الوضع الصحي في تعز يشكو الانهيار

نشطاء يحملون مليشيات الحوثي وقوات صالح مسؤولية الاعتداء على المستشفيات
نشطاء في المؤسسة خلال الإعلان عن نتائج التقرير (الجزيرة)

حذرت مؤسسة التوعية والإعلام الصحي في اليمن من خطورة الوضع الصحي بمحافظة تعز، واقترابه من الانهيار جراء إغلاق أغلب المستشفيات والمراكز الصحية، ومنع دخول الأدوية والمساعدات الطبية، في ظل تزايد انتشار الأوبئة والأمراض المعدية مثل حمى الضنك.

ووفق مراسلنا مأرب الورد، فقد ذكرت المؤسسة غير الحكومية، في تقرير أصدرته أمس، أن الحرب التي تشهدها تعز بين المقاومة الشعبية من جهة والحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي صالح من جهة أخرى "تسببت في حرمان أكثر من أربعمئة ألف شخص من خدمات الرعاية الصحية التي كان من المفترض الحصول عليها سنوياً".

ورصد التقرير انتهاكات حقوق الإنسان في المجال الصحي بالمحافظة منذ 20 أبريل/ نيسان الماضي وحتى الثاني من يوليو/ تموز الجاري، مشيرا إلى مقتل 367 مدنيا بينهم 65 طفلا و39 امرأة وإصابة 4103 آخرين.

وذكر أن نسبة الاعتداءات التي ارتكبها الحوثيون وقوات المخلوع بحق المنشآت والمرافق والكوادر الطبية بلغت 90%، وأرجع الأسباب إلى كون هذه المرافق الصحية تقع في مناطق نفوذ المقاومة الشعبية التي قال إنها ارتكبت 6% من الانتهاكات، بينما سجلت نسبة 4% من عمليات النهب ضد مسلحين مجهولين.

ووفق التقرير فإن 1205 مرضى بـ السرطان حرموا من الرعاية الصحية، وهو حال 382 مريضا بالسل و804 بـ الإيدز فضلا عن حرمان 17275 طفلا من مراكز رعاية سوء التغذية. كما سجل التقرير 21 حالة إصابة بحمى الضنك خلال الفترة من 25 وحتى 30 يونيو/ حزيران الماضي.

‪مستشفى الثورة الحكومي تعرض لـ24 اعتداء‬  (الجزيرة)
‪مستشفى الثورة الحكومي تعرض لـ24 اعتداء‬  (الجزيرة)

أضرار وضحايا
وتحدث التقرير عن تضرر ثمانية مستشفيات حكومية وأهلية نصفها تضرر بشكل كلي والنصف الآخر تضرر بشكل جزئي، منها مستشفيات الحكمة والروضة والصفوة والتعاون، إلى جانب المستشفيات الحكومية مثل مستشفى الثورة الذي تعرض لـ24 اعتداء من الحوثيين، كذلك مستشفيات الجمهوري والعسكري والسويدي.
 
وقدر عدد الأطباء والممرضين العاملين بالقطاع الصحي حاليا بـ228 من أصل 932 طبيبا وممرضا، بينما لا يتجاوز عدد الصيدليات العاملة 78 من إجمالي 412 صيدلية يُرخص لها رسميا، في حين تضررت 53 منها وأغلقت 231 أبوابها بسبب الحرب التي رفعت نسبة الإعاقة لدى الأطفال إلى 120 طفلا أطرافهم معرضة للبتر.

وكشف التقرير عن مغادرة قرابة عشرين طبيب صيني يعملون في تخصصات نادرة من المستشفيات الحكومية في ظل نقص بالكادر الصحي في الوقت الحالي، وخصوصاً العاملين في تخصصات جراحة الأوعية الدموية الذين لا يتجاوز عددهم ثلاثة أطباء فقط.

وأكد على الاحتياجات الطارئة لتخصصات جراحة القلب والمخ والأعصاب، وبشكل كبير، بسبب تركز معظم الإصابات في الرأس والصدر والقلب جراء عمليات القنص بنسبة (30%). وبلغ متوسط الحالات اليومية التي يستقبلها مستشفى الروضة من المدنيين (48) حالة.

وألقى رئيس مؤسسة التوعية والإعلام الصحي محمد طاهر باللائمة على "سلطة الحوثيين بالعاصمة ممثلة بوزارة الصحة التي أصدرت قرارات تعطيل المستشفيات والمرافق الصحية بتعز، من خلال مصادرة الموازنات التشغيلية وإيقاف الأدوية الحكومية المدعومة".

كما نبه إلى "حالة حصار غير معلنة تطورت إلى تدهور الأوضاع الإنسانية بما ينذر بكارثة حقيقية إن لم يلتفت لها المجتمع الإقليمي والدولي، ويتحرك سريعا لتخفيف معاناة الأبرياء، وإيقاف الانتهاكات التي تخالف المواثيق الدولية".

وطالبت المؤسسة "الأمم المتحدة وكافة المنظمات والشركاء الدوليين إلى اتخاذ كل التدابير الضرورية لتلافي انهيار الأوضاع الصحية، بهدف تخفيف وطأة الكارثة الإنسانية والمجتمعية التي يعيشها السكان في محافظة تعز".

المصدر : الجزيرة