كيف تقتل السمنة طفلك؟
أسامة حسين بخيت*
تعتبر السمنة لدى الأطفال من بين أكثر المشاكل الصحية خطورة وانتشارا في القرن الـ21، ونتعرف هنا على بعض آثارها على صحة الطفل، والتي قد تؤدي في أسوأ الأحوال إلى الوفاة نتيجة المضاعفات.
ويعزى ارتفاع معدلات بدانة الأطفال لعوامل عدة منها تغيّر النظام الغذائي الذي هيمنت عليه المأكولات الجاهزة والوجبات السريعة ذات التركيز العالي في الأملاح والنشويات، وتراجع معدلات الحركة والنشاط البدني، كما يرجع الأطباء بعض حلالات السمنة عند الأطفال إلى عوامل وراثية.
وتعتبر السمنة في مرحلة الطفولة والمراهقة واحدة من أكثر المشاكل الصحية العالمية إثارةً للقلق. وتشير البيانات المتاحة إلى وجود زيادة مطردة في الوزن والسمنة بين الأطفال خلال العقود القليلة الماضية، مع وجود أعلى معدل انتشار في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
وتتعدد الآثار الصحية المترتبة على السمنة في مرحلة الطفولة، مثل زيادة مخاطر حدوث أمراض القلب والشرايين، وداء السكري من النوع الثاني، وأنواع مختلفة من الأمراض الخبيثة في مرحلة البلوغ، وبالتالي تقليل نوعية الحياة بسبب المشاكل الصحية المترتبة عن الأمراض المصاحبة للسمنة.
وقد أظهرت الدراسات أن غالبية الأطفال المصابين بالسمنة معرضون للإصابة بأمراض القلب، وأن البدانة في مرحلة الطفولة ترتبط بزيادة مقاومة الإنسولين داخل الخلايا، مما يسبب داء السكري والالتهاب والاختلال الوظيفي لبطانة الأوعية الدموية واضطرابات نسبة الدهون في الدم.
كما أن التغيرات في الدهون عند الأطفال والمراهقين الذين يعانون من السمنة، تكون مماثلة لتلك التي تظهر عند البالغين المصابين بالسمنة، وتشمل مستويات مرتفعة من الدهون الثلاثية وانخفاض البروتين الدهني العالي الكثافة (أتش دي أل) "الكولسترول الجيد"، مع معدل طبيعي أو ارتفاع قليل في البروتين الدهني المنخفض الكثافة (أل دي أل) "الكولسترول الضار".
علاوة على ذلك، فإن البدانة لدى الأطفال تزيد ارتفاع ضغط الدم بشكل كبير، والذي أصبح واحدا من أكثر الأمراض المتعلقة بالسمنة في مرحلة الطفولة شيوعا.
_______________
* قسم علوم الحياة بجامعة سيينا بإيطاليا. بتصرف من مقال "السمنة وارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال".