أيهما تُفضِّل الوخز بإبرة تحمل الإيدز أم التهاب الكبد؟

A doctor draws medicine into a syringe during a kidney transplant at Johns Hopkins Hospital June 26, 2012 in Baltimore, Maryland.The US Supreme Court is expected to announce their decision on the US President Barack Obama's healthcare law on June 28. AFP
undefined

د. أسامة أبو الرب 

هدئ من روعك ولا تهلع فنحن لا نخبئ خلف ظهورنا إبرتين إحداهما تحمل فيروس "إتش آي في" الذي يسبب متلازمة نقص المناعة المكتسب "الإيدز" والثانية فيروس التهاب الكبد ونريد غرس إحداهما في جلدك، ولكننا نريد من هذا السؤال توضيح مدى خطورة التهاب الكبد وقدرته على العدوى، وهنا نحن نتحدث عن فيروس التهاب الكبد من النوعين "ب" و"ج".

ومع أن "سُمعة" فيروس الإيدز أشد شناعة وأكثر إخافة من التهاب الكبد، فإن العلماء يقولون إن الأخير أكثر قدرة على التسبب بالعدوى والانتقال، ولعل هذا ما يدفع بعض الأطباء لوصف فيروس التهاب الكبد بـ"الوبائي"، وذلك لقدرته الكبيرة على الانتقال بين البشر والتحول لوباء.  

ففيروس الإيدز أقل قدرة على الانتقال وعلى تحمل الظروف الخارجية. أما فيروس التهاب الكبد "ب" فيستطيع البقاء على سطح ملوث لفترة قد تصل لأسبوع، مما يجعله يمثل مشكلة كبيرة خاصة في الإجراءات التي تتضمن عملية نقل دم لعديد من المرضى مثل وحدات غسيل الكلى.

مقدمو الرعاية الصحية معرضون لخطر الوخز بالإبر الملوثة (الأوروبية)
مقدمو الرعاية الصحية معرضون لخطر الوخز بالإبر الملوثة (الأوروبية)

سؤال تعليمي
ويُستخدم هذا السؤال "أيهما تفضل, الوخز بإبرة تحمل الإيدز أم التهاب الكبد؟" من قِبل العديد من علماء علم الميكروبات والمناعة ليشرحوا لطلابهم مدى اختلاف قدرات الفيروسات على العدوى، والجواب الصحيح الذي ينتظرونه من تلامذتهم هو "الإيدز"، ولكن لماذا؟

تشير المعطيات الإحصائية إلى أنه إذا كانت احتمالية انتقال فيروس الإيدز لشخص عن طريق وخزه بالخطأ بإبرة ملوثة بالفيروس تساوي واحد، فإن احتمالية انتقال فيروس التهاب الكبد الوبائي "ج" لنفس الحالة تبلغ ثلاثين، أما بالنسبة لالتهاب فيروس الكبد "ب" فهي تصل إلى مائة.

أي إن احتمالية تعرض الشخص للعدوى بفيروس التهاب الكبد "ب" مائة ضعف أكثر من فيروس الإيدز، وهذا يوضح أن خطورة المرض لا تعتمد على أعراضه فقط، بل تشمل سهولة انتقاله بين الأشخاص. ولكن من هم المعرضون لمخاطر انتقال الأمراض بالوخز بالإبرة؟

هذا السيناريو الذي روّعك للتو هو مخاطرة يعيشها كل يوم مقدمو الرعاية الصحية من أطباء أسنان وأطباء وممرضين وفنيي مختبرات وباحثين، فهم أثناء إعطاء حقنة لمريض مصاب بالإيدز مثلا قد يجرحون أنفسهم دون قصد بعد سحب الإبرة من المريض وتلوثها بدمه وما يحمله من فيروسات، مما يعرضهم لخطر انتقال المرض إليهم، وهو جزء من المخاطر التي يتحملونها في سبيل أداء رسالتهم الإنسانية النبيلة.

فيروس التهاب الكبد
فيروس التهاب الكبد "ب" (دريمز تايم-نغويت)

تدريب خاص
ويخضع مقدمو الرعاية الصحية لتدريب خاص بشأن طرق تقليل احتمالية تعرضهم للوخز بالإبرة، كما يتلقون تطعيمات لالتهاب الكبد "ب"، أما الإيدز والتهاب الكبد "ج" فلا توجد تطعيمات لهما لحد الآن.

لا نرضى لك الوخز بأية إبرة تحمل المرض، ونتمنى لك جسما معافى وصحة سليمة، ونرجو أن يباعد بينك وبين الفيروسات بأنواعها المختلفة كما بين المشرق والمغرب، وذلك سواء كانت حبيسة على سطح إبرة أو طليقة تسبح في الهواء.

المصدر : الجزيرة