوت فعالية العلاج السلوكي في الأعراض الأساسية لاضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (دويتشه)

نصحت إرشادات علاجية جديدة في ألمانيا بالاستخدام المبكر للعقاقير للأطفال الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، بعدما كان ينصح لهم سابقا باستخدام العلاج السلوكي. فما هو سبب تغيير الأطباء لنصائحهم العلاجية؟

وستؤدي الإرشادات العلاجية الجديدة في ألمانيا لعلاج اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة إلى توسيع دور العقاقير.

ولتقليل الأعراض، سيتم من الآن وضع المحفزات مثل "ريتالين" في الاعتبار خلال العلاج بالمرحلة الأولى للأطفال المصابين بحالة متوسطة من هذا المرض.

وفي السابق، لم يكن ينصح بالاستخدام المبكر للعقاقير سوى للأطفال الذين يعانون من حالة حادة من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة.

وإلى جانب العقاقير، يشمل العلاج القياسي لهذا الاضطراب العلاج السلوكي. وتتسم أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة -الذي يصيب بالأساس الأطفال بالاستمرار حتى مرحلة البلوغ- بحالة من التململ وعدم الانتباه وصعوبة التركيز وفرط النشاط والسلوك الاندفاعي.
 
وتختلف حدة الأعراض من مريض لآخر، وهو أحد الأسباب التي تجعل تشخيص ومعالجة هذا المرض معقدة.

وقال توبياس باناشفسكي المدير الطبي لعيادة طب نفس الأطفال والمراهقين والعلاج النفسي بالمعهد المركزي للصحة العقلية في مانهايم بألمانيا "أظهر تقييم البيانات المتوفرة أنه لم يتم ثبوت فعالية العلاج السلوكي بالأعراض الأساسية لاضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، وعمليا لا تتحسن غالبا الأعراض". ونسق الطبيب مراجعة الإرشادات التي شملت أكثر من ثلاثين جمعية ورابطة متخصصة.

ولن تغير الإرشادات الجديدة سوى القليل لمرضى اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة وأسرهم، وذلك لأن الكثير من الأطباء يصفون بالفعل العقاقير للأطفال الذين لا تكون الأعراض حادة لديهم.

ومن المرجح أن يثير التوسيع الواضح للعلاج بالعقاقير لهذا المرض موجة من الانتقادات، نظرا لأن بعض الخبراء يخشون أن تتم المبالغة في وصف العقاقير.

ويقول المنتقدون إن المشكلات السلوكية لبعض المرضى على الأقل ناتجة عن الضغط النفسي والطلبات المفرطة المفروضة عليهم، أو ناتجة عن مرض آخر غير اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة. ويضيفون أنه في بعض الحالات تكون المشاكل جزءا طبيعيا من نمو الأطفال.

المصدر : دويتشه فيله