خطة سعودية للوقاية من "القاتل الصامت"

فعاليات البرنامج الوطني للتوعية بداء السكري صحصحلة بإحدى المولات التجارية بجدة أمس الخميس الجزيرة نت.jpg
undefined

ياسر باعامر-جدة

لم يكن حسام الأحمدي ذو الخمسة وعشرين ربيعا يعلم قبل عام ونيف أن داء السكري قد اخترق جسده. مع اكتشافه الخبر بشكل مفاجئ إثر إغمائه في مقر عمله، أخبره طبيبه بعد الفحوص أنه يحمل النوع الثاني من المرض، الذي يشكل 90% من حالات مرضى السكري في المملكة، وفقاً لموقع وزارة الصحة السعودية الإلكتروني.

واعتمدت وزارة الصحة خطة تنفيذية وطنية عشرية للتحكم في مرض السكر، بدأت من 2010 وتنتهي 2020، بهدف وقاية المجتمع من المرض الذي تصفه "بالقاتل الصامت" وتقوم الخطة على مشاركة الحكومة كاملة والقطاع الخاص في تنفيذها، ولم يتسن للجزيرة نت الحصول على تعليقات بشأن مراحل تنفيذها على الأرض والنتائج التي وصلت إليها، رغم اتصالاتها المتكررة بالمسؤولين الرسميين في الوزارة.

وتتصدر السعودية المرتبة الأولى، تليها الكويت ثم قطر، في قائمة الدول العشر الأكثر إصابة بداء السكري، في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حسب تقرير الاتحاد الدولي السكري 2013.
كما وصل عدد المصابين السعوديين بالمرض -الذي صادف أمس يومه العالمي- إلى 28% للفئة العمرية فوق 30 عاما، فيما بلغت نسبته الإجمالية في المجتمع نحو 14% لجميع الأعمار، فيما يؤدي وراثة الإصابة بالسكري دوراً كبيراً تمثل نسبته 60 %-80 %.

الرقعة تتسع
ويشير مراقبون صحيون محليون للجزيرة نت إلى أنه رغم الجهود الحكومية الكبيرة في مكافحة المرض، تتسع رقعته في الخارطة الصحية للمجتمع السعودي، ورأوا أن المرض يُعد أحد أهم التحديات التي تواجه التنمية الصحية في المملكة، مما يستدعي تقديم منظومة متكاملة وشاملة من السياسات والأنظمة الوطنية الرامية إلى تعزيز الصحة.

القحطاني مكافحة السكري لا تقتصر على وزارة الصحة وحدها(الجزيرة)
القحطاني مكافحة السكري لا تقتصر على وزارة الصحة وحدها(الجزيرة)

وقال خبير تعزيز الصحة وأمين عام الجمعية الخيرية للتوعية الصحية "حياتنا" الدكتور عبد الرحمن بن يحيى القحطاني "إن السكري يؤدي إلى وفاة ثلاثة أشخاص كل ساعتين، وبمعدل 42 وفاة يوميا، وبأكثر من 15 ألف حالة وفاة سنويا، إضافة إلى وجود ما يربو على 2.5 مليون مصاب بالسكري في المملكة ضمن الفئة العمرية من 20-69 عاما".

وأكد أمين عام جمعية "حياتنا" أن المرض بات يشكل عبئا اقتصاديا كبيرا على الحكومة السعودية، حيث قدر إنفاق الرعاية الصحية على السكري وتبعاته بما يربو على عشرة مليارات ريال سنوياً (2.7 مليار دولار).

وعبر الدكتور القحطاني في سياق تحليله عن قلقه تجاه سلوك داء السكري من النمط الثاني في المملكة، مؤكدا أنه بدأ يطال فئات عمرية مبكرة بما في ذلك الأطفال البدناء، في حين لم يكن يُسجّل هذا النمط من السكري حتى وقت قريب سوى لدى البالغين". وقال إن السمنة تأتي في مقدمة عوامل الإصابة بهذا المرض، والذي تصل نسبته إلى 36% لدى البالغين السعوديين، عدا زيادة الوزن التي تتجاوز 60% من المجتمع، إضافة إلى الخمول البدني الذي تشكل نسبته 80% لدى البالغين في المملكة.

وأوضح أن مواجهة السكري لا تقتصر على وزارة الصحة بمفردها، بل هي مسؤولية المساندة تقع على عدد من القطاعات الحكومية (وزارات التربية والشؤون البلدية والصناعة والتجارة والإعلام وغيرها)، إلى جانب القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني.

فشل البنكرياس
من الناحية الطبية، يرى استشاري الغدد الصماء بأحد المستشفيات الحكومية الدكتور سليم الحربي أن داء السكري مرض يقع ضمن فئتين الأولى ناتجة عن فشل البنكرياس في إنتاج مادة الأنسولين بكميات كافية، والثاني فقدان الجسم قدرته على استخدام الأنسولين الذي ينتجه. وقال "إن أسلوب الحياة المترف ساهم في انتشار الداء بين السعوديين، من خلال التغذية غير الصحية، وقلة النشاط البدني، وزيادة السمنة"، وهو ما أكد عليه أحدث تقرير للاتحاد الدولي للسكري.

وتشير المعلومات الصحية إلى أن الفحوص الدورية المبكرة تعد عاملا حاسما في تقليل الإصابة بالمرض، مع ضرورة المحافظة على وزن صحي ضمن الحدود الطبيعية، وممارسة النشاط المدني بما لا يقل عن 30 دقيقة يوميا، وضرورة اتباع نظام غذائي صحي يحتوي من ثلاث إلى خمس وجبات من الفاكهة والخضراوات، والتقليل من تناول السكريات والدهون المشبعة، وأهمية تجنب تعاطي التبغ، لأن التدخين يزيد مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية.

المصدر : الجزيرة