الملوية البوابية.. احتمال سرطاني كامن بالمعدة

جرثومة هليكوباكتر بيلوري – خطر كامن في المعدة، ملوبة بوابية، Helicobacter pylori
نسبة كبيرة من البشر تصاب بجرثومة الملوية البوابية (دويتشه فيلله)

يصاب كثيرون ببكتيريا في المعدة، وهي بكتيريا الملوية البوابية "الهليكوباكتر بيلوري" (Helicobacter pylori)، ورغم أنها تبقى في معظم الأحيان غير مكتشفة، فهي خطر كامن، وهي السبب الرئيسي للإصابة بسرطان المعدة.

وعادة تشخص آلام المعدة والحموضة على أنها بسبب التغذية غير الصحية، أو الضغوط النفسية أو التدخين أو تناول الخمر، لكن في الواقع كثيرا ما يكون المسبب الرئيسي لهذه الأعراض جرثومة الملوية البوابية.

ولفترة طويلة كان يعتقد أن الأحماض المعوية لا تسمح للبكتيريا بالبقاء داخل المعدة، لكن في مطلع الثمانينيات، اكتشفت هذه الجرثومة التي رافقت البشر منذ آلاف السنين، وفي عام 2005 منح مكتشفو هذه البكتيريا جائزة نوبل للطب.

وأضحى اليوم من المعروف أن نسبة كبيرة من البشر تصاب بهذه الجرثومة، خاصة في الدول النامية. ونقلا عن موقع غيزوندهايت الألماني يقول الطبيب الألماني كريستوف كونستمان، إن الإصابة بجرثومة الملوية البوابية تعد ثاني أكثر الأمراض انتشارا بعد تسوس الأسنان، ويعدها كونستمان "شيطان كامن".

ويذكر الموقع المهتم بشؤون الصحة أن من أعراض الإصابة بالملوية البوابية الشعور بالانتفاخ والضغط في أعلى المعدة، والشعور المستمر بالشبع، وفقدان الشهية، بالإضافة إلى آلام في المعدة خاصة أثناء الليل. كما يمكن أيضا أن تسبب فقر الدم. وينصح كونستمان بالإسراع باستشارة الطبيب عند المعاناة من أحد هذه الأعراض.

ويحذر موقع (wdr) من غياب الأعراض في بعض الأحيان، مما يجعل كثيرين يجهلون إصابتهم بهذه البكتيريا. لذلك ينصح الأطباء بفحص روتيني للتمكن من اكتشاف الجرثومة في الوقت المناسب قبل أن تتسبب في الإصابة بالسرطان.

ويمكن معالجة البكتيريا عن طريق المضادات الحيوية ومضادات الحموضة، والتي تساعد في معظم الحالات على التخلص من هذا الخطر الكامن في المعدة.

ومن المعروف للعلماء الآن أن هذه البكتيريا تصيب الإنسان في مرحلة الطفولة، وأن العدوى عادة تنتقل من شخص لشخص وعن طريق الفم، ومن المعتاد أن تنتقل مثلا من الأم لأبنائها.

ويعتبر العلماء أن احتمال إصابة شخص بهذا المرض في مرحلة البلوغ تكاد تكون معدومة، ويرجعون ذلك إلى قدرة الجهاز المناعي لمكافحتها بعد سن معينة.

ويزيد انتشار هذه الجرثومة كثيرا في الدول النامية نظرا لعدم اتباع المعايير الصحية، واحتمال انتقال البكتيريا في البراز. ويقول الأطباء إنه يمكن تقليل احتمال الإصابة بهذه الجرثومة كثيرا، فقط باتباع معايير النظافة والصحة، وغسل الأيدي بعد استعمال المرحاض.

المصدر : دويتشه فيله