الشرق الأوسط تحت قبة الحر.. كيف النجاة؟

تصميم تغطية الشرق الأوسط تحت قبة الحر
يعيش الشرق الأوسط منذ يوليو/تموز الماضي موجة حر غير مسبوقة، انعكست في زيادة حالات الإجهاد الحراري وضربة الشمس والوفيات الناجمة عن الحر، وشملت الاستجابة لها عدة صور مثل زيادة حملات التوعية بشأن الحر وتعطيل الدوام، فما هي أسباب هذه الموجة؟ وكيف التعامل معها؟

 

ما هي أسباب تغير المناخ في الشرق الأوسط خلال السنوات الماضية؟
لا يمكن النظر إلى ارتفاع درجات الحرارة في منطقة الشرق الأوسط خلال السنوات الماضية بمعزل عن تغير المناخ على الصعيد العالمي، وذلك لأسباب يلعب فيها النشاط البشري دورا كبيرا وأساسيا.

وقد أصبح مثبتا أن الكرة الأرضية تسخن بمعدلات لم تسجل من قبل، كما أصبحت مفهومة أكثر أسباب ذلك، إذ يتوفر الآن دليل قوي على أن معظم الارتفاع في درجات الحرارة خلال السنوات الخمسين الماضية يعود إلى أنشطة البشر، وبشكل خاص انبعاثات غازات الدفيئة نتيجة حرق الوقود الأحفوري*.

وغازات الدفيئة هي غازات في الغلاف الجوي لكوكب الأرض تقوم بحبس الحرارة في الجو، وتشمل ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروجين، وغازات أخرى مثل غازات الفلور.

وتعتمد درجة حرارة الأرض على التوازن ما بين الحرارة التي تدخلها من أشعة الشمس والتي تغادرها، فإذا كانت الحرارة التي تدخل الغلاف الجوي أكثر من التي تتركه فإن هذا يؤدي لارتفاع درجة حرارة الأرض.

ومع أن هناك عوامل أخرى تؤثر في حرارة الأرض مثل معدل الانبعاث الشمسي، إلا أن أهم العوامل خلال السنوات الماضية في ارتفاع الحرارة هي الأنشطة التي يقوم بها الإنسان، وهو أمر انعكس على كامل الكوكب بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط.

 
ما الذي حدث في الشرق الأوسط خلال الشهرين الماضيين؟
بالإضافة للتغير المناخي الذي يؤثر على شتى أصقاع الأرض، فإنه يعتقد أن ما شهده الشرق الأوسط من موجة حر نهاية يوليو/تموز وبداية أغسطس/آب، كان بسبب وقوعه تحت "قبة حر" (Heat dome) فوق الخليج العربي والشرق الأوسط.

و"قبة الحر" هو مصطلح في علم الأرصاد الجوية، ويحدث عندما تتكون منطقة ضغط جوي مرتفع في المنطقة العلوية من الغلاف الجوي، مما يقود إلى هبوط الهواء الذي تحت هذه المنطقة إلى الأسفل وانضغاطه، وهذا الهبوط في الهواء وانضغاطه يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة في المنطقة المنخفضة من الغلاف الجوي التي تحت منطقة الضغط المرتفعة.

ويفاقم من تأثير "قبة الحر" على الأشخاص ارتفاع مستويات الرطوبة في الجو، والتي تسجل مستويات مرتفعة في عدة مناطق في الشرق الأوسط وخاصة الساحلية.

إذ عند ارتفاع مستويات الرطوبة يصبح من الصعب على الجسم التخلص من الحرارة الزائدة عبر آلية التعرق، لأن ارتفاع الرطوبة يعيق عملية تبخر العرق من على جلد الإنسان، مما يؤدي إلى شعور الشخص بأن حرارة الجو أعلى مما هي في الواقع ويضع ضغطا إضافيا على الجسم. 

ما أبرز آثار موجات الحر؟

  • زيادة مخاطر إصابات الحر مثل التشنجات الحرارية والإجهاد الحراري وضربة الحر.
  • زيادة معدلات الوفيات الناجمة عن ضربة الحر.
  • زيادة خطر حوادث الطرق وذلك نتيجة التأثير على تركيز السائقين.
  • زيادة خطر حدوث ‫ولادة مبتسرة (أي ولادة قبل بلوغ الأسبوع الـ37 من الحمل)، أو انخفاض وزن الطفل عند الولادة.
  • هناك مؤشرات بأن الحر قد يؤثر على مزاج الشخص وربما سلوكه، فيما يقول البعض إن ارتفاع الحرارة قد يرتبط بزيادة معدلات المشاكل بين الأشخاص أو حتى العنف.
‪تغريدات بشأن موجة الحر في الشرق الأوسط‬ (تويتر)
‪تغريدات بشأن موجة الحر في الشرق الأوسط‬ (تويتر)

كيف تفاعل المغردون العرب مع موجة الحر؟
تفاعل المغردون على الإنترنت مع موجة الحر، وعبروا عن مشاعرهم بتعليقات لا تخلو من ظرافة. وعلى سبيل المثال تفاعل مع وسم "تقول_ايه_للمكيف" أكثر من 15 ألف مغرد في مصر.

فعلى سبيل المثال كتب حساب "Rehaaaa" "أنت الحاجة التي كنت أبحث عنها من زمان"، وكتب حساب "Ahmed Sherif" "انت فين محتاجك قوي، الحقني بسرعة".

فيما غرد حساب "Abdelrahman" مخاطبا المكيف "هجيبك يعني هجيبك". كما خاطب حساب "barakota" المكيف أيضا قائلا "انت اختراع عظيم". 
_______________
Climate change and human health risks and responses, World Health Organization, Geneva, 2003*.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية + تايم + تلغراف