السجائر الإلكترونية تتسلل إلى المدارس في الكويت

نوع من السجائر الالكترونية الشبيهة بال usb المنتشرة حاليا في الكويت دون رائحة ودخان
نوع من السجائر الإلكترونية الشبيهة بالـ"يو إس بي" (USB) المنتشرة حاليا في الكويت دون رائحة ودخان (الجزيرة)

سمر شدياق-الكويت

"عندما يدخن ابني سيجارة تقليدية أشتم رائحته، ولكن المصيبة في تلك الإلكترونية" يقول أبو أمين الذي لم يستطع أن يكتشف إقدام ابنه البالغ من العمر 15 عاما على التدخين بسبب الأساليب الحديثة المتطورة في صناعة سجائر إلكترونية دخلت الكويت في الآونة الأخيرة من دون رائحة أو دخان وتأخذ شكل ذاكرة التخزين المصغرة "يو إس بي" (USB).

فبعيدا عن أعين وأنوف أولياء الأمور تتسلل السجائر الإلكترونية إلى الساحة التربوية في الكويت، ويبين مسح أجرته وزارة الصحة الكويتية على طلاب المدارس الحكومية للشريحة ما بين 13 و15 عاما أن 2.7% من الطلاب بين الذكور والإناث يدخنون هذا النوع من السجائر.

الدكتورة آمال اليحيى رئيسة مكتب المدن الصحية وضابطة الاتصال الوطني لمكافحة التبغ في وزارة الصحة في الكويت أكدت للجزيرة نت أن الأدوات الحديثة للتدخين تشكل أبرز التحديات التي تواجه الوزارة في حربها على السجائر الإلكترونية الممنوعة أصلا من التداول في الكويت.

وأوضحت أن "القانون يحظر السجائر الإلكترونية والتداول فيها ممنوع الا أنها تنتشر في البلاد عبر الإنترنت والوسائل غير التقليدية".

وأكدت اليحيى أن الوزارة بصدد اتخاذ إجراءات خاصة في المستقبل القريب لمواجهة السجائر الإلكترونية من الجوانب التشريعية والتوعوية واكتساب المهارات، وقالت "نحن في صدد إعداد برامج خاصة لحماية صغار السن واليافعين من التعرض للتدخين، وأيضا نعمل على سد الثغرات في التشريعات الحالية التي تمنع السجائر الإلكترونية لكن للأسف تسمح بالشيشة الإلكترونية".

‪الدكتورة آمال اليحيى: القانون يحظر السجائر الإلكترونية والتداول فيها ممنوع الا أنها تنتشر في البلاد عبر الإنترنت والوسائل غير التقليدية‬ (الجزيرة)
‪الدكتورة آمال اليحيى: القانون يحظر السجائر الإلكترونية والتداول فيها ممنوع الا أنها تنتشر في البلاد عبر الإنترنت والوسائل غير التقليدية‬ (الجزيرة)

خلق بيئة
اليحيى شددت على حرص الوزارة على خلق بيئة خالية من التدخين الإلكتروني، خصوصا في المؤسسات التعليمية، بما يشمل الطلبة والإدارة المدرسية والمعلمين، سواء في الفصول أو الساحات.

أمين عام الجمعية الكويتية لمكافحة التدخين والسرطان الدكتور خالد الصالح أكد للجزيرة نت المفهوم الخاطئ في المجتمع الكويتي بشكل عام ولدى فئة الشباب بشكل خاص بشأن أضرار هذا النوع من السجائر، مؤكدا احتواءها على مواد مسرطنة شأنها شأن السجائر التقليدية حتى لو كانت خالية من النيكوتين.

وقال الصالح "كشفت دراسة أن تسخين السائل واستنشاقه أديا إلى زيادة المواد السامة في الدم بثلاثة أضعاف، كما أن استخدام السيجارة الإلكترونية على فترات متوسطة أدى إلى إصابات في الرئة والمثانة، ولا سيما عند الشباب وقد يكون ذلك بسبب التسخين الذي يحدث للسائل".

وأضاف الصالح "كشفت دراسة تتابعية لمدة ثلاث سنوات ارتفاعا في التهابات الرئة والجهاز التنفسي، وأن النيكوتين المستنشق من السيجارة الإلكترونية يتحول إلى مواد كيميائية تدمر الحمض النووي في الرئة والمثانة".

وشدد أمين عام الجمعية الكويتية لمكافحة التدخين والسرطان على دور الجهات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني كافة في مواجهة هذه الظاهرة، إلا أنه أشار إلى دور وزارة الإعلام الرئيسي في محاربة انتشار السجائر الإلكترونية، ولا سيما بين فئة الشباب في ظل الهجمة الشرسة من قبل شركات التبغ لتشجيع اليافعين على التدخين، وهو ما يبدو جليا كما يقول في الأعمال الرمضانية هذا العام حيث يظهر أبطالها والسجائر تكاد لا تفارق أيديهم.

المصدر : الجزيرة