ما هو السل المقاوم للأدوية؟

قال استشاري أول الأمراض المعدية الدكتور ياسر الديب إن مرض السل مرض معدٍ ناتج عن بكتيريا عصوية (المتفطرة السلية) تنتقل عن طريق الرذاذ، أي التنفس.

وأضاف الدكتور الديب -وهو رئيس وحدة مكافحة العدوى في مستشفى الخور في مؤسسة حمد الطبية في قطر– أن مرض لسل اكتشفه روبرت كوخ عام 1882.

وذكر الديب -في حديث لبرنامج الجزيرة هذا الصباح أمس السبت- أنه "منذ ذلك الوقت والحرب بيننا وبين السل مستعرة"، وأول دواء للسل اكتشف عام 1944 وبعده جاءت أدوية أخرى، لكن البكتيريا ذكية ولذلك شكلت مقاومة لبعض هذه الأدوية.

وحول الأعراض، قال إن أهم أعراض للمرض هي الحمى والكحة، التي قد يكون معها دم. وأيضا من الأعراض وجود نتوءات تحت الإبط وفقدان للوزن.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية* فإنه يمكن للعصية التي تسبّب السل تطوير مقاومة حيال الأدوية المضادة للميكروبات التي تُستخدم لعلاج هذا المرض. والسل المقاوم للأدوية المتعدّدة هو السل الذي لا يستجيب للإيزونيازيد والريفامبيسين على الأقلّ، وهما أكثر الأدوية نجاعة ضدّ السل.

وتضيف المنظمة أن السبب لظهور السل المقاوم للأدوية المتعدّدة هو سوء تدبير العلاج ضدّ السل. ويُشفى معظم المصابين بالسل إذا ما اتبعوا، بصرامة، مخططاً دوائياً على مدى ستة أشهر مع الاستفادة من خدمات الدعم والإشراف.

وتؤكد أن الاستخدام غير الملائم أو غير الصحيح للأدوية المضادة للميكروبات، أو استخدام مستحضراتٍ لأدوية غير فعالة (مثل استعمال الأدوية المفردة، أو ذات الجودة الرديئة، أو أدوية محفوظة بظروف سيئة)، أو قطع المعالجة بشكل مبكر، يمكن أن يسبب مقاومة للأدوية، وهذه المقاومة يمكن أن تسري بعد ذلك، ولا سيما في الأماكن المزدحمة كالسجون والمستشفيات.

وتضيف المنظمة أن معالجة السل المقاوم لأدوية متعددة -في بعض البلدان- تزداد صعوبة، فخيارات المعالجة محدودة وباهظة الثمن، والأدوية الموصى بها ليست متوفرة دائما، والمرضى يعانون من آثار ضارة عديدة جراء الأدوية، بل إنه في بعض الحالات قد يظهر سل أشد مقاومة للأدوية. السل الشديد المقاوم للأدوية على نطاق واسع هو شكل من أشكال السل المقاوم لأدوية متعددة، لا يستجيب إلا لعدد أقل من الأدوية المتوفرة. وقد أُبلغ عنه في 105 بلدان حول العالم.

undefined 

وتقدم المنظمة الحلول التالية لمكافحة السل المقاوم للأدوية، وهي:

  • شفاء مريض السل من المرة الأولى.
  • ضمان إمكانية الحصول على التشخيص.
  • ضمان وجود تدابير مكافحة للعدوى كافية في المرافق التي يعالج فيها المرضى.
  • ضمان الاستخدام الملائم لأدوية الخط الثاني الموصى بها لمعالجة هذا الشكل من أشكال السل.

وتقول المنظمة إنه في 2015 كان هناك نحو 480 ألف شخص مصاب بالسل المقاوم للأدوية المتعددة على مستوى العالم فضلاً عن 100 ألف شخص مصاب بالسل المقاوم للريفامبيثين مؤهلين حديثاً لعلاج السل المقاوم للأدوية المتعددة. واستأثرت الهند والصين والاتحاد الروسي بنحو 45% من الحالات البالغ عددها 580 ألف حالة. وبحسب التقديرات فإن 9.5% من هذه الحالات من السل شديد المقاومة للأدوية.
_______________
* ما هو السل المقاوم لأدوية متعددة وكيف نكافحه؟ سؤال وجواب على الإنترنت، جرى التحديث في أكتوبر/تشرين الأول 2016.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية