الجدل يحتدم بشأن دراسة عن مستحضرات التجميل

دراسة: مستحضرات التجميل والنظافة تؤثر على الهورمونات البشرية
undefined

أثارت دراسة ألمانية عن مستحضرت العناية الشخصية جدلا حادا، إذ أصدر حماة البيئة في ألمانيا تحذيرا من استخدام مستحضرات التجميل ومواد النظافة الشخصية، وذلك بناء على نتائج الدراسة هذه والتي قاموا هم بإجرائها. في المقابل حذر خبير في علم السموم من معهد الاتحاد لتقييم المخاطر من تعميم الاتهامات خاصة وأن الكثير من المواد المستخدمة آمنة. كما انتقدت شركات التجميل الدراسة واعتبرتها غير مناسبة.

وتوصلت الدراسة التي أجراها حماة البيئة إلى أن ثلث المواد التي يستخدمها الإنسان في التجميل والعناية بالجسم مثل الصابون السائل ومعجون الحلاقة أو مستحضرات التجميل مثل أحمر الشفاه تحتوي على مواد كيمياوية قد تؤثر سلبا على النظام الهرموني في جسم الإنسان.

وحسب الدراسة التي أعدها باحثو اتحاد "بوند" الألماني لحماية البيئة والطبيعة وأعلن عن نتيجتها يوم الأربعاء في برلين، فإن هذه المواد تنطوي على خطورة بشكل خاص على الحوامل والأطفال.

وقالت الخبيرة بالاتحاد سارة هويزر، إن بعض العناصر التي تدخل في تصنيع هذه المواد ربما تؤدي إلى خفض معدلات الخصوبة وتبكير البلوغ وتتسبب في الإصابة ببعض أنواع مرض السرطان.

وخلال الدراسة قام الباحثون بتحليل عدد هائل من مواد التجميل بحثا عن 15 مادة كيمياوية بعينها، يصنفها الاتحاد الأوروبي ضمن قائمة له على أنها مواد يمكن أن تمثل خطرا هورمونيا، بالإضافة لمواد كيمياوية أخرى تدخل في صناعة صبغات الشعر ومواد العناية بالبشرة وحمايتها.

وأشارت هويزر إلى أن مثل هذه المواد يمكن أن يكون لها تأثير مشابه للهرمونات النسائية، مشيرة إلى أن السنوات الماضية شهدت زيادة في الظواهر الشاذة فيما يتعلق بالصحة، وأن هذه الظواهر تدعو للتدبر بشأن هذه المواد الكيماوية.

ومن بين هذه الظواهر تراجع جودة نطف الخصوبة لدى الشباب وتشوه الأعضاء الجنسية لدى الرضع الذكور أو الإصابة بأنواع السرطان التي قد تلعب الهرمونات دورا فيها مثل سرطان الثدي وسرطان البروستات.

حماة البيئة يتهمون مستحضرات التجميل والعناية بالجسم بالاحتواء على مواد كيمياوية قد تؤثر سلبا على النظام الهرموني في الجسم (رويترز)
حماة البيئة يتهمون مستحضرات التجميل والعناية بالجسم بالاحتواء على مواد كيمياوية قد تؤثر سلبا على النظام الهرموني في الجسم (رويترز)

وتبين للباحثين أن الشركات الرائدة في صناعة مواد التجميل هي الأكثر استخداما للمواد الضارة هرمونيا، وأن هذه المواد تدخل في صناعة نحو نصف منتجاتها حسبما أوضح المشرف على الدراسة يوريك فينجلس. وكانت المواد الحافظة هي الأكثر استخداما من بين هذه المواد.

تحذير من التعميم وانتقاد للنتائج
غير أن الخبير في علم السموم توماس بلاتسيك، من معهد الاتحاد لتقييم المخاطر في برلين، حذر من تعميم الاتهامات الموجهة إلى عدد من هذه المواد، مشيرا إلى أنه تبين أن بعض هذه المواد آمنة، وأنها تستخدم أيضا في المواد الغذائية، في حين أن مواد أخرى لا تزال مثار جدل حيث تستخدمها دول أوروبية وتحظرها أخرى.

وأوضح بلاتسيك أن جسم الإنسان معتاد على التعامل مع المواد الفعالة هرمونيا، وأن فول الصويا والحليب مثلا يحتويان أيضا على مواد ذات تأثير هرموني، وقال إن المواد الحافظة ذات التأثير الهرموني هي الأكثر استخداما في مواد التجميل.

وانتقد اتحاد "أي كي دابليو" الألماني للشركات المصنعة لمستحضرات التجميل ومواد النظافة هذه الدراسة معتبرا إياها غير مناسبة لتوفير معلومات للمستهلك، مشيرا إلى أن هذه المواد مثار الجدل مشروعة ولا تصل للجسم سوى بكميات ضئيلة غير ضارة.

واعتبرت شركة "بايرسدورف" تحذير اتحاد بوند الألماني لحماية البيئة والطبيعة غير مبرر، وقالت في بيان لها إن بعض الشركات تؤكد بحروف كبيرة أن منتجاتها خالية من المواد الحافظة المتهمة بالتأثير الهرموني. 

المصدر : الألمانية