خدمات مجانية للحد من الإصابة بالعمى بالصومال

أطباء مؤسسة النور ومؤسسة البصر العالمية خلال قيامهم بإجراء عمليات جراحية في مستشفى النور بمقديشو.
أطباء مؤسستي النور والبصر العالمية خلال قيامهم بإجراء عمليات جراحية بمستشفى النور بمقديشو (الجزيرة)

قاسم أحمد سهل-مقديشو

في ظل تدهور الأوضاع الصحية وصعوبة الظروف الاقتصادية في الصومال، أصبح بعض الصوماليين مهددين بالتعرض للعمى، وذك لعدم قدرة الكثيرين على تحمل التكاليف المترتبة على الوقاية منه وعلاجه، وكذلك أعباء العمليات الجراحية، الأمر الذي يؤثر على معدل العمى في البلاد الذي سجل قياسا أعلى من المعدل العالمي، وفق دراسة محلية.

وفي هذا الإطار، وبهدف مكافحة العمى، تقيم منذ شهر ونصف الشهر كل من مؤسسة النور ومؤسسة البصر العالمية -التي تتخذ السعودية مقرا لها- وبتمويل من جمعية العون المباشر الكويتية، مخيما طبيا بالمجان يستفيد منه أكثر من عشرة آلاف من سكان مقديشو ومدينة جالكعيو بوسط الصومال معظمهم من الفقراء والنازحين في المخيمات.

ووفق مدير مؤسسة النور الدكتور عبد الرزاق أحمد دلمر، فإن أطباءهم بالتعاون مع أطباء من مؤسسة البصر العالمية تمكنوا في المرحلة الأولى للمخيم الطبي من زيارة 38 مخيما للنازحين في مقديشو وضواحيها أجروا خلالها فحصا طبيا لـ6423 شخصا من مرضى العيون مع تقديم خدمات علاجية مجانية وتوزيع أدوية ونظارات عليهم.

وأضاف دلمر -في حديث للجزيرة نت- أن الأطباء منشغلون الآن بتنفيذ المرحلة الثانية من المشروع التي تتمثل في إجراء عمليات جراحية لستمائة شخص تقريبا في مستشفى النور التابع لمؤسسة النور في مقديشو، تشمل إزالة المياه البيضاء وزراعة العدسات اللاصقة وتوفير أدوية ونظارات لهم مجانا علاوة على مراقبة حالاتهم لمدة شهرين.

undefined

مستشفى النور
ووفق الدكتور دلمر، فإن المشروع سيشمل أيضا فحص 3800 شخص من مرضى العيون مع توفير أدوية ونظارات، يعقبه تنفيذ عمليات جراحية لصالح أربعمائة شخص في غضون الأسبوع الجاري بمدينة جالكعيو وسط البلاد، وقد زارت الجزيرة نت مستشفى النور الذي كان يعج بمئات من مختلف الأعمار ينتظرون عمليات جراحية.

حبيبة أفرح (61 عاما) واحدة من بين المئات الذين استفادوا من العمليات الجراحية المجانية بعد أن كانت تعاني عينها اليمنى ولمدة ثلاث سنوات من ضعف الرؤية حتى تطور الأمر ولم تعد تقدر على رؤية الأشياء التي حولها ما جعلها تفضل البقاء بالبيت إذا لم يرافقها أحد في حال تخرج لقضاء حاجياتها.

وقالت حبيبة -التي حاورتها الجزيرة نت- إن الذي فاقم وضعها هو أنه ليس بمقدور عينها اليسرى رؤية الأشياء بوضوح، مضيفة أن أطباء العيون الذين طافت عليهم أكدوا لها بأن حالة عينها اليمنى تتطلب عملية جراحية لكنها لم تستطع تحمل تكاليفها لضيق ذات يدها، واعتبرت الفرصة التي وفرت لها مؤسسة النور ومؤسسة البصر العالمية بمثابة انفراج لمشكلتها.

وأكدت أنها سعيدة للغاية، إذ بعد خضوعها للجراحة عاد لها الأمل، معبرة عن امتنانها لكل الذين وفروا لها هذه الفرصة.

undefined

الفقر
من جانبه، أشار مدير مكتب جمعية العون المباشر بالصومال حسن بدوي -في حديث للجزيرة نت- إلى أن الفقر يحرم كثيرا من مرضى العيون في الصومال من دفع تكاليف العلاج والعمليات الجراحية للحيلولة دون أن يصابوا بالعمى.

وتحملت جمعية العون المباشر الأعباء المالية التي يتطلبها المخيم الطبي المقام بالصومال منذ أكثر من شهر بتنفيذ كل من مؤسسة النور ومؤسسة البصر العالمية، وقامت بدفع التكاليف المترتبة على فحص وعلاج أكثر من عشرة آلاف من مرضى العيون وإجراء عمليات جراحية لألف شخص في مقديشو وجالكعيو، وتوفير كافة المستلزمات من أدوية ونظارات، وفق بدوي.

وأشارت دراسة أجرتها جامعة بنادر في مقديشو إلى أن خطر الإصابة بالعمى مخيف ومرتفع في الصومال، حيث قدرت معدله بـ1.4%، وهو ضعف المعدل العالمي الذي (0.7%) نتيجة الحرب الأهلية والضعف وسوء التغذية وهجرة الكوادر الطبية ذوي الخبرة. وتشير الدراسة إلى أنه يوجد في الصومال أكثر من ربع مليون أعمى.

وتضيف أن المياه البيضاء "الكاتراكت" تشكل 60% من مسببات العمى بالصومال، أما المياه الزرقاء "الغلوكوما" فتشكل 20%، بينما تشكل الأمراض المعدية مثل الحصبة 10%، والأمراض الأخرى مثل السكري وارتفاع ضغط الدم والإيدز والشيخوخة 10%.

المصدر : الجزيرة