مضخة الأنسولين حلم أطفال السكري بالجزائر

أنشطة توعية موجهة للأطفال حول داء السكري من تنظيم جمعية مرضى السكري بالجزائر العاصمة مصدر الصور جمعية مرضى السكري بالجزائر العاصمة.
أحد أنشطة توعية الأطفال بداء السكري نظمته جمعية مرضى السكري بالجزائر العاصمة (من صور الجمعية)

ياسين بودهان-الجزائر

في ظل ارتفاع عدد الأطفال المصابين بداء السكري في الجزائر، يشدد أطباء ونشطاء على ضرورة الاهتمام البالغ بهذه الفئة لحمايتها من المضاعفات الخطيرة لهذا الداء المزمن، وأوضحوا أن تمكين هؤلاء من مضخة الأنسولين أفضل حماية لهم.

وتشير دراسة ميدانية حول داء السكري أجريت تحت إشراف محمود تهامي رئيس مصلحة طب الأطفال بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية لولاية وهران (400 كلم غرب الجزائر العاصمة) إلى أن الجزائر تسجل سنويا ثلاثة آلاف طفل جديد مصاب بالسكري، بعد أن كانت تسجل نحو خمسمئة إصابة جديدة قبل عشرين عاما.

وفي الوقت الذي تشير فيه الدراسة إلى أن معدل الإصابة بالسكري لدى الأطفال هو مصاب واحد لكل 500 طفل بإجمالي مئة ألف طفل تقريبا مصاب في عموم الجزائر، إلا أن رئيس جمعية مرضى السكري بالعاصمة فيصل أوحادة أكد أن العدد الإجمالي للمصابين بالسكري هو أربعة ملايين جزائري، وأن 80% منهم يعالجون بالأقراص وأغلبهم من كبار السن، في حين يعالج نحو 20% بالأنسولين ومعظمهم أطفال.

رعاية خاصة
ويشير المختص في طب الأطفال محمدي الهادي إلى أن داء السكري قد يتسبب في مشاكل صحية خطيرة للطفل قد تفضي إلى تعقيدات دماغية أو إلى الوفاة في حال عدم تشخيصه مبكرا.

ونوّه للجزيرة نت إلى ضرورة المراقبة المستمرة من طرف العائلة والمدرسة للطفل، وضرورة معرفتهما بأعراض الداء، مثل العطش المفرط وفقدان الوزن والرغبة المتكررة في البول والتعب.

جانب من نشاط توعوي موجه للأطفال عن داء السكري (من جمعية مرضى السكري بالجزائر العاصمة)
جانب من نشاط توعوي موجه للأطفال عن داء السكري (من جمعية مرضى السكري بالجزائر العاصمة)

وبسبب نظام العلاج الذي يجب أن يتلقاه الأطفال، فإن هؤلاء -حسب حديث أوحادة- يجب أن يُعتنى بهم بشكل خاص، "لأن الطفل المصاب يجب أن يتحصل على عدة حقن للأنسولين يوميا، مع ضرورة احترام كمية الجرعات ومواقيتها، والمراقبة المستمرة لنسبة الغلوكوز في الدم".

وبسبب الرعاية الخاصة التي يجب أن يتلقاها الطفل، قال إن الأمهات يجدن أنفسهن في أوضاع جد صعبة، ومنهن من يتركن العمل، وربما يهملن باقي أفراد الأسرة بسبب الطفل المصاب.

مضخة الأنسولين
وبرأيه فإن الحل للقضاء على معاناة العائلات وتجنيب الأطفال المصابين مضاعفات الداء هو تعميم الحصول على مضخة الأنسولين، لأن الكثير من الأطفال لا يتقبلون الإصابة ولا يستجيبون للعلاج بالإبر.

ومضخة الأنسولين عبارة عن جهاز صغير يتم وضع أنبوبة الأنسولين بداخله، ومن طرفها يخرج أنبوب بلاستيكي رقيق يدخل تحت جلد الطفل، وتقوم المضخة بضخ الأنسولين بشكل مستمر، وعلى جرعات قليلة حسب حاجة الجسم.

‪‬ أوحادة: صحة الجزائريين هي الأهم(الجزيرة)
‪‬ أوحادة: صحة الجزائريين هي الأهم(الجزيرة)

ومن مزايا المضخة أنها لا تحتاج إلى وخز الطفل بالإبر، مع وجود جهاز حساس يعمل على قياس نسبة السكر في الدم ويعطي إشارة للمضخة في حال وجود هبوط نسبة السكر في الدم.

ورغم أهميتها فإن نسبة كبيرة من الأطفال المصابين لا يستعملونها بسبب عدم قدرة عائلاتهم على تحمل تكاليف شرائها، ولأجل ذلك طالبت جمعية مرضى السكري بالجزائر منذ سنوات إلى جانب الفدرالية الدولية لداء السكري بالجزائر بضرورة تعميم وتعويض مضخات الأنسولين للرضع وبعض الأطفال من طرف الضمان الاجتماعي، والهدف خلق توازن أفضل في نسبة الغلوكوز في الدم وتجنيب الطفل آلام الوخز بالإبر.

التوازن الغذائي
وبسبب مزاياها، شدد أوحادة على ضرورة تمكين الأطفال من هذه المضخات، مؤكدا أن التقشف في صرف المال العام لا يجب أن يكون على حساب الصحة العمومية، "لأن صحة الجزائريين أهم من كل شيء".

بالمقابل نوّه الخبير في التغذية سليماني محمد إلى أهمية تدريب الطفل على التوازن الغذائي وتعليمه أفضل النظم الغذائية، مؤكدا للجزيرة نت أن مضخة الأنسولين تمنح الطفل المصاب هامشا أكبر وحرية في تناول الأغذية التي يريدها بشرط ضبط المضخة قبل الأكل، كما أنها تمكّن الطفل من ممارسة النشاط الرياضي والبدني بحرية أكبر.

المصدر : الجزيرة