مرضى السرطان باليمن.. معاناة يفاقمها الفقر

r_A farmer harvests qat in Hamdan district near the Yemeni capital Sanaa February 17, 2010. More water is consumed than produced from most of Yemen's 21 aquifers
undefined

سمير حسن-عدن

فاقمت الأزمة السياسية التي يعيشها اليمن منذ مطلع العام الماضي معاناة مرضى السرطان حيث يشكو كثير منهم من انعدام الأدوية في المستشفيات الحكومية والتي يكلف شراؤها أثمانا باهظة في حين تشير إحصاءات رسمية إلى أن عدد المصابين بالسرطان بلغ نحو 22 ألفا سنويا.

وبحسب اختصاصية الصيدلة في مستشفى الجمهورية الحكومي بمحافظة عدن إفتهان حكمت فإن تدهور الوضع الصحي لمرضى السرطان يأتي لعدم توفر الأدوية في المستشفيات التابعة لوزارة الصحة اليمنية.

وأوضحت أن معظم مرضى السرطان لا يتمكنون من الحصول على جميع جرعاتهم العلاجية بشكل منتظم لأنها تكلف مبالغ كبيرة، مما أدى إلى تدهور حالتهم الصحية.

وأشارت إلى أن العديد من الأدوية التجارية المتوفرة في الأسواق لمرض السرطان تكلف في الحد الأدنى أربعين ألف ريال يمني (200 دولار)، وتصل بعض الجرع فيها إلى مائة ألف ريال (500 دولار) في بلد يعيش نصف سكانه تحت خط الفقر.

انتشار واسع
وتشير تقارير وإحصاءات حديثة صادرة عن المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان بعدن إلى أن معدل حالات الإصابة التي تم رصدها في مستشفى الأمل لعلاج الأورام بمحافظة عدن وحدها بلغ 22 ألف حالة من الجنسين ومن مختلف الأعمار منذ العام 2007 وحتى نهاية 2011.
 
تسجيل 22 ألف إصابة بالسرطان بمستشفى الأورام بعدن خلال أربع سنوات (الجزيرة نت)
تسجيل 22 ألف إصابة بالسرطان بمستشفى الأورام بعدن خلال أربع سنوات (الجزيرة نت)

ووفقاً للتقرير فإن عدد المُسجلات من الإناث خلال تلك الفترة بلغ أكثر من 13 ألف إصابة، أغلبها إصابات بسرطان الثدي.

وقال المدير التنفيذي في المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان بمحافظة عدن وهيب هائل أحمد إن النشاط الخيري للمؤسسة الذي كان يتركز في تقديم الدعم وتوفير بعض أنواع الأدوية مجاناً لمرضى السرطان بنسبة 60% تأثر هذا العام إلى حد كبير بسبب تأزم الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلد.

ونبه هائل في حديثه للجزيرة نت إلى أن المؤشرات الإحصائية لعدد مرضى السرطان في اليمن تشير إلى وضع كارثي، مع تزايد مستمر في عدد الحالات المسجلة والذي يفوق عشرين ألف حالة سنوياً من مختلف المحافظات اليمنية.

أسباب
ويرجع أطباء ومختصون أسباب تفشي الأمراض السرطانية في اليمن إلى الاستخدام العشوائي والمفرط للمبيدات الزراعية التي تستخدم بكثرة في زراعة نبتة "القات" والخضراوات والفواكه، إضافة إلى تدخين السجائر والشيشة يليها تعاطي الأطعمة المحتوية على المواد الحافظة الكيميائية.

وبحسب مديرة مركز تسجيل وأبحاث السرطان بجامعة عدن هدى عمر باسليم فإن أنواع الإصابة بمرض السرطان في اليمن تتركز بصفة رئيسية في الجهاز الهضمي، تليها سرطانات الفم ثم سرطانات الغدد الليمفاوية، بينما يحتل سرطان الثدي المرتبة الأولى لدى النساء ويشكل ما يقرب من ربع الحالات المرصودة لديهن.

وقالت إنه لا توجد حتى الآن إحصاءات حكومية دقيقة لعدد المصابين بالسرطان في اليمن، وإن جميع الأرقام المعلن عنها بشأن رصد ما يقرب من عشرين ألف حالة سنوياً تظل مجرد "تقديرات غير دقيقة".

وألمحت إلى أن مركز الأبحاث بعدن يعمل بالتعاون مع الشركاء الآخرين في مجال مكافحة السرطان، وساهم في وضع مسودة الإستراتيجية الوطنية لمكافحة السرطان باليمن، مشيرة إلى وجود صعوبات عديدة يواجهها المركز أهمها قلة الكوادر المؤهلة وضعف الميزانية التشغيلية.

المصدر : الجزيرة