متى يستدعي البراز الأخضر مراجعة الطبيب؟ وماذا عن البراز الأحمر والأبيض والأسود والبرتقالي؟
يعد خروج البراز بنيّ اللون مؤشرا على الصحة، ولكن اخضراره لا يدل دائما على خطر؛ فمرور الطعام بسرعة إلى الأمعاء الغليظة يمكن أن يتسبب في اخضراره، فمتى يتطلب الأمر استشارة الطبيب؟
نتعرف هنا على أسباب خروج البراز بألوان مختلفة، تشمل الأخضر والأحمر والأسود. كما سنتعرف على أسباب المخاط في البراز.
هناك أنواع من الأطعمة كالسبانخ مثلا تجعل لون البراز أخضر، كما يمكن أن يصبح لون البراز أخضر بعد تناول أدوية معينة أو بعض المكملات المحتوية على الحديد. ويعد البراز الأخضر مؤشرا مبكرا -غير مؤكد- على بداية حدوث إسهال.
ولدى البالغين والأطفال الكبار، يندر حدوث البراز الأخضر، وقلما يدعو إلى القلق. وقد يحدث إسهال أخضر عند الحوامل، وعندها ينبغي للمرأة الحامل تذكر ما تناولته من طعام أو أدوية أو مكملات غذائية أو دوائية، حيث إن ذلك يمكن أن يشعرها بالراحة من القلق الناجم عن هذا التحول في اللون، وتجب عليها مراجعة الطبيب إذا تأكدت أن هذا اللون الأخضر للبراز ليس بسبب الطعام الذي تناولته في اليوم السابق، أو إذا كانت لديها أعراض أخرى.
ويسمى التبرز الأول للرضيع "العِقي"، ويكون لزجا وسميكا، ولونه أخضر مسود. ولكن ينبغي زوال هذا اللون بعد مرور 3 أيام من ولادة الرضيع.
أسباب البراز الأخضر
- النظام الغذائي الغني بالخضراوات الخضراء، مثل السبانخ.
- الصبغات الغذائية.
- الإسهال الشديد.
- مستحضر الحلامة البروتينية (حموض أمينية مركزة)، بالنسبة للرضع الذين يعانون من حساسية من الحليب أو الصويا.
- عدم وجود الجراثيم المعوية الطبيعية عند الرضع الذين يتغذون عن طريق الثدي.
- دواء الإندوميثاسين (Indomethacin)، وهو مضاد التهاب غير ستيرويدي.
- المكملات الغنية بالحديد.
- دواء ميدروكسي بروجيستيرون (Medroxyprogesteron) وهو دواء مانع للحمل.
ويتعرض البراز خلال مروره في الأمعاء لمختلف العصارات الهاضمة والصفراء والجراثيم والمواد الكيميائية الأخرى، وهذا ما يعطي اللون والرائحة المميزين.
والبراز الأخضر ليس مؤشرا على وجود مشكلة خطيرة عادة، فالأطفال الصغار غالبا ما يضعون أي شيء تقريبا في أفواههم، ويقومون بابتلاعه أحيانا. وسوف تصل هذه المواد حتما إلى معدة الطفل، وتمر بعد ذلك عبر القناة الهضمية.
أسباب البراز الأخضر عند الأطفال الصغار
العقي
يتبرز الرضع -خلال الأيام القليلة الأولى من حياتهم- مادة خضراء داكنة تدعى العِقي. وهذا البراز هو مزيج من جميع المحتويات التي ابتلعها الجنين خلال وجوده في الرحم، مثل الصفراء والماء والسائل المحيط بالجنين (السائل الأمنيوسي) والمخاط والخلايا الظهارية، ولا رائحة له.
ويتحول لون هذا البراز العقي إلى الأصفر والأخضر بعد مرور الأيام الثلاثة الأولى، عندما يبدأ الرضيع هضم حليب الثدي.
أسباب غذائية
يمكن أن يؤثر النظام الغذائي للطفل أيضا في لون البراز؛ فالخضراوات الخضراء، كالبروكلي والملفوف، والأطعمة المصبوغة بملونات الطعام الخضراء أو الزرقاء أو الأرجوانية مثل الآيس كريم، والمشروبات الغازية، وبعض الحبوب؛ يمكن أن تجعل لون براز الطفل أخضر.
وهناك نصيحة مفيدة للتأكد من أن البراز الأخضر هو مجرد نتيجة لمواد غذائية، وهي أن تجنب تناول تلك الأطعمة 3 أيام ينبغي أن يؤدي إلى عودة البراز إلى لونه الطبيعي.
الأدوية والمكملات
يمكن أن يتغير لون البراز أيضا إلى اللون الأخضر نتيجة تناول المكملات المحتوية على الحديد، والفيتامينات الملونة صناعيا، والفيتامينات المحتوية على الفركتوز والسوربيتول. ويمكن تسريع نشاط الأمعاء من خلال استعمال الملينات التي قد تحول لون البراز إلى الأخضر أيضا، وذلك بسبب سرعة المرور في الأمعاء.
ويمكن أن يسبب إندوميثاسين (Indomethacin) -وهو أحد الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية- تغير لون البراز إلى اللون الأخضر، وكذلك بعض المضادات الحيوية التي تسبب الإسهال، وقد يكون ناجمًا عن سرعة مرور الطعام بالأمعاء.
الإسهال
يتحول لون براز بعض الأطفال في بعض الحالات إلى الأخضر الفاتح، وذلك عند وجود إسهال، ويرجع ذلك إلى مرور الطعام بسرعة بالأمعاء، وعدم وجود وقت كاف لتصلب البراز بسبب عدم بقائه وقتًا كافيًا في القناة الهضمية.
المرور السريع لعصارة الصفراء
يؤدي المرور السريع أي نقص زمن بقاء الطعام في القولون إلى جعل عصارة الصفراء تصل أسرع من المعتاد إلى الأمعاء، وبذلك لا يتوفر الوقت اللازم لتحول لونها من الأخضر إلى البني.
وفي العادة، يكون هناك وقت لكي يتغير لونها قبل وصولها إلى الأمعاء، ثم امتزاجها مع البراز الذي يكون بلونِه البني، ولكن عندما لا تكون هناك فرصة لتغير اللون، فإن البراز الذي يمر يكون أخضر.
التسمم الغذائي
يكون الجهاز الهضمي عند الطفل شديد الحساسية لمجموعة متنوعة من الأطعمة المختلفة، وتعد الإصابة بجرثومة الإِشريكية القولونية -وهي عدوى جرثومية- السبب الأكثر شيوعا لحدوث التسمم الغذائي عند الأطفال. وتظهر أعراض العدوى بهذه الجرثومة بشكل براز أخضر فاتح أو داكن مع حمى ومغص. وينبغي استشارة الطبيب عند استمرار الأعراض 3 أيام.
اضطرابات صحية أخرى
توجد بعض الاضطرابات التي تسبب المرور السريع مما يسبب ظهور البراز الأخضر؛ مثل داء كرون، والتهاب القولون التقرحي، والداء البطني الزلاقي، وسوء الامتصاص، والحساسية، والعدوى أو الإسهال الناجمين عن التسمم الغذائي والتسمم الدرقي، وفرط نشاط الغدة الدرقية، والارتجاع المعدي المريئي.
كما يمكن أن يحدث التبرز الأخضر نتيجة أي اضطراب يزيد كمية المخاط في البراز، أو عند اختلال في إعادة امتصاص الصفراء بسبب استئصال اللفائفي الانتهائي، أو في الالتهاب المعوي.
متى ينبغي مراجعة الطبيب؟
ينبغي مراجعة الطبيب عند معاناة المريض من البراز الأخضر عدة أيام، حيث يحدث التبرز الأخضر في الإسهال الشديد، لذلك ينبغي شرب الكثير من السوائل والحصول على العناية الطبية الفورية إذا وصلت حالة المريض إلى مرحلة الجفاف.
متى ينبغي مراجعة الطبيب عند إصابة الأطفال الصغار؟
يمكن أن يترافق التبرز الأخضر عند الطفل بظهور أعراض قد تشير إلى وجود اضطراب في الصحة أو الإصابة بمرض، لذلك يجب القيام بمراقبة الطفل بعناية. ويمكن أن تشتمل بعض هذه الأعراض على ما يلي:
- نقص غير متوقع للوزن.
- عسر الهضم أو التخمة.
- الإسهال.
- براز كريه الرائحة.
- الإحساس بالحرقان في المستقيم.
- الغازات.
- تغير قوام البراز، مثل القساوة المفرطة أو رخاوته.
- ألم بطني.
- تشنجات بطنية (مغص).
- وجود المخاط في البراز.
- النفخة.
أسباب البراز البني المتوسط
ويقول البروفيسور الألماني توماس زويفرلاين إن اللون الطبيعي للبراز هو البني المتوسط، مشيرا إلى أن التغيرات الطارئة على لون البراز تدق ناقوس الخطر.
وأوضح اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي أن تغيرات البراز اللونية تعني التالي:
1- اللون الأحمر ينذر بالإصابة بالبواسير أو تمزق الشرج بسبب الإمساك أو الإصابة بسرطان القولون.
2- اللون الأخضر يشير إلى الإصابة بعدوى السالمونيلا، خاصة عند المعاناة من إسهال شديد.
3- اللون الأصفر يشير إلى مشاكل في البنكرياس أو إلى عدم تحمل الغلوتين.
4- اللون الرمادي يشير إلى الحصوات المرارية أو أورام البنكرياس.
لذا تجب استشارة الطبيب لتحديد السبب الحقيقي الكامن وراء تغير اللون الطبيعي للبراز.
لون البراز الطبيعي
عادة ما يكون البراز بني اللون، وهو نتيجة لما تأكله وكمية الصفراء في البراز، وذلك وفقا لتقرير في ويب ميد.
والصفراء عبارة عن سائل يصنعه الكبد لهضم الدهون يبدأ بلون أخضر مصفر، ونظرا لأن الأصباغ التي تعطي الصفراء لونها تنتقل عبر الجهاز الهضمي، فإنها تمر بتغيرات كيميائية وتتحول إلى اللون البني.
أسباب البراز الأصفر
قد تكون هناك أوقات يبدو فيها البراز أصفر أكثر من البني، هذا طبيعي لكثير من الناس.
البراز الأصفر شائع عند الأطفال، خاصة أولئك الذين يرضعون، ولكن إذا كان لديك براز أصفر يبدو دهنيا ورائحته كريهة جدا، فقد يحتوي على الكثير من الدهون، وقد تكون هذه علامة على أن جسمك لا يهضم الطعام بشكل صحيح.
أسباب البراز الأبيض أو الشاحب أو لون الطين
إذا كان برازك شاحبا، فليس من المحتمل أن يكون ذلك بسبب الطعام بشكل مباشر، لكن أدوية الإسهال مثل البزموت سبساليسيلات (كاوبكتات، بيبتو-بيسمول) يمكن أن تسبب أحيانا برازا شاحبا أو بلون الطين. وكذلك الباريوم، وهو سائل طباشيري تشربه قبل أن تجري الأشعة السينية للجزء العلوي من الجهاز الهضمي.
السبب الأكثر خطورة هو نقص الصفراء في البراز. (تذكر أن الصفراء تعطي البراز لونها البني). يصنع جسمك الصفراء في الكبد ويخزنها في المرارة ويطلقها في الأمعاء الدقيقة للمساعدة في هضم طعامك. إذا لم يكن هناك ما يكفي منه لإعطاء برازك لونه البني النموذجي، فقد يكون ذلك علامة على وجود مشكلة.
يمكن لأمراض الكبد، مثل التهاب الكبد، أن تمنع الصفراء من الوصول إلى فضلات الجسم. وكذلك يمكن أن يحدث انسداد في القنوات التي تحمل الصفراء. يمكن أن يحدث هذا بسبب حصوات المرارة أو وجود ورم.
أسباب البراز الأسود
براز الأطفال أسود في الأيام القليلة الأولى بعد ولادتهم. خلاف ذلك، قد يكون ذلك لأنك أكلت شيئا داكن اللون أو تناولت دواء أو مكملا يسبب البراز الأسود.
لكن البراز الأسود يمكن أن يكون علامة على مشكلة أكثر خطورة؛ كنزيف في الجزء العلوي من الجهاز الهضمي.
تشمل الأطعمة والمكملات التي قد تحول البراز إلى اللون الأسود ما يلي:
- عرق السوس
- التوت
- مكملات الحديد
- الأدوية التي تحتوي على مادة البزموت سبساليسيلات (كاوبكتات، بيبتو-بيسمول) يمكن أن تسبب أيضا برازا داكنا جدا.
أيضا قد يحدث البراز الأسود نتيجة نزيف في الجهاز الهضمي، وتتضمن بعض الأسباب ما يلي:
- نزيف من قرحة المعدة
- نزيف تقرحات في المريء من ارتداد الحمض
- نزيف من أورام غير سرطانية في الجهاز الهضمي العلوي
- سرطان
أسباب البراز الأحمر
يمكن للعديد من الأطعمة تغيير لون البراز إلى اللون الوردي، مثل:
- البنجر
- حساء الطماطم
- حلوى الجيلاتين
- المشروبات الحمراء
قد لا يكون البراز الأحمر بسبب نظامك الغذائي، فقد يكون اللون الأحمر الذي تراه هو الدم. وإذا كان لونه أحمر فاتحا، فمن المحتمل أن يأتي الدم من الجزء السفلي من الجهاز الهضمي. وتشمل الأسباب الشائعة ما يلي:
- الأورام غير السرطانية
- السرطان
- التهاب القولون
- الأورام الحميدة في القولون
- مرض الرتج، وفيه تتكون أكياس صغيرة في جدار القولون
- البواسير
أسباب البراز البرتقالي
غالبا ما يخرج البراز بلون الطعام الذي دخل فيه، خاصة إذا كنت تعاني من الإسهال. إذا كان لون برازك برتقالي اللون فمن المحتمل أن يكون ذلك بسبب بعض الأطعمة البرتقالية.
ويمكن للأطعمة التي تحتوي على بيتا كاروتين أن تحول لون برازك إلى اللون البرتقالي، مثل:
- الجزر
- اليقطين
- البطاطا الحلوة
- يمكن للأطعمة ذات الألوان البرتقالية، مثل المشروبات الغازية أو الحلوى أو حلوى الجيلاتين أن تعطي برازك لونا برتقاليا.
أيضا، يمكن للمضادات الحيوية ومضادات الحموضة التي تحتوي على هيدروكسيد الألومنيوم أن تجعل البراز برتقاليا.
وفي حالات نادرة، يمكن أن يكون لون البراز برتقاليا إذا كنت تعاني من مشكلة في الكبد تجعله ينتج صفراء أقل من المعتاد، أو انسداد يمنع الصفراء من مغادرة الكبد ودخول نظامك. وإذا كانت هذه هي الحال، فسيكون برازك شاحبا أو بلون الطين.
المخاط في البراز
يمكن أن يكون وجود المخاط في البراز أمرا شائعا، ويمكن أن تكون الأسباب الشائعة للإمساك والجفاف ومرض كرون ومتلازمة القولون العصبي، وفقا لتقرير في هيلث لاين.
وعندما تكون بصحة جيدة بشكل عام، عادة يكون المخاط صافيا ويظهر بكميات صغيرة يصعب ملاحظتها في كثير من الأحيان.
ولكن إذا بدأت في رؤية زيادة ملحوظة في المخاط في برازك، فقد يكون ذلك من أعراض مشكلة صحية.
أسباب المخاط في البراز
هناك سببان شائعان للمخاط في البراز هما الجفاف والإمساك. وقد تؤدي هاتان الحالتان إلى خروج المخاط الطبيعي في القولون من الجسم. وقد يتم حل المخاط الناتج عن هذه المشكلات من تلقاء نفسه أو باستخدام الأدوية.
وقد تكون التغييرات في مستويات المخاط أيضا نتيجة لحالة التهابية في الجهاز الهضمي تتطلب علاجا طبيا، مثل:
- مرض كرون
- التليف الكيسي
- التهاب القولون التقرحي
- متلازمة القولون العصبي
- عدوى معوية
- سوء الامتصاص
- سرطان القولون أو المستقيم.
لون براز الرضيع
قالت الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال والمراهقين إن لون براز الرضيع يعكس حالته الصحية، موضحة أن اللون الطبيعي لبراز الطفل الذي يرضع طبيعيا، يمتد من الأصفر إلى الأصفر الداكن، في حين يكون لون البراز الطفل، الذي لا يرضع طبيعيا، أكثر قتامة.
وأضافت الرابطة أن اللون الأحمر لبراز الرضيع يدق ناقوس الخطر، إذ إنه يشير إلى وجود دم في البراز، مما قد ينذر بوجود نزيف في الجهاز الهضمي.
أما البراز، الذي ليس له لون أو يتخذ لون الطين، فينذر بالإصابة بالتهاب الكبد أو اليرقان، خاصة إذا كان لون البول داكنا. كما يفقد البراز لونه بسبب نقص العصارة الصفراوية.
لذا يجب استشارة الطبيب على وجه السرعة لتحديد السبب الحقيقي الكامن وراء تغيّر لون براز الرضيع، وعلاجه في الوقت المناسب.