هل يؤثر صومي على إرضاعي؟

السؤال
أنا مرضع، وخلال الأيام السابقة أشعر بتعب مع الصيام، فهل يضرني الصيام أو يضر طفلي؟ خاصة أنني سمعت أنه يؤثر على الحليب.

الجواب

قالت مسؤولة مبادرة أصدقاء الأطفال الرضع بمؤسسة حمد الطبية في قطر الدكتورة أمل أبو بكر أرباب إنه من الضروري أن ترضع الأم طفلها حتى عمر ستة أشهر، لذا فإن الصيام للنساء المرضعات قد يكون متعذرا، أما بالنسبة للأطفال الأكبر سنا والذين قد بدؤوا بتناول طعام آخر بالإضافة إلى حليب الأم فقد يسهل على أمهاتهم الصيام.

وتشير الدراسات إلى أن صيام 24 ساعة أو أقل يظهر تغييرات بسيطة على كمية إنتاج الحليب ونوعيته.

ونصحت الدكتورة أرباب -في بيان صحفي صادر عن مؤسسة حمد الطبية يوم الثلاثاء وصل للجزيرة نت- المرضعات اللواتي يرضعن أطفالهن بشكل كامل بعدم الصيام، مشيرة إلى أن "الشريعة الإسلامية تبيح للمرضعة عدم الصيام"، أما في حال رغبن في الصيام فينبغي عليهن تقييم حالتهن الصحية من خلال استشارة الطبيب ومعرفة الأدوية التي قد تسهم في زيادة إنتاج الحليب لتجنب حدوث أي مضاعفات قد تلحق بهن أو بأطفالهن الضرر عند إرضاعهم بين فترتي الإفطار والسحور.

وأضافت أن الصوم يتسبب بحدوث التعب ونقص السوائل في الجسم، خاصة في فترات الصيف نتيجة طول فترة الصيام، مما يؤثر في قدرة الأم على الإرضاع بشكل جيد.

وقالت الدكتورة أرباب إنه للحفاظ على الإدرار الجيد للحليب ينبغي على الأم الاستعداد لذلك من الناحيتين الجسدية والنفسية والحفاظ على هدوئها وتناول الطعام الصحي وشرب كميات كافية من الماء (نحو 3 ليترات أو 12 كوبا) وأخذ قسط من الراحة لمدة ساعتين قبل إرضاع الطفل، إضافة إلى نوم ثماني ساعات خلال الليل وتجنب التوتر والحرص على حمل الطفل بوضعية مريحة أثناء إرضاعه لضمان وصوله إلى الثدي بشكل جيد.

وقالت أرباب إنه يتوجب على المرضعات تناول طعام متوازن ليكون بإمكانهن زيادة عدد السعرات الحرارية الإضافية المسموحة للحوامل وهي خمسمئة سعر حراري، إضافة إلى السعرات الحرارية اليومية والتي تتمثل بألفي سعر حراري للسيدات، وأشارت إلى أهمية تناول الكثير من الفواكه والخضراوات والأطعمة الغنية بالأملاح والكالسيوم.

مراقبة

وأكدت الدكتورة أرباب على أهمية مراقبة المرأة المرضعة لصحتها وضرورة الإفطار في حال لاحظت أيا من علامات نقص السوائل في الجسم كالشعور الشديد بالعطش والتعب والإرهاق والدوار والصداع وحدوث تغيرات في لون البول ورائحته، ويتوجب عليها تناول عصير فواكه يحتوي على السكر أو محلول ملحي وأخذ قسط من الراحة، ومراجعة الطبيب في حال لم تشعر السيدة بالراحة بعد ثلاثين دقيقة من تناول السوائل.

وعلى الرغم من أن الصيام لا ينبغي أن يؤثر على نوعية وكمية حليب الأم فإن الدكتورة شددت على أهمية التوقف عنه في حال لاحظت الأم تغيرات على طفلها كالبكاء الشديد وعدم التبول بشكل متكرر وتغير لون الإخراج إلى الأخضر ونقص الوزن، وينبغي عليها مراجعة الطبيب أو مختص الرضاعة الطبيعية.

المصدر : الجزيرة