الخدمة الصحية تحتل مكانة في قلب الناخب البريطاني
علاقة الحب التي تربط البريطانيين بالخدمة الصحية لا يفهمها إلا من جربها، رغم أنها دائما ما تحتل عناوين الصحف بسبب أقسام الطوارئ المزدحمة وأوقات انتظار المرضى المؤلمة وعمليات الترشيد في صرف أدوية السرطان.
لكن نظام الرعاية الصحية الذي بدأ عام 1948 له مكانة في القلب بالنسبة لنحو مليون شخص يستخدمونه يوميا، ويحصلون على رعاية مجانية بدءا من الولادة وحتى عمليات استبدال مفصل الحوض.
وحماية نظام الرعاية الصحية قضية محورية بالانتخابات التي تجري في بريطانيا غدا الخميس، وتخوض الأحزاب المتنافسة حربا شفهية بشأنها وتقدم الوعود بتمويل نظام محمل بأكثر من طاقته وتدب فيه الفوضى في أحيان.
ويقف رئيس الوزراء ديفد كاميرون، ويقول في خطاب نقله التلفزيون الأسبوع الماضي متحدثا عن نظام الرعاية الصحية "هذا شقى عمري" محاولا التصدي لتقلص ثقة الناخبين بإدارة حزب المحافظين الذي ينتمي له للخدمة الصحية.
ويعمل في الخدمة الصحية الوطنية في بريطانيا أكثر من 1.6 مليون شخص، وهو ما يضعها بين أكبر خمس هيئات توظف المواطنين في العالم، وذلك إلى جانب وزارة الدفاع الأميركية "بنتاغون" وسلسلة مطاعم ماكدونالد وشركة وول مارت الأميركية للبيع بالتجزئة وجيش التحرير الشعبي الصيني.
عناية رائعة
وأعلن كاميرون أن أسرته تلقت عناية رائعة ودعما يمكن أن يسميه "حبا" من العاملين في الخدمة الصحية الوطنية، وذلك فيما يخص ابنه المعاق آيفان الذي توفي عام 2009.
وكاميرون ليس وحده في هذا، فالتقدير الذي يكنه لهذه الهيئة مرضى مسنون -ضحايا التعثر والسقوط- في مستشفى بأحد ضواحي لندن يعكس حالة تعم البلاد كلها، فكثيرون منهم سيستفيدون من مفاصل حوض صناعية كانت الخدمة الصحية البريطانية أول من وفرها في ستينيات القرن الماضي.
وقبل الانتخابات العامة التي تجري غدا الأربعاء، قال 47% من الناخبين البريطانيين إن الرعاية الصحية هي اهتمامهم الأول حين يقررون لمن سيعطون أصواتهم. وقال معهد استطلاع إيبسوس موري إن هذا يضعها قبل إدارة الاقتصاد بفارق 12 نقطة كاملة.
ومن الأقوال الشهيرة التصريح الذي نسب لوزير المالية السابق نايجل لوسن حين قال إن الخدمة الصحية الوطنية "مكانتها تقترب من الدين بالنسبة للإنجليز".