تقدم أبحاث مكافحة أمراض سرطانية

المبيدات الحشرية و لوكيميا الأطفال_سرطان الدم

الدواء الجديد يصنع من الزرنيخ الذي يفيد في أنواع من علاج سرطان الدم (الجزيرة)
الدواء الجديد يصنع من الزرنيخ الذي يفيد في أنواع من علاج سرطان الدم (الجزيرة)

نقولا طعمة-بيروت

توصل فريق من الأطباء والباحثين بالجامعة الأميركية في بيروت إلى تطوير علاج لسرطان الدم والغدد اللمفاوية، رافعين نسبة الشفاء من 10% في حالات العلاج الكيميائي إلى 70% للعلاج الذي تمكن الفريق من الوصول إليه، مع تجاوب للمريض مع العلاج الجديد بنسبة 100%.

وتبين للفريق أن المرض يتسبب به نوع من الفيروسات، وأن العلاج الجديد لا يدمر إلا الخلايا السرطانية بينما يدمر العلاج الكيميائي الخلايا السليمة أيضا.

بدأ البحث عن العلاج مع الدكتور علي بازارباشي سنة ١٩٩٥، ونشرت الجامعة نتائج الدراسات التي ساهمت جامعات عالمية بمثيلات لها، وجرى تبادل التجارب والخبرات بينها.

أثبت فريق البحث أن العلاج الموجه بالدواءين أعطى نسبة 50% من المرضى الذين بقوا أحياء خمس سنوات مقارنة بـ10% في حالة العلاج الكيميائي

أفضل من الكيماوي
وتحدث بازارباشي عن "سرطان دم وغدد لمفاوية يسببه فيروس (HTLN-1) لا يتجاوب مع العلاج الكيميائي إلا بنسبة 10% من المرضى، ويبقون خمس سنوات على قيد الحياة”. وقال للجزيرة نت إن العلاج الذي اعتمدوه يتضمن تركيبتين هما ATZ
وInterferon وأثبتنا أنهما أديا إلى نسبة شفاء عالية عند المرضى.

وبعد هذه الدراسة نشطت بعض الفرق الطبية في العالم، وقامت بمعالجة المرضى بنفس الطريقة وتوصلت إلى النتائج نفسها.

ويروي بازارباشي أنه خلال الأبحاث جمعت كل حالات الإصابة بهذا المرض بالعالم و"أثبتنا بعد الدراسات أن العلاج الموجه بالدواءين أعطانا نسبة 50% من المرضى الذين يبقون على قيد الحياة لمدة خمس سنوات مقارنة بـ10
% للعلاج الكيميائي".

الدكتور بازارباشي: تركيبة العلاج الجديد تقضي على الخلايا الخبيثة فقط (الجزيرة)
الدكتور بازارباشي: تركيبة العلاج الجديد تقضي على الخلايا الخبيثة فقط (الجزيرة)

تدمير فيروس
ثم أنه يجب بعد ذلك الاستمرار في العلاج وإلا عاد المرض، مما دفع الفريق إلى العودة للأبحاث في المختبر للبحث عن كيفية تحول هذه الخلايا اللمفاوية (T) الطبيعية إلى خلايا خبيثة، وتبين أن الفيروس
(HTLV-1) يحتوي على بروتين يسمى "تكس" كاف لحصول هذا التحول.

ويذكر المتحدث أن العمل تركز على تدمير "تكس" بإضافة ثاني أكسيد الزرنيخ على الدواءين المعتمدين للعلاج، مما يقضي على الخلايا السرطانية. وقد طبقت الطرق العلمية المعهودة بالتجارب الأولى على الخلايا المخبرية ثم على الفئران، فثبت أن العلاج بواسطة ثاني أكسيد الزرنيخ والدواءين يؤدي لشفاء تام عند الفئران.

ويتابع بازارباشي أن "العمل جرى على دراسة أولية عند عشرة مرضى بإضافة الزرنيخ إلى الدواءين المتبعين عالميا، فحصلنا على نسبة تجاوب 100%، مع نسبة شفاء كامل بلغت 70%، واستطاع قرابة نصف المرضى توقيف العلاج دون عودة المرض”.

ويستدرك قائلا "العلاج المعتمد عالميا راهنا هو بالدواءين المركبين، ذلك أن الدراسة التي تتركز على إضافة الزرنيخ إليهما لا تزال جديدة، ونحتاج إلى وقت أطول لنؤكد نتائجها الحاسمة".

تمويل
تمول هذه الأبحاث الطبية الجامعة الأميركية والمجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان، وساهم الصندوق الوطني القطري لتمويل الأبحاث (Qatar National Research Fund) بمبلغ تسعمائة ألف دولار.

ويضم فريق البحث ومتابعة العلاج أساتذة باحثين من الجامعة بتعاون مع فرق من عشر دول تشارك بالدراسات، منها فرنسا والولايات المتحدة واليابان وأيرلندا وغيرها، والنتائج نشرتها الجامعة.

المصدر : الجزيرة