كيف نتعامل مع حساسية الأدوية؟
حذر الدكتور مهدي العادلي، استشاري أول أمراض المناعة والحساسية ومدير برنامج التوعية بأمراض المناعة والحساسية بمؤسسة حمد الطبية في قطر؛ من المخاطر المترتبة على الإصابة بحساسية تناول بعض الأدوية، داعياً جميع الأشخاص المعرضين للتحسس من بعض الأدوية للحصول على رعاية طبية متخصصة وبصورة عاجلة للحيلولة دون تفاقم هذه الأعراض.
وأوضح الدكتور العادلي أن علامات وأعراض التحسس من الأدوية قد تبدأ في الظهور خلال لحظات من تناول الدواء، إلا أنها قد تظهر في بعض الحالات الأقل شيوعاً بعد ساعات أو أيام أو حتى عدة أسابيع بعد تناول الدواء.
وأضاف العادلي أنه "في حال تناولت الدواء ثم لاحظت ظهور طفح جلدي أو ظهور بثور على الجلد، أو لاحظت أن الدواء قد تسبب في أعراض العطس أو ظهور صوت أزيز وخشخشة بالصدر عند التنفس، فإن تشخيص حالتك هو الإصابة بالحساسية من الأدوية، حيث تحدث الحساسية من الأدوية عندما يتسبب تناول الدواء في ردة فعل تحسسية للجسم".
وأشار الدكتور العادلي إلى أن أعراض التحسس من الأدوية قد تبدأ في الظهور في غضون لحظات بعد تناول الدواء مباشرة، وقد تظهر في حالات أخرى بعد عدة ساعات، وقد تتراوح حدة هذه الأعراض بين أعراض خفيفة وأعراض خطيرة جداً.
وتظهر الأعراض في صورة طفح جلدي وبثور، أو حبوب على الجلد، وهي الأكثر شيوعاً، وسعال وصدور صوت صفير أو أزيز بالصدر، ورشح بالأنف، وشعور بضيق وصعوبة في التنفس أو ألم بالحلق عند البلع، وقد يتطور الأمر إلى الإصابة بالدوّار والغثيان وتقلصات وآلام المعدة بعد تناول الدواء.
دواء جديد
ونصح الدكتور العادلي بسرعة التوجه إلى الطبيب عند ظهور أعراض وعلامات قد تكون مرتبطة بدواء جديد بدأت تناوله مؤخرا، أو حتى عند ظهور الأعراض وردة الفعل التحسسية بسبب دواء تتناوله بانتظام، ويحدث عادةً التحسس من الدواء عندما يخطئ جهاز المناعة بالجسم في التعرف على الدواء الذي تناوله الشخص ويقوم بتصنيفه كمادة ضارة، شأنه شأن أيّ عدوى فيروسية أو بكتيرية.
وتزيد فرص الإصابة بهذا النوع من الحساسية في حالة وجود تاريخ مَرَضِي بين أفراد الأسرة للإصابة بأنواع أخرى من الحساسية، مثل الحساسية من بعض أنواع الأطعمة أو حمى القَشّ، ووجود حساسية تجاه نوع آخر من الأدوية، ووجود تاريخ عائلي لإصابة بعض أفراد الأسرة بالحساسية من الأدوية، وكذلك زيادة التعرّض لنوع معين من الأدوية بسبب زيادة حجم الجرعة المستخدمة أو تكرار استخدام الدواء أو استخدامه فترات طويلة، والإصابة بأحد الأمراض التي ترتبط بصورة شائعة بحدوث ردود فعل تحسسية تجاه الأدوية مثل فيروس العوز المناعي البشري أو فيروس إبشتاين بار.
وتشمل الأدوية الأكثر تسبباً في التحسس من الدواء ونوبات فرط الحساسية: المضادات الحيوية، والإسبرين، وأدوية مضادات الالتهابات غير الستيرويدية مثل إيبوبروفين، والعقاقير المستخدمة في التخدير، ومضادات الاختلاج (مضادات نوبات الصرع)، وعقاقير السلفا (مركبات دوائية من زمرة السلفوناميد)، بالإضافة إلى الإنسولين في بعض الحالات النادرة.
وأضاف الدكتور العادلي أن "معظم ردات الفعل التحسسية الحادة تجاه الأدوية تحدث عندما يتم إعطاء الدواء للمريض من خلال حقنة عادية أو حقنة وريدية. وفي حال كنت مصاباً بالحساسية تجاه دواء ما فإنك قد تكون مصاباً بحساسية تجاه الأدوية المشابهة له؛ على سبيل المثال، إذا كنت مصاباً بحساسية تجاه البنسلين، فإن ذلك قد يعني زيادة فرص إصابتك بالحساسية تجاه الأدوية المشابهة له مثل "الأموكسيسيلين".
ويمكن علاج حالات حساسية الأدوية باستخدام أنواع معينة من الأدوية، مثل أدوية مضادات الهيستامين التي تساعد على تخفيف الأعراض الخفيفة والمتوسطة لردود الفعل التحسسية تجاه الأدوية. أما في حالات الإصابة بردود فعل تحسسية حادة بعد تناول الدواء، فيجب على المصاب طلب العلاج والحصول على الرعاية الطبية بشكل فوري.
وأوضح الدكتور العادلي قائلاً "إن الأشخاص المصابين بهذا النوع من الحساسية عليهم الاحتفاظ بمحقنة الإبينيفرين ذاتية الاستخدام معهم كجزء من خطة علاج نوبات فرط الحساسية، ويمكن للطبيب تدريب هؤلاء الأشخاص على طريقة استخدام هذه الحقن، كما ينصح الأشخاص المصابين بالحساسية الشديدة بحمل بطاقة تعريفية معهم توضح جميع أنواع الحساسية التي يعانون منها".