قل لي ما مناخك أقل لك ما شكل أنفك

كومبو.. لعدة أنوف

يعد الأنف بكل أشكاله وأحجامه من السمات المميزة لوجوه البشر، سواء أكان كبيرا أو صغيرا، عريضا أو حادا أو بين بين. ويحاول علماء استكشاف العوامل التي تساهم في تفسير اختلاف شكل الأنف البشري من منطقة إلى أخرى.

واستخدم الباحثون في دراسة حديثة صورا ثلاثية الأبعاد لمئات الأشخاص ممن ينحدرون من شرق آسيا وجنوبها وغرب أفريقيا وشمال أوروبا. وأشارت الدراسة إلى أن المناخ المحلي -وتحديدا درجات الحرارة والرطوبة- لعب دورا أساسيا في تحديد شكل الأنف.

وخلص الباحثون إلى أن الأنوف الأكثر اتساعا شائعة أكثر في الأشخاص المنحدرين من مناطق ساخنة وترتفع فيها نسبة الرطوبة، بينما تشيع الأنوف الضيقة الحادة بين من ينحدرون من مناطق باردة وجافة.

والمهمتان الأساسيتان للأنف بالطبع هما التنفس والشم، وبداخلها شعيرات دموية لتدفئة وترطيب الهواء المستنشق قبل أن يصل إلى مناطق أكثر حساسية في الجهاز التنفسي.

ويقول أرسلان زيدي المتخصص في علم الوراثة وكبير الباحثين الذين قاموا بالدراسة التي نشرت في دورية "بي.أل.أو.أس جينيتكس" إن وجود فتحة أنف أضيق قد يساعد على زيادة الاتصال بين الهواء المستنشق والأنسجة داخل الأنف، مما يساعد أكثر على تدفئته.

وأضاف "ربما يكون ذلك قدّم ميزة في الأجواء الباردة. وفي الأجواء الأكثر دفئا فالعكس صحيح على الأرجح".

ويقول الباحثون إن الأشخاص ذوي الأنوف الأصغر ربما يكونوا قد تعايشوا بشكل أفضل وأنجبوا أطفالا أكثر من ذوي الأنوف الأكبر في الأماكن الباردة والجافة، مما أدى إلى تضاؤل تدريجي في اتساع الأنف.

وتدعم تلك النتائج بشكل عام ما يعرف باسم قاعدة طومسون التي أرساها عالم التشريح والأنثربولوجيا البريطاني آرثر طومسون (1858-1935) والتي تقول إن من ينحدرون من مناطق باردة وجافة المناخ يميلون لأن تكون أنوفهم أطول وأرفع ممن ينحدرون من مناطق ذات مناخ دافئ ورطب.

وقال زيدي إن أغلب الأدلة السابقة على هذه القاعدة جاءت من قياسات للجمجمة، بينما توسعت تلك الدراسة من خلال تحليل الشكل الخارجي للأنف.

المصدر : رويترز